تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رمضان فرصة لتعظيم الله (01)


حور العين
04-23-2020, 02:55 PM
من: الأخت الزميلة / جِنان الورد




رمضان فرصة لتعظيم الله (01)



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
و على آله و صحبه أجمعين. نحمده سبحانه وتعالى ونشكره، ونسأله
وهو المنّان أن يمُنّ علينا بالإيمان، و نسأله و هو الواسِع أن يوسِّع
صدورنا و يشرحها باستقبال شهر رمضان، فإن نِعَمَهُ علينا تتراً، ومِن
أعظم المِنن أن مَنّ علينا بالإسلام و حبَّب إلينا الإيمان،
فاللهم زِدْنا حباً للإيمان و استبشاراً به.

ونحن نلتقي في هذا اليوم وفي هذه الساعات المباركة نودّ أن نتعبَّد الله
بعبادة الفرَح, و هذه العبادة أَمَرَ الله عزَّ و جلّ تجاه شرعه ودينه وكتابه،
فقد قال سبحانه وتعالى:

{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}

فإنّ العبد قد ابتُلي بما يَملِك من مشاعر أعطاه الله إياها من أجل أن يتقرب
بها إلى الله، الله عزّ و جلّ الكريم الرحيم لمّا أمرنا بالإيمان، و أخبرنا أخبار
عظيمة عن الغيب، و أخبرنا عن الحقائق التي سنَلقاها بعد موتنا، جعل
اليقين هو الحُكْم الفاصِل بين الإيمان و النّفاق، جعل قوة شعورك بالحقائق
هو الحدّ الفاصل بين الإيمان و النفاق، لذلك من مِنَنِه علينا أن أعطانا هذه
المشاعر لكي نتقرب بها إليه، و من المشاعر التي نملكها مشاعر الفرح،
و نحن جميعاً لا نحتاج إلى تعريف للفرح و لا أن نذكر له وصف، فإننا جميعاً
نعرف الفرق بين الفرح و الحزن، و نعلم جميعاً أنّ الفَرَح إذا دبّ إلى القلب
نَشِط البَدَن، وأن الحُزن إذا دبّ إلى القلب فقد البَدَن قُواه و إن كان يملكها.

فإذا أقبلت على هذا الشهر الكريم العظيم، كان عليك أول ما تهبّ عليك
نسائِمه أن تعبد الله بهذه العبادة، هذه العبادة أين مكانها؟ في قلبك. ماهي
العبادة؟ أن تفرح. وإذا أردت أن تُثير لقلبك مشاعر الفرح ففتّش عن إيمانك،
فتّش عن تعظيمك لله، لأن مظاهر الفرح بهذا الشهر لا يمكن أن تكون إلا من
عبد مؤمن، وسنوصِّف أولاً العبد الذي لايفرح ما صفته، ثم نقابل صفة العبد
الذي لا يفرح بصفة العبد الذي يفرح.

ملخص ما سبق:
أن هذا الشهر العظيم يحتاج منا عبادة عظيمة، نُقبِل عليه بعبادة عظيمة
و هي عبادة الفرح، عبادة الفرح لا تكون إلا من شخص مؤمن. ما الصفات
التي إذا اجتمعت في الشخص أصبح يستطيع أن يفرح و يكون حقاً فرِحاً
برمضان؟ وما صفات الشخص الذي لا يفرح برمضان؟ لأن شعور الفَرَح
ليس فيه كذب، إما صحيح مُسْتَبْشِر، و إمّا أنّ في قلبك ضَعف للاستبشار
أو لا تَملِك شيء من الاستبشار .
.