المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تحيا مطمئناً؟


حور العين
12-30-2019, 01:18 PM
من :الأخ / سمير يعقوب


كيف تحيا مطمئناً؟


كلما نقص توحيد العبد ، وضعف توكله = اشتدت فاقته، وقويت حاجته ،

وعظم قلقه على رزقه وحياته ،وحياة أولاده من بعده .



وكلما ازداد توحيده ،وكمل توكله ، وعرف أن نواصي العباد بيد ربه ،

وأنه لا يملك الضر والنفع إلا رب العالمين = اطمأنت نفسه ، وانشرح

صدره، ولم يبق للعباد في قلبه مكانا لخوفهم أو لرجائهم ،



وعلم أن أعظم ما تستجلب به الأرزاق ، وتستدفع به البلايا =

هو طاعة الله عز وجل .



ويبقى بعد ذلك فعله للأسباب لا للاعتماد عليها بل لأن الله أمره بها .

لما أحاط المشركون بالنبي( صلى الله عليه وسلم ) وصاحبه إحاطة كاملة

= قال له ما ظنك باثنين الله ثالثهما .



ولما كذب قوم عاد نبيهم هودا (عليه السلام ) قال لهم متوكلا ومتحديا



{مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ

إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها

إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ }



وقال ابن القيم في الفوائد :

"على قدر قيام العبد بالأوامر = يحصل له اللطف عند النوازل .

فإن كمل القيام بالأوامر ظاهرا وباطنا = ناله اللطف ظاهرا وباطنا .

وإن قام بصورها دون حقائقها= ناله اللطف في الظاهر ،

وقل نصيبه من اللطف في الباطن .



فإن قلت: وما اللطف الباطن ؟

هو ما يحصل للقلب عند النوازل من السكينة والطمأنينة ،وزوال القلق

والاضطراب والجزع ... فهذا اللطف الباطن ثمرة تلك المعاملة الباطنة

يزيد بزيادتها وينقص بنقصانها " .