حور العين
02-06-2020, 01:56 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
درس اليوم
معنى اسم الله الحكيم (03)
أَيُّهُمَا أَبْلَغُ (الحَكَمُ) أَمْ (الحَاكِمُ):
"قِيلَ إِنَّ الحَكَمَ أَبْلَغُ مِنَ الحَاكِمِ؛ إِذْ لَا يَسْتَحِقُّ التَّسْمِيَةَ بِحَكَمٍ إِلَّا مَنْ يَحْكُمُ
بِالحَقِّ؛ لِأَنَّهَا صِفَةُ تَعْظِيمٍ فِي مَدْحٍ، وَالحَاكِمُ جَارِيَةٌ عَلَى الفِعْلِ، فَقَدْ يُسَمَّي بِهَا
مَنْ يَحْكُمُ بِغَيْرِ الحَقِّ"اهـ.
قَالَ الرَّاغِبُ الأَصْفَهَانِيُّ رحمه الله:
"وَيُقَالُ حَاكِمٌ وَحُكَّامٌ لِمَنْ يَحْكُمُ بَيْنَ النَّاسِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى:
{ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ } [البقرة: 188]، وَالحَكَمُ المُتَخَصِّصُ بِذَلِكَ فَهُوَ
أَبْلَغُ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: { أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا } [الأنعام: 114]،
وَقَالَ عز وجل: { فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا }
[النساء: 35]"اهـ.
وَقَدْ وَرَدَ فِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ مَا يُفِيدُ كَرَاهَةَ التَّكَنِّي بِالحَكَمِ.
وَأَمَّا عَنْ مَعْنَى (الحَكِيمِ):
فَقَدْ قَالَ الزَّجَّاجُ: "الحَكِيمُ مِنَ الرِّجَالِ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَعِيلًا فِي مَعْنَى فَاعِلٍ،
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَعْنَى مُفْعِلٍ، وَاللهُ حَاكِمٌ وَحَكِيمٌ.
وَالأَشْبَهُ أَنْ تَحْمِلَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى مَعْنًى غَيْرِ مَعْنَى الآخَرِ، لِيَكُونَ أَكْثَرَ
فَائِدَةً، فَحَكِيمٌ بِمَعْنَى مُحْكِمٌ وَاللهُ تَعَالَى مُحْكِمٌ لِلْأَشْيَاءِ، مُتْقِنٌ لَهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى:
{ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ }
[النمل: 88]" اهـ.
وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: "(الحَكِيمُ) الذِي لَا يَدْخُلُ تَدْبِيرَهُ خَلَلٌ وَلَا زَلَلٌ".
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ: "حَكِيمٌ فِيمَا قَضَى بَيْنَ عِبَادِهِ مِنْ قَضَايَاه".
قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: "الحَكِيمُ فِي أَفْعَالِهِ وَأَقْوَالِهِ فَيَضَعُ الأَشْيَاءَ
فِي مَحَالِّهَا بِحِكْمَتِهِ وَعَدْلِهِ".
وَقَالَ الحُلَيْمِيُّ: "(الحَكِيمُ) وَمَعْنَاهُ الذِي لَا يَقُولُ وَلَا يَفْعَلُ إِلَّا الصَّوَابَ، وَإِنَّمَا
يَنْبَغِي أَنْ يُوصَفَ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ أَفْعَالَهُ سَدِيدَةٌ، وَصُنْعَهُ مُتْقَنٌ وَلَا يَظْهَرُ الفِعْلُ
المُتْقَنُ السَّدِيدُ إِلَّا مِنْ حَكِيمٍ، كَمَا لَا يَظْهَرُ الفِعْلُ عَلَى وَجْهِ الاخْتِيَارِ
إِلَّا مِنْ حَيٍّ عَالِمٍ قَدِيرٍ".
وَقَدْ أَطَالَ ابْنُ القَيِّمِ الكَلَامَ عَلَى اسْمِهِ (الحَكِيمِ)
فِي النُّونِيَّةِ، فَقَدْ قَالَ:
وَهُوَ الحَكِيمُ وَذَاكَ مِنْ أَوْصَافِه
نَوْعَانِ أَيْضًا مَا هُمَا عَدَمَانِ
حُكْمٌ وَأَحْكَامٌ فَكُلٌّ مِنْهُمَا
نَوْعَانِ أَيْضًا ثَابِتَا البُرْهَانِ
وَالحُكْمُ شَرْعِيٌّ وَكَوْنِيٌّ وَلَا
يَتَلَازَمَانِ وَمَا هُمَا سِيَّانِ
بَلْ ذَاكَ يُوجَدُ دُونَ هَذَا مُفْرَدًا
وَالعَكُسُ أَيْضًا ثُمَّ يَجْتَمِعَانِ
لَنْ يَخْلُوَ المَرْبُوبُ مِنْ إحْدَاهِمَا
أَوْ مِنْهُمَا بَلْ لَيْسَ يَنْتَفِيَانِ
لَكِنَّمَا الشَّرْعِيُّ مَحْبُوبٌ لَهُ
أَبَدًا وَلَنْ يَخْلُو مِنَ الأَكْوَانِ
هُوَ أَمْرُهُ الدِّينِيُّ جَاءَتْ رُسْلُهُ
بِقِيَامِهِ فِي سَائِرِ الأَزْمَانِ
لَكِنَّمَا الكَوْنِيُّ فَهُوَ قَضَاؤُهُ
فِي خَلْقِهِ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ
هُوَ كُلُّهُ حَقٌّ وَعَدْلٌ ذُو رِضًى
وَالشَّأْنُ فِي المَقْضِيِّ كُلَّ الشَّانِ
فَلِذَاكَ نَرْضَى بِالقَضَاءِ وَنَسْخُطُ ال
مَقْضِيَّ حِينَ يَكُونُ بِالعِصْيَانَ
فَاللهُ يَرْضَى بِالقَضَاءِ وَيَسْخُطُ ال
مَقْضِيَّ مَا الأَمْرَانِ مُتَّحِدَانِ
فَقَضَاؤُهُ صِفَةٌ بِهِ قَامَتْ وَمَا ال
مَقْضِيُّ إِلَّا صَنْعَةُ الإِنْسَانِ
وَالكَوْنُ مَحْبُوبٌ وَمَبْغُوضٌ لَهُ
وَكِلَاهُمَا بِمَشِيئَةِ الرَّحْمَنِ
هَذَا البَيَانُ يُزِيلُ لَبْسًا طَالَمَا
هَلَكَتْ عَلَيْهِ النَّاسُ كُلَّ زَمَانِ
وَيَحُلَّ مَا قَدْ عَقَّدُوا بِأُصُولِهِم
وَبُحُوثِهِم فَافْهَمْهُ فَهْمَ بَيَانِ
مَنْ وَافَقَ الكَوْنِيَّ وَافَقَ سُخْطَهُ
أَفَلَمْ يُوَافِقْ طَاعَةَ الدَّيَّانِ؟!
فَلِذَاكَ لَا يَعْدُوهُ ذَمٌ أَوْ فَوَا
تُ الحَمْدِ مَعْ أَجْرٍ وَمَعْ رِضْوَانِ
وَمُوَافِقُ الدِّينِيِّ لَا يَعْدُوهُ أَجْرٌ
بَلْ لَهُ عِنْدَ الصَّوَابِ اثْنَانِ
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
درس اليوم
معنى اسم الله الحكيم (03)
أَيُّهُمَا أَبْلَغُ (الحَكَمُ) أَمْ (الحَاكِمُ):
"قِيلَ إِنَّ الحَكَمَ أَبْلَغُ مِنَ الحَاكِمِ؛ إِذْ لَا يَسْتَحِقُّ التَّسْمِيَةَ بِحَكَمٍ إِلَّا مَنْ يَحْكُمُ
بِالحَقِّ؛ لِأَنَّهَا صِفَةُ تَعْظِيمٍ فِي مَدْحٍ، وَالحَاكِمُ جَارِيَةٌ عَلَى الفِعْلِ، فَقَدْ يُسَمَّي بِهَا
مَنْ يَحْكُمُ بِغَيْرِ الحَقِّ"اهـ.
قَالَ الرَّاغِبُ الأَصْفَهَانِيُّ رحمه الله:
"وَيُقَالُ حَاكِمٌ وَحُكَّامٌ لِمَنْ يَحْكُمُ بَيْنَ النَّاسِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى:
{ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ } [البقرة: 188]، وَالحَكَمُ المُتَخَصِّصُ بِذَلِكَ فَهُوَ
أَبْلَغُ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: { أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا } [الأنعام: 114]،
وَقَالَ عز وجل: { فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا }
[النساء: 35]"اهـ.
وَقَدْ وَرَدَ فِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ مَا يُفِيدُ كَرَاهَةَ التَّكَنِّي بِالحَكَمِ.
وَأَمَّا عَنْ مَعْنَى (الحَكِيمِ):
فَقَدْ قَالَ الزَّجَّاجُ: "الحَكِيمُ مِنَ الرِّجَالِ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَعِيلًا فِي مَعْنَى فَاعِلٍ،
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَعْنَى مُفْعِلٍ، وَاللهُ حَاكِمٌ وَحَكِيمٌ.
وَالأَشْبَهُ أَنْ تَحْمِلَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى مَعْنًى غَيْرِ مَعْنَى الآخَرِ، لِيَكُونَ أَكْثَرَ
فَائِدَةً، فَحَكِيمٌ بِمَعْنَى مُحْكِمٌ وَاللهُ تَعَالَى مُحْكِمٌ لِلْأَشْيَاءِ، مُتْقِنٌ لَهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى:
{ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ }
[النمل: 88]" اهـ.
وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: "(الحَكِيمُ) الذِي لَا يَدْخُلُ تَدْبِيرَهُ خَلَلٌ وَلَا زَلَلٌ".
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ: "حَكِيمٌ فِيمَا قَضَى بَيْنَ عِبَادِهِ مِنْ قَضَايَاه".
قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: "الحَكِيمُ فِي أَفْعَالِهِ وَأَقْوَالِهِ فَيَضَعُ الأَشْيَاءَ
فِي مَحَالِّهَا بِحِكْمَتِهِ وَعَدْلِهِ".
وَقَالَ الحُلَيْمِيُّ: "(الحَكِيمُ) وَمَعْنَاهُ الذِي لَا يَقُولُ وَلَا يَفْعَلُ إِلَّا الصَّوَابَ، وَإِنَّمَا
يَنْبَغِي أَنْ يُوصَفَ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ أَفْعَالَهُ سَدِيدَةٌ، وَصُنْعَهُ مُتْقَنٌ وَلَا يَظْهَرُ الفِعْلُ
المُتْقَنُ السَّدِيدُ إِلَّا مِنْ حَكِيمٍ، كَمَا لَا يَظْهَرُ الفِعْلُ عَلَى وَجْهِ الاخْتِيَارِ
إِلَّا مِنْ حَيٍّ عَالِمٍ قَدِيرٍ".
وَقَدْ أَطَالَ ابْنُ القَيِّمِ الكَلَامَ عَلَى اسْمِهِ (الحَكِيمِ)
فِي النُّونِيَّةِ، فَقَدْ قَالَ:
وَهُوَ الحَكِيمُ وَذَاكَ مِنْ أَوْصَافِه
نَوْعَانِ أَيْضًا مَا هُمَا عَدَمَانِ
حُكْمٌ وَأَحْكَامٌ فَكُلٌّ مِنْهُمَا
نَوْعَانِ أَيْضًا ثَابِتَا البُرْهَانِ
وَالحُكْمُ شَرْعِيٌّ وَكَوْنِيٌّ وَلَا
يَتَلَازَمَانِ وَمَا هُمَا سِيَّانِ
بَلْ ذَاكَ يُوجَدُ دُونَ هَذَا مُفْرَدًا
وَالعَكُسُ أَيْضًا ثُمَّ يَجْتَمِعَانِ
لَنْ يَخْلُوَ المَرْبُوبُ مِنْ إحْدَاهِمَا
أَوْ مِنْهُمَا بَلْ لَيْسَ يَنْتَفِيَانِ
لَكِنَّمَا الشَّرْعِيُّ مَحْبُوبٌ لَهُ
أَبَدًا وَلَنْ يَخْلُو مِنَ الأَكْوَانِ
هُوَ أَمْرُهُ الدِّينِيُّ جَاءَتْ رُسْلُهُ
بِقِيَامِهِ فِي سَائِرِ الأَزْمَانِ
لَكِنَّمَا الكَوْنِيُّ فَهُوَ قَضَاؤُهُ
فِي خَلْقِهِ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ
هُوَ كُلُّهُ حَقٌّ وَعَدْلٌ ذُو رِضًى
وَالشَّأْنُ فِي المَقْضِيِّ كُلَّ الشَّانِ
فَلِذَاكَ نَرْضَى بِالقَضَاءِ وَنَسْخُطُ ال
مَقْضِيَّ حِينَ يَكُونُ بِالعِصْيَانَ
فَاللهُ يَرْضَى بِالقَضَاءِ وَيَسْخُطُ ال
مَقْضِيَّ مَا الأَمْرَانِ مُتَّحِدَانِ
فَقَضَاؤُهُ صِفَةٌ بِهِ قَامَتْ وَمَا ال
مَقْضِيُّ إِلَّا صَنْعَةُ الإِنْسَانِ
وَالكَوْنُ مَحْبُوبٌ وَمَبْغُوضٌ لَهُ
وَكِلَاهُمَا بِمَشِيئَةِ الرَّحْمَنِ
هَذَا البَيَانُ يُزِيلُ لَبْسًا طَالَمَا
هَلَكَتْ عَلَيْهِ النَّاسُ كُلَّ زَمَانِ
وَيَحُلَّ مَا قَدْ عَقَّدُوا بِأُصُولِهِم
وَبُحُوثِهِم فَافْهَمْهُ فَهْمَ بَيَانِ
مَنْ وَافَقَ الكَوْنِيَّ وَافَقَ سُخْطَهُ
أَفَلَمْ يُوَافِقْ طَاعَةَ الدَّيَّانِ؟!
فَلِذَاكَ لَا يَعْدُوهُ ذَمٌ أَوْ فَوَا
تُ الحَمْدِ مَعْ أَجْرٍ وَمَعْ رِضْوَانِ
وَمُوَافِقُ الدِّينِيِّ لَا يَعْدُوهُ أَجْرٌ
بَلْ لَهُ عِنْدَ الصَّوَابِ اثْنَانِ
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين