vip_vip
04-06-2012, 10:03 AM
صيد الخاطر لابن الجوزي (http://www.ataaalkhayer.com/) - في الأسباب و المسببات
قلوب العارفين يغار عليها من الأسباب
و إن كانت لا تساكنها لأنها لما انفردت
لمعرفتها أنفرد لهابتولي أمورها .
فإذا تعرضت بالأسباب محى أثر الأسباب :
{ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً }و تأمل في حال يعقوب و حذره على يوسف عليهم السلام ،
حتى قال :
{ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ }
فقالوا :
{ فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ }فلما جاء أوان الفرج ، خرج يهوذا بالقميص فسبقه الريح
{إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ}و كذلك قول يوسف عليه السلام للساقي :
{اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ}
فعوقب بأن لبث سبع سنين ،
و إن كان يوسف عليه السلام يعلم أنه لاخلاص إلا بإذن الله ،
و أن التعرض بالأسباب مشروع ،
غير أن الغيرة أثرت في العقوبة .
و من هذا قصة مريم عليها السلام
{وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا}
فغار المسبب من مساكنة الأسباب
{كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً}و من هذا القبيل ما يروى عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( أبى الله أن يرزق عبده المؤمن إلا منحيث لا يحتسب).
و الأسباب طريق ، و لا بد من سلوكها .
و العارف لايساكنها غير أنه يجلي له من أمرها ما لا يجلي لغيره ،
من أنها لا تساكن ، و ربماعوقب إن مال إليها و إن كان ميلاً لا يقبله ،
غير أن أقل الهفوات يوجب الأدب ،
وتأمل عقبي سليمان عليه السلام لما قال :
[ لأطوقن الليلة على مائة إمرأة ،
تلد كلواحدة منهن غلاماً و لم يقل :
إن شاء الله ، فما حملت إلا واحدة جاءت بشق غلام ] .
و لقد طرقني حالة أوجبت التشبث ببعض الأسباب
إلا أنه كان من ضرورة ذلك لقاءبعض الظلمة ،
و مداراته بكلمة .
فبينا أنا أفكر في تلك الحال دخل علي قارئ فاستفتح
فتفاءلت بما يقرأ فقرأ
{وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ
وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ}فبهت من إجابتي على خاطري ، و قلت لنفسي :
اسمعي فإنني طلبت النصر في هذه المداراة فأعلمني القرآن
أنني إذا ركنت إلى ظالم فاتنى ما ركنت لأجله من النصر .
فيا طوبى لمن عرف المسبب و تعلق به ،
فإنها الغاية القصوى ، فنسأل الله أن يرزقنا .
http://1.1.1.1/bmi/im14.gulfup.com/2011-12-26/132489446159.jpg
قلوب العارفين يغار عليها من الأسباب
و إن كانت لا تساكنها لأنها لما انفردت
لمعرفتها أنفرد لهابتولي أمورها .
فإذا تعرضت بالأسباب محى أثر الأسباب :
{ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً }و تأمل في حال يعقوب و حذره على يوسف عليهم السلام ،
حتى قال :
{ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ }
فقالوا :
{ فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ }فلما جاء أوان الفرج ، خرج يهوذا بالقميص فسبقه الريح
{إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ}و كذلك قول يوسف عليه السلام للساقي :
{اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ}
فعوقب بأن لبث سبع سنين ،
و إن كان يوسف عليه السلام يعلم أنه لاخلاص إلا بإذن الله ،
و أن التعرض بالأسباب مشروع ،
غير أن الغيرة أثرت في العقوبة .
و من هذا قصة مريم عليها السلام
{وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا}
فغار المسبب من مساكنة الأسباب
{كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً}و من هذا القبيل ما يروى عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( أبى الله أن يرزق عبده المؤمن إلا منحيث لا يحتسب).
و الأسباب طريق ، و لا بد من سلوكها .
و العارف لايساكنها غير أنه يجلي له من أمرها ما لا يجلي لغيره ،
من أنها لا تساكن ، و ربماعوقب إن مال إليها و إن كان ميلاً لا يقبله ،
غير أن أقل الهفوات يوجب الأدب ،
وتأمل عقبي سليمان عليه السلام لما قال :
[ لأطوقن الليلة على مائة إمرأة ،
تلد كلواحدة منهن غلاماً و لم يقل :
إن شاء الله ، فما حملت إلا واحدة جاءت بشق غلام ] .
و لقد طرقني حالة أوجبت التشبث ببعض الأسباب
إلا أنه كان من ضرورة ذلك لقاءبعض الظلمة ،
و مداراته بكلمة .
فبينا أنا أفكر في تلك الحال دخل علي قارئ فاستفتح
فتفاءلت بما يقرأ فقرأ
{وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ
وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ}فبهت من إجابتي على خاطري ، و قلت لنفسي :
اسمعي فإنني طلبت النصر في هذه المداراة فأعلمني القرآن
أنني إذا ركنت إلى ظالم فاتنى ما ركنت لأجله من النصر .
فيا طوبى لمن عرف المسبب و تعلق به ،
فإنها الغاية القصوى ، فنسأل الله أن يرزقنا .
http://1.1.1.1/bmi/im14.gulfup.com/2011-12-26/132489446159.jpg