المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رمضان فرصة لتعظيم الله (11)


حور العين
05-03-2020, 03:06 PM
من: الأخت الزميلة / جِنان الورد



رمضان فرصة لتعظيم الله (11)



الأمر الثالث : {وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا}

هذا الثالث سيكون لاحقًا للثاني، الذي يرضى بالحياة الدنيا ماذا يحصل له؟

يَتحوّل فيطمئن، متى يطمئن؟ كلما جاءت له الدنيا و أصبح له فيها مكانة،

كلما وقع في قلبه الطمأنينة أنه في أحسن حال! بمعنى أنّ هذا الشخص

لا يُزعجه إلا مصائب الدنيا، إذا نزلت عليه مصائب في الدين و فِتن في الدِّين

شَعَر أنه أمر سهل يسير، لا تُزعجه مصائب الدين إنما تُزعجه مصائب

الدنيا، فلا تَسمع هذا أبداً يقول لك: أنا خائف على قلبي، أنا خائف على

إيماني، أنا خائف أن أجلس مع هؤلاء فينقص إيماني. لا تسمع هذا منه أبداً،

لكن الذى يطمئن بالدنيا فكلمة الإيمان و ضَعفه و قُوّته و أسبابه لا تمُرّ

في الكلام، لا تسمعها أبداً، تجده خائف من أن يذهب إلى هذا المكان مثلاً لكي

لا ينحسد! خائف أن يبرز هذا العمل لكي لا أحد يسرق منه عمله، خائف أن

يسكن في بيت كبير فيأتيه كذا و كذا، طول الوقت مخاوفه من جهة الدنيا

وطمأنينته من جهة الدنيا، فلا تسمع منه:أخاف أجلس مع هؤلاء فينقص

إيماني، أخاف أن أسافر هذه السَّفرة فيؤثّر على قلبي خصوصاً أني ذاهب

إلى رمضان. لا تسمع هذا، لا تسمع حرصاً على الإيمان و لا تجده يتفقّد

إيمانه. ثُم إنّ مِثل هؤلاء القوم الذين يطمئنون بالحياة الدنيا تجدهم غالباً

يُفسِّرون سوء أخلاقهم وسوء تصرفاتهم و قلة صَبرهم بأن الناس تغيّروا:

لماذا تُعامِل الناس هكذا؟ لماذا لا تصبر ؟ يقول لك: هؤلاء يستحقون،

هؤلاء تغيروا، ومُعاملة الخَدَم مِثاُل ذلك! فعدم الصبر بعد أن كان الشخص

صبوراً إنما هو مؤشر لضعف الإيمان، لما يقلّ صَبر الإنسان فهذا مؤشر

لضعف الإيمان، لأنّ مَن يصبر مُحتسباً و يحبس نفسه أن يُخرِّج كل شيء فيه

فهذا سيزداد صبراً، لأنه يعرف أنه كلما كَظم الغيظ و هو قادرٌ على إنفاذة

يَحصُل له من الأجر العظيم ما تعلمون. الذي يُفكّر في الآخرة و وقد أغاظه

أحد سيَحبس غيظه بسبب ايمانه. ضعيف الإيمان يُخرج الذي في نفسه دون

أن يُفكّر، ثم يقول: أفعل ذلك لكي لا أمرض، لا أكتم في نفسي!



أما الثاني فيحبس هذا في قلبه و يخرجه و يفرّغه بإيمانه أنه سيحصل لي

كذا وكذا يوم القيامة. فالفارق هذا يجعل أهل الإيمان إذا فقدوا صبرهم عَلِموا

أن نقص إيمانٍ أصابهم.



أُمثِّل بالصبر كنموذج في أن الذي لا يطمئن بالدنيا دائماً يُفكِّر في إيمانه، وأن

هذه التصرفات التي أفعلها تعكِس إيماني. يجب أن نعلم أنّ تصرفاتنا التي

نتصرف بها إنما تعكس الإيمان الذي في قلوبنا، فلما تجد نفسك طامعاً في

الدنيا، راغباً فيها، خائفاً على الريال والريالين، فهذا معناه نقص في الإيمان:



{وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ}

يوقَ شُحَّ نفسه من جهة أي شيء؟ من جهة إيمانه.