تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سوريا تنزف


هيفولا
04-29-2012, 09:54 AM
سوريا تنزف .


عندما كان الحِصار على غَـزة يشتد
وتضطربُ فلسطين من الداخل والخارج
كانت قلوبنا تتوجع ..كمدا.. ألما ..عجزا..

عندها كانت تُربـة فلسطين ترتوي بدماء الشهداء
وأغصان الزيتون تَخضَر من دموع كل أرملة وثكلى.
أمَّا حمام السلام فقد غادر بسلام ..
فلم يعد يقوى على إسعاد الأيتام..


كُنَّا كـ قلبٍ مسلم "جذور العروبة" تمتد إلى أعمق مدى
وشريان (عربي ) لايزال يستَقِي ويُسقي
دما صافيا ..نقيا..خاليا من الجُبن والخذلان..
كُنَّا نتألم لهذا الحال ..
نبكي وجعهم قبل أوجاعنا ..
نشعر بالحصار ..
كلما عجز دخول الدواء للمستشفيات..
كلما انقطعت الكهرباء عن غرف العمليات..
كلما مات رضيع يفتقد من الحليب رضعات..

نشعر بالمرار ..
كلما عجزت سيارات الإسعاف
عن نقل المصابين والجرحى وذوي الحاجات
نشعر بالقهر
كلما استشهد شاب ولم يستطع ذويه دفنه مع الأموات.


كان عذرنا لأنفسنا..
"اليهود هم المُحَاصِرين"
أعداء الدين هم من يَقتُلون..
الكُفار لايعرفون رحمة.. والدم العربي رخيص
الإسرائيلي في عقيدته الزائفة يعتبر قتله للفلسطيني عبادة وقربات..

كان عذرنا لضمائرنا..
حدود غزة مع دول الجوار (العربية والمسلمة)
لا تستطيع فتح المعابر لأمور أمنية ..أو مصالح سياسية..
أو لأن الدم العربي رخيص (وهذا الأرجح)

كان عذرنا لذواتنا..
لا نستطيع مقاطعة اليهود أوأعوانهم ومن يواليهم
لأن بيننا وبينهم تجارات..
واتفاقات..
ومعاهدات سلام لمن ينقضون العهد ولايعرفون السلام.

لذلك يلزمنا تصدير النفط لهم والغاز إليهم وشراء منتجاتهم
ودعمهم حتى يصنعون سلاحا..
أو يدربون جنديا..
أو يشترون ذمما..
أو يخططون لهتك عرض أو قتل نفس أو تدمير أوطان ..

كانت أعذار قبيحة ..وربما ضُعفنا زادها قبحا لتضاهي حجم المأساة
وبالفعل كان ولايزال العذر أقبح من الذنب..

عندما حاصروا غزة واشتد عليهم الخناق..خَنَقَتنا أنفاسنا
فليس لنا إليهم سبيل..
والعدو غاشم ..
إسرائيل وما أقبحها من إسرائيل
(وما أصغرها في أعيننا حجما وعددا وعدة وعتاد)

ماعذرنا الآن
و سوريا تنزف..
ماحجتنا الآن..
ومن يصدح بالحق تتم إبادته..
ومن يطالب بالحرية يتم التنكيل به..
ومن يبحث عن وطن صالح يفسدون عليه دنياه..
ومن يسعى لتكون كلمة الله هي العليا ...
خسفوا به (قبَّحهم الله)
ما قولُنا الآن و إخوتنا و أخواتنا في سوريا
في حال لا يعلم به غير الله

الدم السوري يريقه سوري مثله
الجسد السوري يعبث به سوري
السلاح السوري يُقتل به سوري
والرئيس السوري لا يزال فرعون سوري

خمسون عاما..
وسوريا تتقلب على جمر الغضى بصمت "لا إعلام ولاحقائق"
فلا أنين نسمع ولاجرح لهم نُبصر
ولا دم ينزف ظاهرا لنا عيانا بيانا..

خمسون عاما..
و سوريا ما بين سجين مكبل
و أسير في غياهب المعتقل
و طريد من بلاده قد رحل..

خمسون عاما
و الشعب منهم من على اللظى صابر
و من يتحدى تلك الأوامر
و من رضي بالقضا ولو دارت عليه الدوائر

خمسون عاما..
لينكشف بعدها هذا الزيف
ثم تندهش عيوننا بما نرى
و لا نجد من الاستفهامات غير لماذا وكيف ؟!
من كان بالأمس مثقفا و محاورا و أليف
غدا وحشا كاسر .. فلماذا و كيف وألف ألف كيف؟؟

أين العروبه فينا
أين الإسلام يا بني الإسلام!!
أين حقوق الجار يادول الجوار..!!
أين كلمة الحق في زمن علا فيه الباطل الجبان..!!
أين النصر يا أمة النصر..!!
ماذا نخشى ومن من نخاف..!!

ااه سوريا

تكابلوا عليك من الداخل ياعروس الشام..
ليمزقوا نخوة العروبة فيك
وصَمَتَ من بالخارج " فالصورة " ليست واضحة
ومعالم القتل والتمثيل بالجثث والاغتيالات مازالت لديهم مشوشة..
او ربما لايزال الدم العربي رخيص ..

اااه سوريا

أوجعتِ القلوب
وكشفتِ فينا العيوب
وزدتِ علينا المواجع والكروب

اااه سوريا

تحركت في دواخلنا الكوامن
و حركتِ ماكان في القلب ساكن
و ألجمتِ ظاهر القول و الباطن

ااه سوريا

ستعودين بهية كما عادت ليبيا
وستفتح دمشق أبوابها لدرعا وحماه
كما فتحت طرابلس ذراعيها ..
ستحتضنين العِلم وعُلماء السنة
وستسقين أبناءنا لبن العروبة
و المجد ولو بعد حين..

رباااه
كن معهم
كن لهم
كن ناصرهم
كن حارسهم

رباااه
أطعم جائعهم
اكسو عاريهم
اشفِ مريضهم
ارحم موتاهم
صبر مبتليهم

رباااه
قوي بأسهم
شد من أزرهم
سدد رميهم
أنصرهم ومن ناصرهم
أنصرهم ومن ناصرهم
أنصرهم ومن ناصرهم

نزف وريد , فعذرا


مما راق لي