المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وداعاً شهر ذي القعدة (01)


حور العين
07-20-2020, 02:25 PM
من : الأخ الدكتور / عبدالله بن مراد العطرجي

عضو جمعية الكُتَّاب ببيت عطاء الخير




وداعاً شهر ذي القعدة (01)



وداعاً شهر ذي القعدة ثالث الأشهر الحرم في العام الهجري.



وداعاً شهر ذي القعدة ثاني أشهر الحج الذي افترضه الله على عباده

المسلمين مرة في العمر لمن استطاع إليه سبيلاً.



وداعاً شهر ذي القعدة الشهر الذي يقع بين عيدين مباركين

بفضل رب العالمين، عيد الفطر وعيد الأضحى.



وداعاً شهر ذي القعدة الذي استقبلت فيه مكة المكرمة

والمدينة المنور طلائع وفد الرحمن لأداء فريضة الحج.



وداعاً شهر ذي القعدة الذي بنهايته تقريباً نودع فصل الصيف

ونستقبل فصل الخريف هذا العام.



مميزات وفضائل شهر ذي القعدة

شهر ذي القعدة هو ثالث الأشهر الحرم في العام الهجري

(محرم ورجب وذي القعدة وذي الحجة ) التي قال الله تعالى فيها:



{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ

وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ...(36) }

(سورة التوبة).



وقد حرمها الله تعالى لتعظيمها ومضاعفة الحسنات والفضل بها، ثم لحرمة

الذنب والمعصية فيها، فالحلال ما أحله الله والحرام ما حرمه الله تعالى وليس

لنا إلا القول بما افترضه الله علينا



{... سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)}

(سورة البقرة).

قول الله تعالى:

{... فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ...(36)}

(سورة التوبة)

يعني أن لا تنتهكوا حرمة الشهر بالوقوع في الذنوب لا لحاجته تعالى لذلك،

بل لحاجتنا نحن البشر لذلك، لقوله تعالى:



{ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57)

إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) }

(سورة الذاريات).



والظلم هو العمل بالمعاصي وترك الطاعة، وله مجالات ثلاثة هي ظلم العبد

فيما بينه وبين الله تعالى، وظلم العبد فيما بينه وبين الناس، وظلم العبد

لنفسه، نسأل الله أن يحمينا منها جميعاً.



وشهر ذي القعدة تميز بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اعتمر فيه

ثلاث عمر، فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر

أربع عمر في ذي القعدة، إلا التي اعتمر مع حجته، عمرته من الحديبية،

ومن العام المقبل، ومن الجعرانة، حيث قسم غنائم حنين،

وعمرة مع حجته. رواه البخاري ومسلم.



تهنئة

هنيئاً لمن في شهر ذي القعدة تجنب الظلم بأنواعه

ومجالاته خوفاً من الله تعالى رهبة من ورغبة فيما عنده.



هنيئاً لمن في شهر ذي القعدة عاش حياته مقتنعاً بعطاء الله

فلا يرهق نفسه بالتفكير والله عنده حسن التدبير.



هنيئاً لمن في شهر ذي القعدة اشتغل لما خلقه الله له وهو العبادة،

ولم يشتغل بما خلقه الله له.



هنيئاً لمن في شهر ذي القعدة أدرك أن كل كربة مهما عظمت فإنها إلى زوال،

قال تعالى:



{ قُلْ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ... (64) }

(سورة الأنعام).



هنيئاً لمن في شهر ذي القعدة أدرك أنه لن يستريح إلا من غفر الله له.



هنيئاً لمن في شهر ذي القعدة أدرك أن ما أصابه لم يكن ليخطئه

وما أخطئه لم يكن ليصيبه.



هنيئاً لمن في شهر ذي القعدة أدرك أن أهل القرءان هم العالمون به

والعاملون به، فلا ينفع الحفظ وحده دون العمل به.



هنيئاً لمن في شهر ذي القعدة أدرك أن القليل كثير بالقناعة، والكثير قليل

بالطمع، والبعيد قريب بالمحبة، والقريب بعيد بالبغض والتشاحن.



هنيئاً لمن في شهر ذي القعدة شحن قلبه بالإيمان وازدانت به حياته، فتبع

جنازة، وزار قبراً، وواسى مبتلى، وفرج عن مكروب، وسامح وعفى،

ولبى دعوة، وأشفق على أهله، وتصدق بيسر وقليل، ورأف بحيوان، وندم

على ذنب ومعصية، وتاب توبة نصوحاً منها، وبر والديه، وأخلص في عمله.



هنيئاً لمن في شهر ذي القعدة استعد لخدمة الحجيج ضيوف الرحمن بأي

أنواع المساعدة والدعم، حتى ولو بالدعاء لهم بأن يجعل الله حجهم مبروراً،

وسعيهم مشكوراً، وذنبهم مغفورا، وعملهم صالحاً مقبولاً، وتجارتهم

لن تبور.



هنيئاً لمن في شهر ذي القعدة عزم النية والجهد

على حج بيت الله الحرام واستطاع إليه سبيلاً.