المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديثاليوم 26


حور العين
05-18-2020, 04:07 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

حديث اليوم

شرح حديث
(الصوم جنة)



عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قلت:
يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار، قال:
لقد سألت عن عظيمٍ، وإنه ليسيرٌ على من يسره الله تعالى عليه:
تعبدُ الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان،
وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جُنَّةٌ، والصدقـة
تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم تلا:
{ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ } [السجدة: 16]

ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟
قلت: بلى يا رسول الله، قال:
رأس الأمر: الإسلام، وعموده: الصلاة، وذروة سنامه: الجهاد.

ثم قال: ألا أخبرك بمِلاك ذلك كله؟ فقلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه
وقال: كف عليك هذا، قلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟! فقال:
ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم - أو قال: على
مناخرهم - إلا حصائدُ ألسنتهم)؛
رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

شرح الحديث:
((أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار))؛
أي: أرشدني إلى عمل شامل جامع لأعمال القلب واللسان والجوارح، بحيث
لو تمسكت به وسرت عليه يكون سببًا في دخولي الجنة وبُعدي عن النار.

((قال: لقد سألت عن))
اللام واقعة في جواب قسم محذوف، والتقدير: والله لقد سألت عن عظيم،
وفي رواية: لقد سألتني، ((عظيمٍ))؛ لأن عظم الشيء بعظم الأسباب،
والنجاة من النار أمر عظيم، فكيف مع دخول الجنة؟!

((وإنه))؛ أي: العمل الذي يدخل الجنة ويباعد عن النار ((ليسيرٌ))؛ أي: هين
((على من يسره الله تعالى عليه))؛ أي: سَهْل على مَن سَهَّله الله عليه
بتوفيقه وتهيئة أسبابه له، وشرح صدره إليه، وإعانته عليه.

((تعبد الله لا تشرك به شيئًا)) وعبادة الله سبحانه وتعالى هي القيام بطاعته؛
امتثالًا لأمره، واجتنابًا لنهيه، مخلصًا له.

((وتقيم الصلاة)) ومعنى إقامتها أن تأتي بها مستقيمة تامة
الأركان والواجبات والشروط.

((وتؤتي الزكاة))؛ أي: المفروضة بأن تدفعها لمستحقيها،
((وتصوم رمضان))؛ أي: شهر رمضان، والصوم هو التعبد لله تعالى،
بالإمساك عن المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس،
((وتحج البيت))؛ أي: تقصد البيت الحرام، وهو الكعبة، لأداء المناسك.

((ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟))؛ أي: الطرق الموصلة إليه.

((الصوم جُنةٌ)) المراد بالصوم هنا غير رمضان؛ لأنه قد تقدم، ومراده
الإكثار من الصوم، والجُنة المِجَن؛ أي: الصوم سترة لك ووقاية من النار.

((والصدقة تطفئ الخطيئة)) المراد غير الزكاة؛ أي: تمحوها وتذهب أثرها؛
لقوله تعالى: { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ } [هود: 114]،
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((وأتبِعِ السيئةَ الحسنة تمحها)).

والصدقة تمحو أثر الخطيئة إن كانت من الصغائر بحق الله عز وجل، أما
الكبيرة فلا يمحوها إلا التوبة، وأما حق الآدمي فلا يمحوه إلا رضا صاحبه.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين