المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال فتاه


vip_vip
06-09-2010, 11:41 AM
السؤال
أرجو منكم حل مشكلتي، لأنني وعلى ما أظن قد أصبت
بمرض نفسي. نشأت نشأة دينية مع إخوتي وأنا أكبرهم،
فكنت دائما الناصحة لهم، وكانلدي أخ أصغر كان
ملتزما كباقي إخوتي، إلا أن دخول الإنترنت إلى بيتنا
جرَّ عليناويلات كثيرة، فبعد أن بلغ سن العشرين كنت
أشك في تصرفاته، خصوصاً أنه يقفل الشاشةعند دخولي
لغرفة الحاسب، ولكي أقطع الشك باليقين قمت بمراقبته،
فوجدته يتفرج علىمسلسلات، فقمت بنصيحته ووعدته
أن لا أخبر أمي.
ولكن بعد فترة أحسست بشك مرةأخرى، فمرة وأنا أبحث
على الإنترنت قمت بالبحث عن المواقع التي دخل عليها
إخوتي،وليتني لم أفعل؛ فلقد صدمت بتلك الصور
الإباحية الموجودة، ولم أتمالك نفسي، فأناغير متعودة
على مشاهدة التلفاز أصلا فضلا عن أن أرى هذه
المناظر، فصرت لا أتكلم معأحد، ثم أخبرت أمي، وبعد
التأكد من أنه أخي قامت بنصحه فتأثر وبكى، وكنت لا
أتكلممعه، وأخجل أن أخرج لأجلس معه ومع أهلي،
وبعدها عنفتني أمي على مقاطعتي لأخي، ولمتفهم
نفسيتي وصدمتي وحيائي فأنا شديدة الحياء.. ثم عدت
لمحادثته، ولكن قلبي قدامتلأ كرها وحقدا عليه وعلى
رجال الأرض كلهم، خصوصاً بعد قراءتي وسماعي لكثير
منالمواضيع التي تحكي خيانة الرجال وظلمهم لأمهاتهم
وزوجاتهم وأخواتهم، وجشعهم فيشهواتهم وأخلاقهم
السيئة.
كذلك أبي بعد أن تقاعد من عمله أصبح يمكث في البيت
كثيراً، وصارت تصرفاته لا تطاق معنا ومع أمي فهو
عصبي، وأصبح يلقي علي كلمات نابيةعندما أخطئ،
وأصبح ينظر للنساء في السوق.
كرهت أن أسمع كلمة رجل، أود أن أتخلصمن كل
الرجال ولا أبقي منهم أحداً. أكرههم حتى الموت، كل من
أعرفه أو أسمع عنه أصبحسيئا، لم أقرأ عن رجال في
عصرنا هذا إلا القليل ممن يتسمون بالعفة والأخلاق
واللطف،بل إنني أشك فيما قرأته أو سمعته لأنهم قليلون
جدا. أرشدونيمأجورين.

الجواب


أختي الكريمة:


لن تستقيم الحياة ولن نهنأ بها إن لم نجعل للمساحة


الرماديةفي حياتنا مكاناً، وإن بقينا دوماً لا نقبل من


الألوان إلا الأبيض والأسود فقط،فسنشقى كثيراً


ونشقي من حولنا.


التعميم، من أخطائنا في التفكير، والتي كثيراً مانقع


فيها عندما تتزاحم علينا في فترة ما بعض النماذج


السلبية والتي لم ولن تخلوالحياة منها يوماً، فالشر


موجود كما الخير تماماً من أراد الآخرة فقط فعليه أن


يبحثعن الحياة على كوكب آخر غير هذه الأرض


التي أقر الله تعالى في محكم آياته وجودالاثنين معاً


"ونبلوكم بالشر والخير فتنة".


ما أظن أن أخاكِ قد بلغ حد الكبيرةبالشروع في ارتكاب


الزنا مثلاً كالذي استأذن الحبيب صلى الله عليه وسلم في


مقارفةهذه الفاحشة، وانظري للهدي النبوي في تعامل


الرسول عليه الصلاة والسلام معه إذبداية الحديث


"ادن مني".


متطلب الشهوة والباحث عنها من خلال بعض الأفلام


والمسلسلات والمجلات ليس على الدوام مجرم يجب


محاربته، بقدر ما هو خاضع لغريزة قويةتغلبه حيناً


ويدافعها حيناً آخر، تفهم خصائص المرحلة العمرية


وكيفية احتوائه والصبرعليه والتعامل معه بحكمة من


الأمور التي تؤتي أكلها ولو بعد حين، ولعل والدتك بارك


الله فيها كانت حكيمة في تعاملها معه، وأنا أطالبك بترك


الأمر لها، وحاولي أنتتعلمي من أسلوبها وطريقتها في


التعامل مع شقيقك، فيوماً ما ستكونين أماً،وستحتاجين


للكثير من المهارات في تربية الأولاد.


لكن ما أقلقني بحق في رسالتك هوذلك الشعور بالحقد


تجاه شقيقك وتجاه كل رجل.


هل ارتكاب البشر للمعاصي والذنوبيخول لنا اكتناز


مثل هذه المشاعر نحوهم؟


قد يُبغض التصرف والفعل، لكن الشخصنفسه، لِمَ؟


ويتعاظم الأمر حين يكون للشخص حق الرحم والبر


والصلة، يا ليتنا نقصرخلافاتنا دوماً مع السلوكيات


والأفعال ولا نتطاول على الأشخاص الذين قد يتوب الله


عليهم يوماً ويصلح حالهم، فكيف سيعاد تشكيل العلاقات


بعد هجر وجرحوآلام؟


وعموماً الولاء والبراء للمؤمن نسبي بقدر أفعاله الطيبة


أوالسيئة.


حاولي تفعيل النظرة الإيجابية للرجال المحيطين بكِ لتصلي


لمرحلة منالتوازن العاطفي والوجداني، ليس فقط لتعينك


على اتخاذ القرار الصحيح عند زواجكوإنما لحياتك كلها


.


والدك الآن متقاعد، وكما تظنين ظناً قد يصيب أو يخطئ


أنهينظر للنساء في الأسواق وعادة حين نكون مشحونين


بهاجسٍ ما فإننا غالباً ما نفسرأفعال البشر حولنا


وأقوالهم تحت تأثير هذا الهاجس والذي قد يتبين


خطؤه في لحظةٍ ما،هو أيضاً من رباكِ وتعب من


أجلك وأجل إخوتك، وحافظ مع والدتك على هذا البيت


لاتنظري للحياة بعين واحدة، وكوني منصفة عادلة في


تقييم الآخرين، وتقبلي الحياة كماهي بحلوها ومرها،


فما خلت يوماً من الاثنين، ولا تعطي الأمور أكبر من


حجمها، وثقيأنه مع الوقت وبمرور الزمن والاحتفاظ


بالنظرة المشرقة للحياة ولمن حولك ستحققينمراحل


أعلى من النضج والراحة النفسية والذهنية.


أوصيك بالصحبة الصالحة،والانضمام إلى نشاط خيري،


والالتحاق ببعض الدورات التدريبية فيما تحبينه من


مجالاتلاستفراغ طاقاتك على نحو يعود عليكِ بالنفع


والفائدة، واهتمي كثيراً بالقراءةوالاطلاع وكل ما من


شأنه تنمية العقل والفكر. وواصلينا بأخبارك.