المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علاج التفكير في الانتحار _(01)


حور العين
12-20-2020, 01:22 PM
من : الأخ / سمير يعقوب

علاج التفكير في الانتحار _(01)



نستطيع أن نوجز وسائل علاج التفكير في الانتحار في الأمور التالية:



(1) الإيمان بالقدر:

معنى الإيمان بالقدر:

الإيمان بالقدر: هو التصديق الجازم بأن الله سبحانه قد علِمَ مقادير الأشياء

قبل حدوثها، فكتب ذلك عنده في اللوح المحفوظ، فكل ما يحدث في الكون من

خير أو شر، إنما هو بتقديره سبحانه، فهو الفعَّال لما يريد، ولا يخرج

شيءٌ عن مشيئته؛ [التوحيد، ص: 100].



1- قال تعالى:

{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ

إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } [الحديد: 22].



2- قال سبحانه: { قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا

هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [التوبة: 51].



3- روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:



((المؤمن القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خيرٌ،

احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء، فلا تقل:

لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قُلْ: قدَّر الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح

عمل الشيطان))؛ [مسلم حديث: 2664].



4- روى الترمذي عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال:



((كنتُ خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فقال: يا غلام، إني أعلمك

كلمات: احفظِ الله يحفظْكَ، احفظ الله تجدْه تُجاهك، إذا سألتَ فاسألِ الله، وإذا

استعنتَ فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم

ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم

يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفتِ الصحف))؛

[حديث صحيح، صحيح الترمذي للألباني، حديث: 2043].



(2) الإكثار من ذكر الله تعالى:

1- قال الله تعالى:



{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا *

هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ

وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا } [الأحزاب: 41 - 43].



2- قال سبحانه: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ }

[البقرة: 152]؛ قال الإمام الطبري رحمه الله: "يعني تعالى ذكره بذلك:

فاذكروني أيها المؤمنون بطاعتكم إياي فيما آمركم به وفيما أنهاكم عنه،

أذكركم برحمتي إياكم ومغفرتي لكم"؛ [تفسير الطبري، ج: 2، ص: 695].



3- قال سبحانه: { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ

الْقُلُوبُ } [الرعد: 28]؛ قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "قوله:

{ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ }: أي: تطيب وتركن إلى جانب الله،

وتسكن عند ذكره، وترضى به مولًى ونصيرًا؛ ولهذا قال:

{ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }: أي: هو حقيق بذلك"؛

[تفسير ابن كثير، ج: 4، ص: 455].



4- روى الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال لي

رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((ألا أدلُّك على كنز من كنوز الجنة؟ فقلت: بلى، فقال:

لا حول ولا قوة إلا بالله))؛ [البخاري حديث: 4205، مسلم حديث: 2704].

• قوله: ((لا حول)): أي: لا يستطيع العبد أن يتحول عن المعاصي

إلا بعصمة الله تعالى له.



• قوله: ((ولا قوة)): أي: لا قوة للعبد على الطاعات إلا بتوفيق الله تعالى؛

[التوضيح لشرح الجامع الصحيح، ابن الملقن، ج: 29، ص: 378].



(3) حسن الظن بالله تعالى:

روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال النبي صلى الله عليه وسلم:



((يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني

في نفسه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملإٍ ذكرته في ملإٍ خير منهم، وإن

تقرب إليَّ بشبر تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إليَّ ذراعًا تقربت إليه باعًا،

وإن أتاني يمشي أتيته هرولةً))؛

[البخاري حديث: 7405، مسلم حديث: 2675].



• قوله: ((أنا عند ظن عبدي بي)): أي: أني عند يقينه بي في الاعتماد على

فضلي، والاستيثاق بوعدي، والرهبة من وعيدي، والرغبة فيما عندي،

أعطيه إذا سألني، وأستجيب له إذا دعاني.



• قوله: ((وأنا معه)): أي: بالتوفيق والحفظ والمعونة.



• قوله: ((ملأ خير منهم)): أي: الملائكة؛

[مرقاة المفاتيح، علي الهروي، ج: 4، ص: 1541].



(4) تلاوة القرآن الكريم:

1- قال سبحانه:

{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ

وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } [الإسراء: 82].



2- قال سبحانه: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ

وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [الأنفال: 2].



3- قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ

وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ } [فاطر: 29].



4- قال سبحانه: { لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا

مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }

[الحشر: 21].



(5) الصبر على المصائب:

قال الله تعالى: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ

وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَ

قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ

وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } [البقرة: 155 - 157].



معنى الاسترجاع:

الاسترجاع: هو قول المسلم عند المصيبة: إنا لله وإنا إليه راجعون.



• روى مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

((ما من مسلم تصيبه مصيبة، فيقول ما أمره الله: { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } [البقرة: 156]،
اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلِف لي خيرًا منها،

إلا أخلف الله له خيرًا منها، قالت: فلما مات أبو سلمة، قلت: أي المسلمين

خير من أبي سلمة؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،

ثم إني قلتها، فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم))؛

[مسلم حديث: 918].

• روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال: ((يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمنِ عندي جزاءٌ إذا قبضت صفيَّه

من أهل الدنيا ثم احتسبه - إلا الجنة))؛ [البخاري، حديث: 6824]

قوله: ((صفيه)): أي: محبوبه من الولد أو الوالد أو غيرهما.
قوله: ((احتسبه)): أي: صبر راضيًا بقضاء الله راجيًا فضله؛

[فتح الباري لابن حجر العسقلاني، ج: 3، ص: 119].