هيفولا
05-29-2012, 07:54 AM
لو كنت في حذائي!
سعيد بن سعد القرني
"لو كنت في حذائي" -أجلكم الله-
هذه ترجمة حرفية للعبارة الانجليزية الشهيرة
" if you were in my shoes "
و تعني " لو كنت مكاني"
و عادة تسأل من باب الاستشارة أو النصح لشخص
فنقول لو كنت مكاني ماذا تفعل؟
أو لو كنت مكانك لفعلت؟
و إن كانت "لو" تفتح عمل الشيطان لكننا هنا لن نستدعي أحداث الماضي
بل أحداث اليوم فحين نتحدث عن أي قضية
فنحن نسترسل في شرحها رغم عدم إلمامنا بكافة الأحداث المحيطة بها
و نبدأ في تشخيص المشكلة و طرح الحل على الرغم من أننا بعيدين جدا
عن "ظروف" الشخص أو الفئة التي نشخص ثم نعالج حالها.
http://www.kleej.com/vb/mwaextraedit4/extra/35.gif
تقول الأستاذة بيان علي الطنطاوي:
"كان لي صديقة عزيزة جدا فجعت بموت زوجها فقمت بتعزيتها
و الوقوف معها طيلة أيام العزاء و الاتصال بها بعد ذلك
كما يستدعي الموقف,
و بعد عام توفي والدي –الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله-
الذي كان كل شيء في حياتي فشعرت-حقيقة- بألم المصيبة
و بادرت بالاتصال بصديقتي أعتذر منها
لأنني لم أشعر بما شعرت به إلا بعد أن ذقت –تماماً- مثل ما ذاقت
و عرفت أني لم أوفها حقها من المواساة و الشعور..
لكن الخلاصة أننا لا نستطيع أن نشعر بما يشعر به الآخرين مهما فعلنا.. "
انتهى معنى كلامها
http://www.kleej.com/vb/mwaextraedit4/extra/35.gif
لا ادري لماذا أتذكر هذه القصة و تلك الكلمات
في كل مرة أواجه مشكلة جديدة في حياتي،
لكن بالفعل الحديث عن حال الناس يختلف تماما
عن معايشة الألم أو المعاناة بنفسك حين تكون أنت مكانهم
و لا أراكم و لا من تحبون ما تكرهون!
http://www.kleej.com/vb/mwaextraedit4/extra/35.gif
هل تتذكرون هذه القضايا التي أشبعناها كلاما..
.دعوني أعدد مثلا:
1. البطالة و العاطلين:
لا يكتب عن البطالة إلا عامل و لو كان يعاني ويلات البطالة
و يعرف معنى الحاجة و الفراغ لأنشغل عن الكتابة و التنظير بالبحث
عن الوظيفة بدلا من سرد الحلول النظرية و تحميل الشباب الخطأ.
http://www.kleej.com/vb/mwaextraedit4/extra/32.gif
2. المرأة:
و ما أدراك ما المرأة فالحديث عنها مغر و نتفنن فيه نحن الرجال
و لنا الحق فقد خلقت من ضلع أبونا ادم و نعرفها تمام المعرفة!!!
-هذا زعمنا- لكن الواقع يقول أن الإنسان يولد بدون دليل تشغيل
أو وصف استخدام و يبقى من أعجب مخلوقات الله
و اعقد بكثير من كل محاولاتنا الساذجة لفهمه
أو تشخيصه أو التنبؤ بحاله أو مستقبله.
http://www.kleej.com/vb/mwaextraedit4/extra/32.gif
3. الطفل و التربية:
و هذا مجال خصب للخوض فيه و طرح الآراء
التي يعتبرها البعض مسلمات و هي لا تعدو تجارب شخصية بائسة.
http://www.kleej.com/vb/mwaextraedit4/extra/32.gif
4. المعاقين و ذوي الاحتياجات الخاصة:
و لهم عالمهم الخاص و نحن في "معزل" عنهم تماما
و لكم أن تتأملوا أرصفتنا و مداخل المباني لتفهموا كلامي
فلا مكان إلا للأصحاء و لا حياة لمن تنادي.
http://www.kleej.com/vb/mwaextraedit4/extra/32.gif
5. الفقر:
هل تعرف معنى فقر؟ جوع؟ فاقة؟
لا أظن أن شخصا يقرأ صحيفة اليكترونية
أنه يعرف هذه الكلمة حقا,
ربما تجرب أن تصوم لتشعر بالجوع لكنك بعيد عن الواقع
لأنك تستطيع في أي لحظة أن تنهي فقرك
وهذا الفرق بين التجربة المعملية و الواقع المر.
http://www.kleej.com/vb/mwaextraedit4/extra/35.gif
هل أسترسل في ذكر الأمثلة و القصص و الفئات التي نراها من بعيد
ثم نبدأ في التحليل و النقاش و طرح الحلول الساذجة
السطحية الخيالية التي تزيد الهم و تضلل الحقيقة
و تحبط صاحب القضية الأساسي.
قال الرسول صلى الله عليه و سلم:
" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"
حين نتأمل هذا الحديث جيدا يجب أن نتوقف قليلا
لتأمل النص و الكلمات المستخدمة و دقة المعنى
http://www.kleej.com/vb/mwaextraedit4/extra/35.gif
و الحقيقة أن فهمنا لهذا الحديث قد يدفعنا لمحاولة المنافحة عن الناس
لكن المخاطرة تأتي حين نقفز للحلول و التنظيرقبل فهم واقع الحال
و هنا تكمن المشكلة فالحقيقة تختلف عن الخيال
لذلك أدعوكم و نفسي للاعتذار لكل من نظرنا عنهم
و أجحفنا في حقهم و نحن لا نعي حقا حقيقة أمرهم
بل نكون أحيانا مثل هذا الطفل المدلل:
يحكى أن مدرسا طلب من طلابه أن يكتبوا قصة عن أسرة فقيرة
و كان في الفصل ولد ثري مدلل لا يعلم معنى كلمة "فقر"
فسأل زميله عن معناها فقال له زميله بتعجب يعني أبوهم و أمهم فقراء
و انصرف بوجهه
لكن صاحبنا المدلل لم يفهم المعنى فكتب القصة الآتية:
"كان هناك أسرة فقيرة الأب فقير
و الأم فقيرة و الأولاد فقراء
حتى خادمتهم و سائقهم فقراء و قصرهم فقير
و جارهم مدير البنك فقير!!"
سعيد بن سعد القرني
"لو كنت في حذائي" -أجلكم الله-
هذه ترجمة حرفية للعبارة الانجليزية الشهيرة
" if you were in my shoes "
و تعني " لو كنت مكاني"
و عادة تسأل من باب الاستشارة أو النصح لشخص
فنقول لو كنت مكاني ماذا تفعل؟
أو لو كنت مكانك لفعلت؟
و إن كانت "لو" تفتح عمل الشيطان لكننا هنا لن نستدعي أحداث الماضي
بل أحداث اليوم فحين نتحدث عن أي قضية
فنحن نسترسل في شرحها رغم عدم إلمامنا بكافة الأحداث المحيطة بها
و نبدأ في تشخيص المشكلة و طرح الحل على الرغم من أننا بعيدين جدا
عن "ظروف" الشخص أو الفئة التي نشخص ثم نعالج حالها.
http://www.kleej.com/vb/mwaextraedit4/extra/35.gif
تقول الأستاذة بيان علي الطنطاوي:
"كان لي صديقة عزيزة جدا فجعت بموت زوجها فقمت بتعزيتها
و الوقوف معها طيلة أيام العزاء و الاتصال بها بعد ذلك
كما يستدعي الموقف,
و بعد عام توفي والدي –الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله-
الذي كان كل شيء في حياتي فشعرت-حقيقة- بألم المصيبة
و بادرت بالاتصال بصديقتي أعتذر منها
لأنني لم أشعر بما شعرت به إلا بعد أن ذقت –تماماً- مثل ما ذاقت
و عرفت أني لم أوفها حقها من المواساة و الشعور..
لكن الخلاصة أننا لا نستطيع أن نشعر بما يشعر به الآخرين مهما فعلنا.. "
انتهى معنى كلامها
http://www.kleej.com/vb/mwaextraedit4/extra/35.gif
لا ادري لماذا أتذكر هذه القصة و تلك الكلمات
في كل مرة أواجه مشكلة جديدة في حياتي،
لكن بالفعل الحديث عن حال الناس يختلف تماما
عن معايشة الألم أو المعاناة بنفسك حين تكون أنت مكانهم
و لا أراكم و لا من تحبون ما تكرهون!
http://www.kleej.com/vb/mwaextraedit4/extra/35.gif
هل تتذكرون هذه القضايا التي أشبعناها كلاما..
.دعوني أعدد مثلا:
1. البطالة و العاطلين:
لا يكتب عن البطالة إلا عامل و لو كان يعاني ويلات البطالة
و يعرف معنى الحاجة و الفراغ لأنشغل عن الكتابة و التنظير بالبحث
عن الوظيفة بدلا من سرد الحلول النظرية و تحميل الشباب الخطأ.
http://www.kleej.com/vb/mwaextraedit4/extra/32.gif
2. المرأة:
و ما أدراك ما المرأة فالحديث عنها مغر و نتفنن فيه نحن الرجال
و لنا الحق فقد خلقت من ضلع أبونا ادم و نعرفها تمام المعرفة!!!
-هذا زعمنا- لكن الواقع يقول أن الإنسان يولد بدون دليل تشغيل
أو وصف استخدام و يبقى من أعجب مخلوقات الله
و اعقد بكثير من كل محاولاتنا الساذجة لفهمه
أو تشخيصه أو التنبؤ بحاله أو مستقبله.
http://www.kleej.com/vb/mwaextraedit4/extra/32.gif
3. الطفل و التربية:
و هذا مجال خصب للخوض فيه و طرح الآراء
التي يعتبرها البعض مسلمات و هي لا تعدو تجارب شخصية بائسة.
http://www.kleej.com/vb/mwaextraedit4/extra/32.gif
4. المعاقين و ذوي الاحتياجات الخاصة:
و لهم عالمهم الخاص و نحن في "معزل" عنهم تماما
و لكم أن تتأملوا أرصفتنا و مداخل المباني لتفهموا كلامي
فلا مكان إلا للأصحاء و لا حياة لمن تنادي.
http://www.kleej.com/vb/mwaextraedit4/extra/32.gif
5. الفقر:
هل تعرف معنى فقر؟ جوع؟ فاقة؟
لا أظن أن شخصا يقرأ صحيفة اليكترونية
أنه يعرف هذه الكلمة حقا,
ربما تجرب أن تصوم لتشعر بالجوع لكنك بعيد عن الواقع
لأنك تستطيع في أي لحظة أن تنهي فقرك
وهذا الفرق بين التجربة المعملية و الواقع المر.
http://www.kleej.com/vb/mwaextraedit4/extra/35.gif
هل أسترسل في ذكر الأمثلة و القصص و الفئات التي نراها من بعيد
ثم نبدأ في التحليل و النقاش و طرح الحلول الساذجة
السطحية الخيالية التي تزيد الهم و تضلل الحقيقة
و تحبط صاحب القضية الأساسي.
قال الرسول صلى الله عليه و سلم:
" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"
حين نتأمل هذا الحديث جيدا يجب أن نتوقف قليلا
لتأمل النص و الكلمات المستخدمة و دقة المعنى
http://www.kleej.com/vb/mwaextraedit4/extra/35.gif
و الحقيقة أن فهمنا لهذا الحديث قد يدفعنا لمحاولة المنافحة عن الناس
لكن المخاطرة تأتي حين نقفز للحلول و التنظيرقبل فهم واقع الحال
و هنا تكمن المشكلة فالحقيقة تختلف عن الخيال
لذلك أدعوكم و نفسي للاعتذار لكل من نظرنا عنهم
و أجحفنا في حقهم و نحن لا نعي حقا حقيقة أمرهم
بل نكون أحيانا مثل هذا الطفل المدلل:
يحكى أن مدرسا طلب من طلابه أن يكتبوا قصة عن أسرة فقيرة
و كان في الفصل ولد ثري مدلل لا يعلم معنى كلمة "فقر"
فسأل زميله عن معناها فقال له زميله بتعجب يعني أبوهم و أمهم فقراء
و انصرف بوجهه
لكن صاحبنا المدلل لم يفهم المعنى فكتب القصة الآتية:
"كان هناك أسرة فقيرة الأب فقير
و الأم فقيرة و الأولاد فقراء
حتى خادمتهم و سائقهم فقراء و قصرهم فقير
و جارهم مدير البنك فقير!!"