المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة أعمال القلوب (74)


حور العين
12-19-2019, 10:46 AM
من: الأخت الزميلة / جِنان الورد



http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

سلسلة أعمال القلوب (74)




النقطة التاسعة ثمرات اليقين:

والأمور التي يؤثرها في سلوك الإنسان، وفي قلبه،

وفي سائر تصرفاته وأعماله:



الخامس: مما يؤثره اليقين: الصبر: ولا يمكن للعبد أن يصبر إن لم يكن له

ما يطمئن له، ويتنعم به، ويغتذي به وهو اليقين [الاستقامة 2/261].

والعبد إذا كان فارغ القلب؛ لم يصبر، وإنما إذا كان له شئ يتنعم به، ويتلذذ

به، ويركن إليه؛ فإنه يركن، ويصبر، ويسكن، فلا يصدر منه شئ يخالف

مقتضى الصبر.



وعلى حسب يقين العبد بالمشروع؛ يكون صبره على المقدور،

كما قال الله عز وجل:



{ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ[60] }

[سورةالروم]



فأمره أن يصبر، وأن لا يتشبه بالذين لا يقين عندهم لعدم الصبر، فإنهم كما

قال ابن القيم رحمه الله:'لعدم يقينهم عُدِمَ صبرهم، وخفوا واستخفوا قومهم،

ولو حصل لهم اليقين والحق؛ لصبروا، وما خفوا ولا استخفوا، فمن قل

يقينه؛ قل صبره ومن قل صبره؛ خف واستخف، فالموقن الصابر رزين لأنه

ذو لب، وعقل، ومن لا يقين له، ولا صبر عنده؛ خفيف طائش، تلعب به

الأهواء والشهوات كما تلعب الرياح بالشيء الخفيف

'[ التبيان في أقسام القرآن ص 55].



وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:

[إِنِّي آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنْ النَّارِ وَأَنْتُمْ تَتَهَافَتُونَ تَهَافُتَ الْفَرَاشِ]

رواه البخاري ومسلم –بنحوه- .



شبههم بالفراش لخفتها، وسرعة حركتها وانتشارها، وهي صغيرة النفس،

جاهلة بمصالحها، تتهافت في النار؛ لأنها تنجذب إلى النور، وإلى الضياء،

ويكون سبباً لإحراقها، يقول ابن القيم رحمه الله:'ولهذا يقال لمن أطاع

من يغويه: إنه استخفه. وقال الله عن فرعون بأنه:



{ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ...[54] }

[سورة الزخرف].



والخفيف لا يثبت بل يطيش، وصاحب اليقين ثابت'

[ الفوائد 211 – 212] .



ويقول في موضع آخر:'لذة الآخرة أعظم وأدوم، ولذة الدنيا أصغر وأقصر،

وكذلك ألم الآخرة وألم الدنيا، والمعول في ذلك على الإيمان واليقين، فإذا

قوى اليقين، وباشر القلب؛ آثر الأعلى على الأدنى في جانب اللذة، واحتمل

الألم الأسهل على الأصعب'[ الفوائد ص201] . ولهذا قال بعض الزهاد

العبّاد من المتقدمين:'تَرِدُ عليّ الأثقال –يعنى من المصائب والآلام- التي لو

وضعت على الجبال تفسخت، فأضع جنبي على الأرض وأقول –مُثَبِّتاً لنفسه-

{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا[5]إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا[6]}

[سورة الشرح] . ثم أرفع رأسي وقد انفرجت عني'

[ نزهة الفضلاء [1575]] .