المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 4928


حور العين
09-01-2020, 02:45 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم

اسم الله الكريم والأكرم (04)

وقَدَ حَكَى ابنُ العَرَبي رحمه الله في مَعْنَى (الكَرِيمِ)
سِتَّةَ عَشْرَ قَوْلًا، نُورِدُها باخْتِصَارٍ:
الأَوَّلُ: الذِي يُعْطِي لا لِعِوَضٍ.

الثَّاني: الذِي يُعْطِي بِغَيْرِ سَبَبٍ.

الثَالثُ: الذِي لا يَحْتَاجُ إلى الوَسِيلَةِ.

الرَابِعُ: الذِي لا يُبَالِي مَنْ أَعْطَى ولا مَنْ يُحْسِنُ،
كَانَ مُؤْمِنًا أو كَافِرًا، مُقِرًّا أو جَاحِدًا.

الخَامِسُ: الذِي يَسْتَبْشِرُ بِقَبُولِ عَطَائِه ويُسَرُّ به.

السَّادِسُ: الذِي يُعْطِي ويُثْنِي، كَمَا فَعَلَ بأَوْلِيَائِه حَبَّبَ إليهم الإيمَانَ
وكَرَّهَ إليهمُ الكُفْرَ والفُسُوقَ والعِصْيَانَ، ثُمَّ قَالَ:

﴿ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾
[الحجرات: 7، 8].

ويُحَكَى أَنَّ الجُنَيدَ سَمِع رَجُلًا يَقْرَأُ:
﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ ﴾ [ص: 44]،

فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! أَعْطَى وأَثْنَى، المَعْنَى: أَنَّهُ الذِي وَهَبَ الصَّبْرَ وأَعْطَاهُ،
ثُمَّ مَدَحَهُ به وأَثْنَى.

السَّابِعُ: أنَّهُ الذِي يَعُمُّ عَطَاؤُه المُحْتَاجِينَ وغَيْرَهُم.

الثَّامِنُ: أَنَّهُ الذِي يُعْطِي مَنْ يَلُومُهُ.

التَّاسِعُ: أنَّهُ الذِي يُعْطِي قَبْلَ السُّؤَالِ، قَالَ اللهُ العظِيمُ:

﴿ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾
[إبراهيم: 34].

العَاشِرُ: الذِي يُعْطِي بالتَّعَرُّضِ.

الحَادِيَ عَشَرَ: أنَّه الذِي إذا قَدَرَ عَفَى.

الثَّانيَ عَشَرَ: أنَّه الذِي إذا وَعَدَ وَفَّى.

الثَّالِثَ عَشَرَ: أنَّه الذِي تُرفَعُ إلَيْه كُلُّ حَاجَةٍ صَغِيرَةً كَانَتْ أَوْ كَبِيرَةً.

الرَّابِعَ عَشَرَ: أنَّه الذِي لا يُضَيِّعُ مَنْ تَوَسَّلَ إليه
ولا يَتْرُك مَنِ الْتَجَأَ إليه.

الخَامِسَ عَشَرَ: أنَّه الذِي لا يُعَاتِبُ.

السَّادِسَ عَشَرَ: أنَّه الذِي لا يُعَاقِبُ" اهـ.

أمَّا (الأكْرَمُ)، فَقَالَ الخَطَّابي: "هو أَكْرَمُ الأكْرَمِينَ، لا يُوازِيهِ كَرِيمٌ، ولا يُعَادِلُهُ
نَظِيرٌ، وقَدْ يَكُونُ (الأكْرَمُ) بِمَعْنَى: الكَرِيمِ، كَمَا جَاءَ: الأَعَزُّ والأَطْوَلُ،
بمَعْنَى العَزِيزِ والطَّوِيلِ".

قَالَ القُرْطُبِيُّ: "إنَّ (الأكْرَمَ) الوَصْفُ الذَّاتِي، و(الكَرِيمَ)
الوَصْفُ الفِعْلِي، وهُمَا مُشْتَقَّانِ مِنَ الكَرَمِ، وإنِ اخْتَلَفَا في الصِّيغَةِ".

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين