vip_vip
02-10-2012, 11:34 AM
صيد الخاطر لابن الجوزي - غوامض تحير الضال
تفكرت يوماً في التكليف ، فرأيته ينقسم إلى سهل، و صعب .
فأما السهل فهو أعمال الجوارح ، إلا أن منه ما هو أصعب من بعض ،
فالوضوء و الصلاة أسهل من الصوم ،
و الصوم ربما كان عند قوم أسهل من الزكاة .
و أما الصعب في تفاوت ، فبعضها أصعب من بعض .
فمن المستصعب ، النظر ، و الاستدلال ، الموصلان إلى معرفة الخالق .
فهذا صعب عند من غلبت عليه أمور الحس ،
سهل عند أهل العقل . و من المستصعب غلبة الهوى ،
و قهر النفوس ، و كف أكف الطباع عن التصرف فيما يؤثره .
و كل هذا يسهل على العاقل النظر في ثوابه ،
و رجاء عاقبته ، و إن شق عاجلاً .
و إنما أصعب التكاليف و أعجبها : أنه قد ثبتت حكمة الخالق عند العقل ،
ثم نراه يفقر المتشاغل بالعلم ، المقبل على العبادة ،
حتى يعضه الفقر بناجذيه ، في ذل للجاهل في طلب القوت .
و يغنى الفاسق مع الجهل ، حتى تفيض الدنيا عليه .
ثم نراه ينشىء الأجسام ثم ينقض بناء الشباب في مبدأ أمره ،
و عند استكمال بنائه ، فإذابه قد عاد هشيماً .
ثم نراه يؤلم الأطفال ، حتى يرحمهم كل طبع .
ثم يقال له : إياكأن تشك في أنه أرحم الراحمين .
ثم يسمع بإرسال موسى إلى فرعون ،
و يقال له : اعتقد أن الله تعالى أضل فرعون ،
و اعلم أنه ما كان لآدم بد من أكل الشجرة
و قد وبخ بقوله : و عصى آدم ربه.
و في مثل هذه الأشياء تحير خلق، حتى خرجوا إلى الكفر و التكذيب .
و لو فتشوا على سر هذه الأشياء ، لعلمواأن تسليم هذه الأمور ،
تكليف العقل ليذعن ! و هذا أصل ،
إذا فهم ، حصل منه السلامةو التسليم .
نسأل الله عز وجل أن يكشف لنا الغوامض ،
التي حيرت من ضل ، أنه قريب مجيب .
تفكرت يوماً في التكليف ، فرأيته ينقسم إلى سهل، و صعب .
فأما السهل فهو أعمال الجوارح ، إلا أن منه ما هو أصعب من بعض ،
فالوضوء و الصلاة أسهل من الصوم ،
و الصوم ربما كان عند قوم أسهل من الزكاة .
و أما الصعب في تفاوت ، فبعضها أصعب من بعض .
فمن المستصعب ، النظر ، و الاستدلال ، الموصلان إلى معرفة الخالق .
فهذا صعب عند من غلبت عليه أمور الحس ،
سهل عند أهل العقل . و من المستصعب غلبة الهوى ،
و قهر النفوس ، و كف أكف الطباع عن التصرف فيما يؤثره .
و كل هذا يسهل على العاقل النظر في ثوابه ،
و رجاء عاقبته ، و إن شق عاجلاً .
و إنما أصعب التكاليف و أعجبها : أنه قد ثبتت حكمة الخالق عند العقل ،
ثم نراه يفقر المتشاغل بالعلم ، المقبل على العبادة ،
حتى يعضه الفقر بناجذيه ، في ذل للجاهل في طلب القوت .
و يغنى الفاسق مع الجهل ، حتى تفيض الدنيا عليه .
ثم نراه ينشىء الأجسام ثم ينقض بناء الشباب في مبدأ أمره ،
و عند استكمال بنائه ، فإذابه قد عاد هشيماً .
ثم نراه يؤلم الأطفال ، حتى يرحمهم كل طبع .
ثم يقال له : إياكأن تشك في أنه أرحم الراحمين .
ثم يسمع بإرسال موسى إلى فرعون ،
و يقال له : اعتقد أن الله تعالى أضل فرعون ،
و اعلم أنه ما كان لآدم بد من أكل الشجرة
و قد وبخ بقوله : و عصى آدم ربه.
و في مثل هذه الأشياء تحير خلق، حتى خرجوا إلى الكفر و التكذيب .
و لو فتشوا على سر هذه الأشياء ، لعلمواأن تسليم هذه الأمور ،
تكليف العقل ليذعن ! و هذا أصل ،
إذا فهم ، حصل منه السلامةو التسليم .
نسأل الله عز وجل أن يكشف لنا الغوامض ،
التي حيرت من ضل ، أنه قريب مجيب .