تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 5185


حور العين
05-22-2021, 05:55 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم

وقفات بعد رحيل رمضان

أيه الاخوة إليكم هذه الوقفات بعد رحيل رمضان
الوقفة الأولى :
هاهي أيام رمضان قد انقضت ، ولياليه قد تولت .
انقضى رمضان و ذهب ليعود في عام قادم ، انقضى رمضان شهر الصيام
و القيام ، شهر المغفرة و الرحمة .
انقضى رمضان و كأنه ما كان .
آيه رمضان ماذا أودع فيك صالحات ، و ماذا كتبت فيك من رحمات .
كم من صحائف بيضت ، وكم من رقاب عتقت ، وكم حسنات كتبت .
انقضى رمضان و في قلوب الصالحين لوعة ، وفي نفوس الأبرار حرقة .
و كيف لا يكون ذلك ؛ و هاهي أبواب الجنان تغلق ، و أبواب النار تفتح ،
و مردة الجن تطلق بعد رمضان .

انقضى رمضان : فا ليت شعري من المقبول فنهنيه
و من المطرود فنعزيه .

انقضى رمضان فماذا بعد رمضان ؟
لقد كان سلف هذه الأمة يعيشون بين الخوف و الرجاء .
كانوا يجتهدون في العمل فإذا ما انقضى وقع الهم على أحدهم :
أقبل الله منه ذلك أم رده عليه .
هذه حال سلف هذه الأمة فمل هو حالنا ؟
و الله إن حالنا لعجيب غريب .
فو الله لا صلاتنا كصلاتهم، و لا صومنا كصومهم ،
ولا صدقتنا كصدقتهم ، و لا ذكرنا كذكرهم ؟

لقد كانوا يجتهدون في العمل غاية الاجتهاد، و يتقنونه و يحسنونه ،
ثم إذا انقضى خاف أحدهم أن يرد الله عليه عمله .

و أحدنا يعمل العمل القليل و لا يتقنه ولا يحسنه ، ثم ينصرف وحاله كأنه قد
ضمن القبول و الجنة .

فيا أخي عليك أن تعيش بين الخوف و الرجاء ، إذا تذكرت تقصيرك
في صيامك وقيامهم ؛ خفت أن يرد الله عليك ذلك ، و إذا نظرت إلى سعة
رحمة الله ، وأن الله يقبل القليل ويعطي عليه الكثير ،
رجوت أن يتقبلك الله في المقبولين .

الوقفة الثانية :
أن لكل شيء علامة ، وقد ذكر العلماء أن من علامة قبول الحسنة أن يتبعها
العبد بحسنة أخري .

فما هو حالك بعد رمضان ؟
هل تخرجت من مدرسة التقوى في رمضان فأصبحت من المتقين .

هل تخرجت من رمضان و عندك عزم الاستمرار على التوبة و الاستقامة ؟

هل أنت أحسن حالا بعد رمضان منك قبل رمضان ؟

أن كنت كذلك فاحمد الله ، و إن كنت غير ذلك فابك على نفسك يا مسكين
فربما أن أعمالك لم تقبل منك ، وربما أنك من المحرومين و أنت لا تشعر.

الوقفة الثالثة :
أقسام الناس بعد رمضان :
لقد انقسم الناس بعد رمضان إلى أقسام
1- الصنف الأول : قوم كانوا على خير وطاعة ، فلما جاء رمضان شمروا
عن سواعدهم ، وضاعفوا من جهدهم و جعلوا رمضان غنيمة ربانية ،
و منحة إلاهية ، استكثروا من الخيرات ، و تعرضوا للرحمات ،
وتداركوا ما فات ، فلعله أن تكون قد أصابتهم نفحة من النفحات .

فما انقضى رمضان إلا و قد حصلوا زادا عظيما، علت رتبتهم عند الله ،
و زادت درجتهم في الجنات، و ابتعدوا عن النيران .

علموا أن لا مستراح لهم إلا تحت شجرة طوبى،
فاتعبوا هذه النفوس في الطاعات .

علموا أن الصالحات ليست حكرا على رمضان ، فلا تراهم إلا صوما قوما ،
حافظوا على صيام الست في شوال ، حافظوا على صيام الاثنين و الخميس
و الأيام البيض.

دمعتهم على خدودهم في جوف الليل، و عند الأسحار استغفار أشد من
استغفار أهل الأوزار . .يعيشون بين الخوف و الرجاء، حالهم كما قال الله

{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }

في السنن من حديث عائشة

( قالت : قرأ رسول الله هذه الآية ، فقلت يا رسول الله : أهم الذي يسرقون
و يزنون و يشرب الخمر و يخافون من الله .
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يا ابنة الصديق ، ولكنهم أقوام
يصلون و يصومون و يتصدقون و يخافون أن يرد الله عليهم ذلك )
فهؤلاء هم المقبولون ،هؤلاء هم السابقون ، هؤلاء هم الذين عتقت
رقابهم ، و بيضت صحائفهم .
فطوبى ثم طوبى لهم.

2- الصنف الثاني : قوم كانوا قبل رمضان في غفلة و سهو و لعب ، فلما
أقبل رمضان أقبلوا على الطاعة و العبادة ، صاموا و قاموا ، قرأوا القران
و تصدقوا ودمعت عيونهم و خشعت قلوبهم ، و لكن ما أن ولى رمضان حتى
عادوا إلى ما كانوا عليه ،عادوا إلى غفلتهم ، عادوا إلى ذنوبهم .

فهؤلاء نقول لهم :
من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد مات ، و من كان يعبد الله فان الله حي
لا يموت . أن الذي أمرك بالعبادة في رمضان هو الذي أمرك بها
في غير رمضان .

يا عبد الله
يا من عدت إلى ذنبوك و معاصيك و غفلتك :
تمهل قليلا ، تفكر قليلا:
كيف تعود إلى السيئات ، و ربما قد طهرك الله منها .
كيف تعود إلى المعاصي و ربما محاها الله من صحيفتك

يا عبد الله
أيعتقك الله من النار فتعود إليها ؟ أيبيض الله صحيفتك من الأوزار و أنت
تسودها مرة أخرى ؟

يا عبد الله :
آه لو تدري أي مصيبة وقعت فيها .
آه لو تدري أي بلاء نزل بك ، لقد استبدلت بالقرب بعدا،
و بالحب بغضا .

يا عبد الله
إياك أن تكون كالتي نقضت غزالها من بعد قوة انكاثا .
لا تهدم ما بنيت ، لا تسود ما بيضت ، لا ترجع إلى الغفلة
و المعصية فو الله أنك لا تضر إلا نفسك

يا عبد الله إنك لا تدري متى تموت ، لا تدري متى تغادر الدنيا .
فاحذر أن تأتيك منية و أنت قد عدت إلى الذنوب و المعاصي . و تذكر
{ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }
فغير من حالك ، اترك
ذنوبك ، أقبل على ربك حتى يقبل الله عليك .

3- الصنف الثالث : قوم دخل رمضان و خرج رمضان ، وحالهم كحالهم ،
لم يتغير منهم شيء ، ولم يتبدل من أمر ، بل ربما زادت آثامهم ، وعظمت
ذنوبهم ، و اسودت صحائفهم ، و زادت رقابهم إلى النار غلا . هؤلاء هم
الخاسرون حقا . عاشوا عيشة البهائم ، لم يعرفوا لماذا خلقوا عوضا أن
يعرفوا قدر رمضان و حرمة رمضان ، ولقد سمعت و الله أحدهم يتبجح
و يجاهر بالفطر في نهار رمضان . فهؤلاء ليس أمام حيلة معهم إلا أن
ندعوهم إلى التوبة النصوح ، التوبة الصادقة ،


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

ر