المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وداعاً شهر شعبان (02)


حور العين
04-22-2020, 02:34 PM
من:الأخ الدكتور / عبدالله بن مراد العطرجي

عضو جمعية الكُتَّاب ببيت عطاء الخير



http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

وداعاً شهر شعبان (02)






هنيئاً لمن في شهر شعبان رزقه الله انشراح الصدر وحلاوة اللسان

وسحر البيان وطلاقة التبيان، مردداً



{ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي،

وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي، يَفْقَهُوا قَوْلِي }.



هنيئاً لمن في شهر شعبان ذكر الله خالياً فترقرق الدمع في مآقيه ثم تسرب

من بين جفونه سيلاً منهمراً على الخدود تاركاً من كثرته وتواتره أثراً بليغاً

وحفراً وأخاديد لا تضمدها المراهم والكريمات والعقاقير الطبية فتبقى آثارها

حتى الممات ثم تشع نوراً يوم الحشر والمعاد.



هنيئاً لمن في شهر شعبان اشتغل بعد الفجر بقراءة القرءان وذكر الرحمن

حتى شروق الشمس وصلى الضحى فنال أجر حجة وعمرة تامة تامة.



هنيئاً لمن في شهر شعبان تمكن من اختراق قلوب البشر بلطف العبارة،

وبذل الابتسامة، ولين الكلام، وسلامة القصد، ونقاء القلب، وغض الطرف

عن الزلات والهفوات وسامح وتسامح وأنهى التشاحن والبغضاء.



هنيئاً لمن في شهر شعبان تذكر بأنه في رحلة قصيرة في هذه الحياة الدنيا،

وأكثر جمالا من أبرأ ذمته من الاخرين حتى يغادر من هذه الحياة الدنيا

قدر الاستطاعة لا له ولا عليه.



هنيئاً لمن في شهر شعبان أدرك حقوق الله عليه فتاب إليه

وأناب وطلب منه جل جلاله أن يتحملها عنه ويغفر له.



هنيئاً لمن في شهر شعبان أدرك أن لخلق الله عليه حقوقا فوفاهم

حقوقهم بأكبر قدر ممكن ثم لجأ إلى الله بأن يتحملها عنه.



هنيئاً لمن في شهر شعبان أدرك أن أملاكه في السماء عظيمة

وقصوره مشيدة وبساتينه مزروعة.



هنيئاً لمن في شهر شعبان بلغ تمامه وأدرك هلال شهر رمضان وهو على

قيد الحياة في صحة وسلامة وعافية وسعة رزق ليبدأ أداء واجب

الصيام المفروض على المسلمين.



اللهم اجعلنا من أهل النفوس الطاهرة والقلوب الشاكرة

والوجوه الناضرة الضاحكة المستبشرة

.

اللهم كما زينت بحارك باللؤلؤ والمرجان، ورفعت السماء بلا عمدان،

وعمرت أرضك بالإنسان، فحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا

الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، وارفع قدرنا في الميزان،

وأدخلنا فسيح الجنان بكرمك وعفوك والغفران.



اللهم اشفنا ومرضانا ومرضى المسلمين،

وارحمنا وموتانا وموتى المسلمين.

مع خالص محبة أخيكم

الدكتور عبدالله بن مراد العطرجي

مكة المكرمة