المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 4882


حور العين
07-11-2020, 02:32 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم

معنى اسم الله البر (02)


وُرُودُهُ في القُرْآنِ الكَرِيمِ:
وَرَدَ مَرَّةً وَاحِدَةً في قَوْلِهِ تَعَالَى:
{ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } [الطور: 28].

مَعْنَى الاسْمِ في حَقِّ اللهِ تَعَالَى:
قَالَ ابنُ جَرِيرٍ: "﴿ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ ﴾؛ يَعْنِي: اللَّطِيفَ بِعِبَادِهِ".

وقَالَ الزَّجَّاجُ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ مَعْنَى (البِرِّ) لُغَةً:
"واللهُ تَعَالَى بَرٌّ بِخَلْقِهِ في مَعْنَى: أَنَّه يُحْسِنُ إليهم، ويُصْلِحُ أَحْوَالَهم".

وقَالَ الخَطَّابِيُّ: "(البَرُّ) هو العَطُوفُ عَلَى عِبَادِهِ، المُحْسِنُ إليهم،
عَمَّ بِبِرِّهِ جَمِيعَ خَلْقِهِ، فَلَمْ يَبْخَلْ عليهم بِرِزْقِهِ.

وهو البَرُّ بالمُحْسِنِ في مُضاعَفَتِهِ الثَّوابَ له، والبَرُّ بالمُسِيءِ
في الصَّفْحِ والتَّجَاوُزِ عنه.

وفي صِفَاتِ المَخْلُوقِينَ: رَجُلٌ بَرٌّ وبَارٌّ: إذا كانَ ذا خَيْرٍ ونَفْعٍ،
ورَجُلٌ بَرٌّ بأَبَوَيْهِ، وهو ضِدُّ العَاقِّ".

وقَالَ الحُلَيْمِيُّ: "(البَرُّ) ومَعْنَاهُ: الرَّفِيقُ بِعِبَادِهِ، يُرِيدُ بهم اليُسْرَ، ولا يُرِيدُ بهم
العُسْرَ، ويَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ مِنْ سَيِّئَاتِهم، ولا يُؤَاخِذُهم بجَمِيعِ جِنَايَاتِهم، ويَجْزِيهم
بالحَسَنَةِ عَشْرَ أَمْثَالِها، ولا يَجْزِيهم بالسَّيِّئَةِ إلَّا مِثْلَها، ويَكْتُبُ لَهُم الهَمَّ
بالحَسَنَةِ، ولا يَكْتُبُ عليهمُ الهَمَّ بالسَّيِّئَةِ".

وقَالَ القُرْطُبِيُّ بَعْدَ أَنْ حَكَى مَعْنَى الاسْمِ لُغَةً: "وهَذَا الوَصْفُ في اللهِ تَعَالَى
مِنْ أَوْصَافِ فِعْلِهِ، وهو مُضَافٌ إلى عِبَادِهِ كُلِّهم في الدُّنْيَا، وإلى الخُصُوصِ
في الأُخْرى؛ وذلك أنَّه مَا مِنْ شَخْصٍ في الدُّنْيَا إلا وَسِعَهُ مِنَ اللهِ تَعَالَى
وفَاضَ عليه إحْسَانُهُ، ولذلك عَمَّ في قَوْلِهِ:

{ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً }
[لقمان: 20].

وأَمَّا في الأُخْرى فَلَا يَخْتَصُّ بِبِرِّ اللهِ تَعَالَى إلَّا مَنْ أَنْعَمَ عَلَيهِ بِجِوَارِهِ،
وأَسْكَنَهُ بَحْبُوحَةَ أَنْوَارِهِ، لا مَنْ أَحَلَّهُ في نَارِهِ".

وقَالَ ابنُ القَيِّمِ:
هذا ومن أوصافه القدوس ذو التـ
ـنزيه بالتعظيم للرحمن
وهو السلام على الحقيقة سالم
من كل تمثيل ومن نقصان
والبر في أوصافه سبحانه
هو كثرة الخيرات والإحسان
صدرت عن البر الذي هو وصفه
فالبر حينئذ له نوعان
وصف وفعل فهو بر محسن
مولى الجميل ودائم الإحسان

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين