المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 16


حور العين
05-08-2020, 03:44 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم
الحكمة من وراء الإفطار على الرطب أو التمر أو الماء

من توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم الحكيمة أنه دعا إلى الإفطار
على رطب أو تمر أو ماء؛ كما جاء في سنن أبي داود والترمذي أنه
صلى الله عليه وسلم قال:

((إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر
على ماء فإنه طهور))،

وأنه صلى الله عليه وسلم كان يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن
رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن فحسوات من ماء، وهناك أحاديث أخرى
بروايات مختلفة من خلالها أثبت الطب أن التمر به نسب عالية من السكريات
التي توفِّر الطاقة للجسم خلال فترة الصوم، ويقضي على صداع الجوع الذي
ينتج من هبوط نسبة السكر في الدم؛ ولهذا ننصح بالسحور، وأن يتضمَّن
طعامًا حلوًا كالتمر ونحوه؛ لما فيه من السكريات والبروتينات والدهون
والفيتامينات، والمعادن التي تُمتصُّ مباشرة من الجهاز الهضمي ليَروي ظمأ
الجسم من الطاقة، خصوصًا تلك الأنسجة التي تعتمد أساسًا على السكريات
كخلايا المخ والأعصاب، وخلايا الدم الحمراء وغيرها.

ومن الهدي النبوي أداء صلاة المغرب بعد الإفطار على التمر والماء؛ ليعطي
للمعدة فرصة في الهضم والامتصاص، لتأخذ جميع الأعضاء من الطاقة
ما يعينها على أداء وظائفها، وتسلم من الهدم والدمار، والأمر يكون على
العكس من ذلك لو بدأ الصائم فطره بتناول المواد البروتينية أو الدهنية،
فالجسم لا تعود إليه الحيوية والنشاط؛ حيث إن المواد البروتينية وغيرها
لا تُمتصُّ إلا بعد فترة طويلة من الهدم والتحلُّل.

نصائح مهمة:
1 - الاعتدال وعدم الإسراف في إعداد الأطعمة
والحلويات للاحتفال برمضان.

2 - مراعاة الأشخاص المصابين بأحد الأمراض المزمنة، وذلك بإعداد بعض
الأصناف التي تتناسب مع مرضهم ومع حميتهم الغذائية.

3 - إذا كنت شخصًا بدينًا، ونقص وزنك أثناء صيام شهر رمضان، فعليك
المحافظة على هذا الوزن والاستمرار في ممارسة نفس العادات
الغذائية والسلوك الغذائي.

4 - الاعتدال في إقامة الولائم بالمنزل، وفي تلبية الدعوات إليها من قِبل
الآخرين؛ فالترشيد في الطعام والشراب هو دواءٌ وعلاجٌ لأمراض البطن
المستعصية، وصدق من قال: «المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء»

5 - تنفيذ وصية الإسلام للصائم الذي يفطر بعد جوع نهاره ألا يسرف
في الأكل لقوله تعالى:

{ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }
[الأعراف: 31]،

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول:

((بحسب ابن آدم لُقيمات يُقِمْنَ صُلبَه، فإن كان ولا بد فاعلًا، فثُلُث لطعامه،
وثُلث لشرابه، وثُلث لنفسه))؛ رواه النسائي، ورحم الله الشافعي في قوله:
«البطنة تذهب الفطنة»، وما أصدق الحكمة القائلة: «قليل من الصوم يصلح
المعدة»، فهذا قليل من كثير عن فوائد الصيام، وعما أثبته العلم الحديث
عن أهمية الصوم للجسم الإنساني وتفاديه لأمراض كثيرة.

وأخيرًا أوجِّه نصيحتي للإخوة الصائمين بأن يفهموا المنهج الرباني
في حكمة الصيام، وأن ينبذوا العادات والتقاليد السيئة التي سادت في
مجتمعاتنا، ولا يجعلوه شهر طعام وشراب، فيفقدوا الحكمة
من وراء فرضيته.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين