vip_vip
02-10-2012, 07:48 AM
صيد الخاطر لابن الجوزي - فضول الدنيا
تأملت أحوال الفضلاء ، فوجدتهم ـ في الأغلب ـ
قدبخسوا من حظوظ الدنيا ،
و رأيت الدنيا غالباً ـ في أيدي أهل النقائص .
فنظرت في الفضلاء ، فإذا هم يتأسفون على ما فاتهم مما ناله أولو النقص ،
و ربما تقطع بعضهم أسفاً على ذلك . فخاطبت بعض المتأسفين فقلت له ،
و يحك تدبر أمرك ، فإنك غالطمن وجوه :
أحدها : أنه إن كانت لك همة في طلب الدنيا ،
فاجتهد في طلبها تربحالتأسف على فوتها ،
فإن قعودك ـ متأسفاً على ما ناله غيرك ،
مع قصور اجتهادك ـ غايةالعجز .
الثاني : أن الدنيا إنما تراد لتعبر لا لتعمر ،
وهذا هو الذي يدلكعليه علمك ويبلغه فهمك .
و ما يناله أهل النقص من فضولها يؤذي أبدانهم وأديانهم .
فإذا عرفت ذلك ثم تأسفت على فقد ما فقده أصلح لك ،
كان تأسفك عقوبةلتأسفك على ما تعلم المصلحة في بعده ،
فاقنع بذلك عذاباً عاجلاً إن سلمت من العذابالآجل .
و الثالث : أنك قد علمت بخس حظ الآدمي في الجملة ،
من مطاعم الدنياو لذاتها بالإضافة إلى الحيوان البهيم ،
لأنه ينال ذلك أكثر مقداراً ، مع أمن و أن تتناله مع خوف ، و قلة مقدار .
فإذا ضوعف حظك من ذلك كان ذلك لاحقاً بالحيوان البهيم ،
من جهة أنه يشغله ذلك عن تحصيل الفضائل .
و تخفيف المؤن يحث صاحبه على نيل المراتب .
فإذا آثرت الفضول مع قلة الفضول ـ عدت على ما علمت بالإزراء ،
فشنت علمك، و دللت على اختلاط رأيك
http://1.1.1.4/bmi/im18.gulfup.com/2012-02-08/1328701995273.jpg (http://www.ataaalkhayer.com/)
تأملت أحوال الفضلاء ، فوجدتهم ـ في الأغلب ـ
قدبخسوا من حظوظ الدنيا ،
و رأيت الدنيا غالباً ـ في أيدي أهل النقائص .
فنظرت في الفضلاء ، فإذا هم يتأسفون على ما فاتهم مما ناله أولو النقص ،
و ربما تقطع بعضهم أسفاً على ذلك . فخاطبت بعض المتأسفين فقلت له ،
و يحك تدبر أمرك ، فإنك غالطمن وجوه :
أحدها : أنه إن كانت لك همة في طلب الدنيا ،
فاجتهد في طلبها تربحالتأسف على فوتها ،
فإن قعودك ـ متأسفاً على ما ناله غيرك ،
مع قصور اجتهادك ـ غايةالعجز .
الثاني : أن الدنيا إنما تراد لتعبر لا لتعمر ،
وهذا هو الذي يدلكعليه علمك ويبلغه فهمك .
و ما يناله أهل النقص من فضولها يؤذي أبدانهم وأديانهم .
فإذا عرفت ذلك ثم تأسفت على فقد ما فقده أصلح لك ،
كان تأسفك عقوبةلتأسفك على ما تعلم المصلحة في بعده ،
فاقنع بذلك عذاباً عاجلاً إن سلمت من العذابالآجل .
و الثالث : أنك قد علمت بخس حظ الآدمي في الجملة ،
من مطاعم الدنياو لذاتها بالإضافة إلى الحيوان البهيم ،
لأنه ينال ذلك أكثر مقداراً ، مع أمن و أن تتناله مع خوف ، و قلة مقدار .
فإذا ضوعف حظك من ذلك كان ذلك لاحقاً بالحيوان البهيم ،
من جهة أنه يشغله ذلك عن تحصيل الفضائل .
و تخفيف المؤن يحث صاحبه على نيل المراتب .
فإذا آثرت الفضول مع قلة الفضول ـ عدت على ما علمت بالإزراء ،
فشنت علمك، و دللت على اختلاط رأيك
http://1.1.1.4/bmi/im18.gulfup.com/2012-02-08/1328701995273.jpg (http://www.ataaalkhayer.com/)