المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقتطفات للشيخ بن عثيمين -رحمه الله- عن مسائل في الأشهر الحُرُم


vip_vip
06-16-2012, 11:36 PM
مقتطفات للشيخ بن عثيمين -رحمه الله- عن مسائل في الأشهر الحُرُم (http://www.ataaalkhayer.com/)


كلمة مختصرة عن الأشهر الحُرُم وسبب تحريمها

أمَّا بعدُ -أيها الإخوة!- فإنَّنا في استقبال شهر محرم؛
أحد الأشهر الحرم التي نصَّ الله عليها في كتابه العزيز؛
فقال تعالى:

{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ
يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}

[التوبة: 36].
هٰذه الأربعة الحُرُم بيَّنها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنها ثلاثة متوالية،
وواحد منفرد؛ أمَّا الثلاثة المتوالية: فإنها ذو القعدة وذو الحجة والمحرم،
وأما المنفرد فهو رجب؛ ولهٰذا يلقِّبُه بعض الناس بـ "رجب الفرد"؛
لأنه انفرد عن الأشهر الثلاثة.
وإنما كانت هٰذه الأشهر الثلاثة حُرُمًا؛
لأن الناس يقصدون فيها بيت الله -عزَّ وجلَّ- فذو القعدة والمحرم للسفر إلي البيت،
وذو الحجة لأداء مشاعر الحج، ولهٰذا كانت حُرُمًا يحرُمُ القتال فيها،
وتخص بعناية في تجنب ظلم النفس؛ ولهٰذا قال:

{فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}

[التوبة: 36].

أتدرون لماذا حُرِمَتْ؟

حُرِمَت؛ لأن الناس يحجون ويعتمرون؛
الحج يحتاج لذهاب وإياب وبقاء في مكة؛
قالوا: الشهر الذي قبل ذي الحجة للذهاب والشهر ذو الحجة لأداء النسك،
وشهر محرم للإياب؛
هٰذه ثلاث أشهر يحرم فيها القتال، ويأمن فيها الناس؛
حتى أن الواحد من الناس يشاهد قاتل أبيه في هذه الأشهر ولا يقتله!

السؤال:

هل العبادة في الأشهر الحرم الأجر فيها مضاعف عن بقية الشهور الأخرى؟

الجواب:

قال الله تبارك وتعالىٰ:

{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ
يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ
ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}

[التوبة: 36].

قال أهل العلم: الضمير في قوله: ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ يعود على الأشهر الحرم.
فإذا كان قد نُهي عن ظلم النفس بخصوص هٰذه الأشهر؛
دلَّ ذٰلك على أن العمل الصالح فيهنَّ أفضل.
ومن العبارات المشهورة عند العلماء؛ قولهم:
"تضاعف الحسنة في كل زمان ومكان فاضل".
فأرجو أن تكون الطاعة في الأشهر الحرم مضاعفة؛
كما أن المعصية في الأشهر الحرم أشد وأعظم. نعم.

السؤال:

هل ارتكاب المعاصي في الأشهر الحرم ذنبها أعظم؟

الجواب:

هٰذا ينبني علىٰ قوله تعالى: ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾.
هل الضمير فيهن يعود على الأشهر الحرم أو يعود على الاثنى عشر شهرًا؟
وفيها خلاف؛ لـٰكن لاشك أن الذنوب في الأشهر الحُرُم أعظم؛
لأنَّ الضمير سواء قلنا عائد على الجميع أو عليهنَّ يدلُّ
علىٰ تأكيد النهي عن الظلم في هٰذه الأشهر الأربعة،
وللعلماء قاعدة في هٰذه المسألة يقولون:
"تضاعف الحسنات والسيئات في كلِّ زمان ومكان فاضل".


الاِنْتِقاء مِن دُررِ فتَاوى العُلماء