المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 5003


حور العين
11-15-2020, 01:25 PM
رمن:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

حديث اليوم

(باب إِسْلَامُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ..3)

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَرُ
أَنَّ سَالِمًا حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ

( مَا سَمِعْتُ عُمَرَ لِشَيْءٍ قَطُّ يَقُولُ إِنِّي لَأَظُنُّهُ كَذَا إِلَّا كَانَ كَمَا يَظُنُّ بَيْنَمَا عُمَرُ
جَالِسٌ إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ فَقَالَ لَقَدْ أَخْطَأَ ظَنِّي أَوْ إِنَّ هَذَا عَلَى دِينِهِ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ أَوْ لَقَدْ كَانَ كَاهِنَهُمْ عَلَيَّ الرَّجُلَ فَدُعِيَ لَهُ فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ مَا رَأَيْتُ
كَالْيَوْمِ اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ قَالَ فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ إِلَّا مَا أَخْبَرْتَنِي قَالَ كُنْتُ
كَاهِنَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ فَمَا أَعْجَبُ مَا جَاءَتْكَ بِهِ جِنِّيَّتُكَ قَالَ بَيْنَمَا أَنَا يَوْمًا
فِي السُّوقِ جَاءَتْنِي أَعْرِفُ فِيهَا الْفَزَعَ فَقَالَتْ أَلَمْ تَرَ الْجِنَّ وَإِبْلَاسَهَا وَيَأْسَهَا
مِنْ بَعْدِ إِنْكَاسِهَا وَلُحُوقَهَا بِالْقِلَاصِ وَأَحْلَاسِهَا قَالَ عُمَرُ صَدَقَ بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ
عِنْدَ آلِهَتِهِمْ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ بِعِجْلٍ فَذَبَحَهُ فَصَرَخَ بِهِ صَارِخٌ لَمْ أَسْمَعْ صَارِخًا قَطُّ
أَشَدَّ صَوْتًا مِنْهُ يَقُولُ يَا جَلِيحْ أَمْرٌ نَجِيحْ رَجُلٌ فَصِيحْ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَوَثَبَ
الْقَوْمُ قُلْتُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَعْلَمَ مَا وَرَاءَ هَذَا ثُمَّ نَادَى يَا جَلِيحْ أَمْرٌ نَجِيحْ رَجُلٌ
فَصِيحْ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقُمْتُ فَمَا نَشِبْنَا أَنْ قِيلَ هَذَا نَبِيٌّ )

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏حدثني عمر‏)‏
هو ابن محمد بن زيد، وهو شيخ ابن وهب في الحديث الثاني، ووهم
من زعم أنه عمر بن الحارث كالكلاباذي فقد وقع في رواية الإسماعيلي
عن عمر بن محمد‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ما سمعت عمر يقول لشيء إني لأظنه كذا إلا كان‏)‏
أي عن شيء، واللام قد تأتي بمعنى عن كقوله‏:‏
‏(‏وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه‏)‏ ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏إلا كان كما يظن‏)‏
هو موافق لما تقدم في مناقبه أنه كان محدثا بفتح الدال، وتقدم شرحه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏إذ مر به رجل جميل‏)‏
هو سواد - بفتح المهملة وتخفيف الواو وآخره مهملة - ابن قارب بالقاف
والموحدة، وهو سدوسي أو دوسي‏.‏

وقد أخرج ابن أبي خيثمة وغيره من طريق أبي جعفر الباقر قال‏:‏
‏"‏ دخل رجل يقال له سواد بن قارب السدوسي على عمر، فقال‏.‏

يا سواد أنشدك الله، هل تحسن من كهانتك شيئا ‏"‏ فذكر القصة‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏لقد أخطأ ظني‏)
‏ في رواية ابن عمر عند البيهقي ‏"‏ لقد كنت ذا فراسة، وليس لي الآن رأي
إن لم يكن هذا الرجل ينظر في الكهانة‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أو‏)‏ بسكون الواو ‏(‏على دين قومه في الجاهلية‏)‏
أي مستمر على عبادة ما كانوا يعبدون‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أو‏)‏
بسكون الواو أيضا ‏(‏لقد كان كاهنهم‏)‏ أي كان كاهن قومه‏.‏

وحاصله أن عمر ظن شيئا مترددا بين شيئين أحدهما يتردد بين شيئين كأنه
قال‏:‏ هذا الظن إما خطأ أو صواب فإن كان صوابا فهذا الآن إما باق
على كفره وإما كان كاهنا‏.‏

وقد أظهر الحال القسم الأخير، وكأنه ظهرت له من صفة مشيه أو غير ذلك
قرينة أثرت له ذلك الظن، فالله أعلم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏علي‏)‏
بالتشديد ‏(‏الرجل‏)‏ بالنصب أي أحضروه إلي وقربوه مني‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فقال له ذلك‏)‏
أي ما قاله في غيبته من التردد‏.‏

وفي رواية محمد بن كعب ‏"‏ فقال له فأنت على ما كنت عليه من كهانتك ‏"‏
فغضب، وهذا من تلطف عمر، لأنه اقتصر على أحسن الأمرين‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ما رأيت كاليوم‏)‏
أي رأيت شيئا مثل ما رأيت اليوم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏استقبل‏)‏ بضم التاء على البناء للمجهول‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏رجل مسلم‏)
‏ في رواية النسفي وأبي ذر ‏"‏ رجلا مسلما ‏"‏ ورأيته مجودا بفتح تاء ‏"
‏ استقبل ‏"‏ على البناء للفاعل وهو محذوف تقديره أحد، وضبطه الكرماني
استقبل بضم التاء وأعرب رجلا مسلما على أنه مفعول رأيت، وعلى هذا
فالضمير في قوله ‏"‏ به ‏"‏ يعود على الكلام، ويدل عليه السياق، وبينه
البيهقي في رواية مرسلة ‏"‏ قد جاء الله بالإسلام، فما لنا ولذكر الجاهلية‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فإني أعزم عليك‏)‏ أي ألزمك‏.‏

وفي رواية محمد بن كعب ‏
"‏ ما كنا عليه من الشرك أعظم مما كنت عليه من كهانتك‏"‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏إلا أخبرتني‏)‏ أي ما أطلب منك إلا الإخبار‏.‏



أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين