المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 4850


حور العين
06-09-2020, 02:07 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم
معنى اسم الدَّيَّان (03)

مَعْنَى الاسمِ فِي حَقِّ الله تَعَالَى:
قال الخطابيُّ: "الدَّيانُ: وهو المُجَازِي.
يُقالُ: دِنْتُ الرَّجُلَ إذا جَزيتُه، أَدينُه.
والدَّين: الجزاءُ، ومنه المَثَل: "كما تَدِينُ تُدانُ".
والدَّيانُ أيضًا: الحاكِمُ، ويُقالُ: مَنْ دَيَّانُ أَرضِكُمْ؟ أي: مَنِ الحاكمُ بها؟".

وقال الحليميُّ: "ومِنْها (الدَّيانُ)، أُخِذَ مِنْ { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }، وهو: الحاسبُ
والمُجازِي، ولا يُضيعُ عملًا، ولكنَّه يَجزي بالخير خيرًا، وبالشَّرِّ شرًّا".

وقال ابنُ الأثيرِ: "في أسماءِ الله تعالى (الدَّيَّانُ) قِيْلَ: هو القَهَّارُ.
وقِيْلَ: هو الحاكمُ القاضي.
وهو فعَّالٌ، مِنْ: دَانَ الناسَ، أي قهرَهُم على الطاعَةِ.
يُقالُ: دِنْتُهم فدانوا، أي: قَهرتُهم فأطاعوا".

ثمراتُ الإيمانِ بهذا الاسمِ:
1- أَنَّ اللهَ تعالى هو الدَّيانُ المحاسِبُ والمُجازِي للعبادِ، وهو الحاكِمُ بينهم
يومَ المَعادِ، كما قال سبحانه:

{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } [الفاتحة: 4]، وقال:

{ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ } [غافر: 17].

فمَنْ وجَدَ خيرًا فليحمدِ اللهَ، ومَنْ وجَدَ غيرَ ذلك فلا يَلومنَّ إلا نفسَهُ:

{ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ
تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ }
[آل عمران: 30]،

وقال سبحانه
{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا
وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ }
[الأنبياء: 47].


وقال سبحانه:

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا
وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا } [النساء: 40].

قال القرطبيُّ: "فيجِبُ على كلِّ مكلَّفٍ أَنْ يعلمَ أَنَّ اللهَ سبحانه هو (الدَّيانُ) يومَ
القيامةِ، الذي يُجازِي كُلًّا بعملِهِ، فيقتصُّ للمظلومِ منَ الظالِم، ومِنَ السَّيِّدِ
لعبدِهِ، كما في حديث عائشة أَنَّ رجُلًا قَعَد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ لي مَمْلوكِينَ... الحديث خرَّجه الترمذي،
وقد تقدَّم في اسمه الحاسِبِ.

وروى مسلم عن أبي هريرةَ، قال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"أَتَدرونَ مَا المُفْلسُ؟"، قالوا: المُفلِسُ فينا مَن لا دِرهمَ له ولا مَتَاعَ، قال:
"إِنَّ المُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي وقَدْ
شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَل مالَ هذا، وَسَفَكَ دَمَ هذا، وضربَ هذا، فَيُعْطَى هذا
من حَسناتِهِ وهذا من حسَناتِهِ، فإن فَنيَتْ حسَناتُه قبل أن يُقْضى ما عليه أُخِذَ
مِنْ خَطَاياهم فَطُرِحَتْ عليه ثم طُرحَ فِي النَّارِ".

ثُمَّ عليه أَنْ يَدينَ بطاعتِهِ، وكما يَدينُ يُدانُ، وهل جزاءُ الإحسانِ إلا الإحسانُ.

فإذا دَانَ نفسَه بالطاعةِ، وَحَكَمَ قَلبَه الذي هو الأَميرُ على رعاياه التي هي
جوارِحُهُ، واشْتدَّ فِي الحكمِ لدينِ اللهِ الذي أمر به نبيّهُ صلى الله عليه وسلم،
وأَشَاعَ هذا فِي الخَلقِ، وأَظْهَر دِينَ اللهِ بالحقِّ، فهو دّيَّانٌ من دَيَّاني هذه الأُمةِ،
وقد استوجبَ يومَ الدّينِ عظيمَ الحُرْمةِ.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين