تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 4734


حور العين
01-08-2020, 02:16 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم
ثمراتُ الإيمانِ باسم الله السبوح القدوس

1- اللهُ تبارك وتعالى مُنَزَّهٌ عن كلِّ عيبٍ ونقصٍ وسُوءٍ،
فله الكمالُ الُمطلقُ سبحانه وتعالى.

2- اللهُ جل شأنه يُسبِّحُهُ مَنْ في السماواتِ ومَنْ في الأرض، بِمُختَلِفِ اللغاتِ،
وأنواعِ الأَصواتِ، قال سبحانه:

{ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ
إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ }
[الإسراء: 44].

قال أبو إِسحاقَ الزَّجاجُ: "قِيلَ إِنَّ كلَّ ما خَلَقَ اللهُ يُسبِّح بحمدِهِ، وإنَّ صَريرَ
السَّقْفِ وصريرَ البابِ من التَّسْبِيحِ، فيكونُ على هذا الخِطابَ للمشركينَ
وَحْدَهُم
ْ { وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ }
وجائزٌ أَنْ يكونَ تَسبيحُ هذه الأشياء بما الله به أعلمُ لا نفقهُ منه
إلا ما عُلِّمناهُ".

قال: "وقال قَومٌ:
{ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ }؛ أي ما مِنْ دابةٍ إلا وفيه دليلٌ أَنَّ الله
عز وجل خالِقُهُ، وَأَنَّ خالقَهُ حكيمٌ مبرَّأٌ من الأَسْواءِ، ولكنَّكُم أيها الكُفَّار
ُ لا تفقهون أثَرَ الصَّنعةِ في هذه المخلوقاتِ!".

قال أبو إِسحاقَ: "وليس هذا بشَيءٍ؛ لأَنَّ الذي خُوطبوا بهذا كانوا مُقرِّين أَنَّ
اللهَ خالقُهم وخالقُ السماءِ والأرضِ ومَنْ فِيهنَّ، فكيف يجهلون الخِلْقةَ
وهُمْ عارفون بها؟".

قال الأزهريُّ: "ومما يَدُلُّكَ على أَنَّ تسبيحَ هذه المخلوقاتِ تسبيحٌ تَعبَّدتْ به
قولُ الله عز وجل للجبال:

{ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ }
[سبأ: 10]،
ومعنى { أَوِّبِي }: سَبِّحي مَعَ داودَ النهارَ كلَّه إلى الليلِ، ولا يَجُوزُ
أَنْ يكونَ معنى أمرِ الله عز وجل للجبالِ بالتأويبِ إلا تعبُّدًا لها.

وكذلك قولُه تعالى:

{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ
وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ }
[الحج: 18]،
فسُجودُ هذه المخلوقاتِ عبادةٌ منها لخالِقها لا نفقَهُها عنها
كما لا نفقَهُ تسبيحَها.

وكذلك قوله:

{ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ
الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ } [البقرة: 74]،

وقد عَلِمَ اللهُ هبوطَها مِن خشيتِهِ، ولم يُعرِّفنا ذلك فنحنُ نؤمنُ بما أُعْلِمْنا،
ولا ندَّعي بما لا نُكلَّف بأفهامِنا مِن عِلْمِ فِعْلِها كيفيَّةً نَحُدُّها".
وهو كلامٌ نفيسٌ جارٍ على مذهبِ السَّلفِ مِن إجراءِ النصوصِ على ظاهرِها،
والبُعْدِ عن التأويلِ والتكلُّفِ المذمومَيْنِ.

وقد ذهبَ إلى هذا ابنُ جرير الطبريُّ رحمه الله، فقال في تفسيرِ

{ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ }:
"وما مِنْ شيءٍ مِنْ خلقِهِ إلا يُسبّحُ بِحمدِهِ".

واستدلَّ لصحةِ ذلك بما رواه جابرٌ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:
"أَلَا أُخْبِرُكُمْ بشَيءٍ أَمَرَ به نوحٌ ابنَهُ، إِنَّ نوحًا قال لابنه: يا بنيَّ آمرُك أَنْ
تقولَ: سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا صَلَاةُ الخَلْقِ وَتَسْبِيحُ الحَقِّ، وَبِهَا تُرْزَقُ
الخَلْقُ، قَالَ اللهُ: { وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ }.

3- كان الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم يَذكُر هذا الاسمَ في رُكوعِهِ وسُجودِهِ،
داعيًا رَبَّه عز وجل به، كما مرَّ معنا في الحديثِ السابقِ.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين