المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وجوب التوبة من معصية الزنا


حور العين
06-12-2021, 11:21 PM
من إدارة بيت عطاء الخير
( سـؤال و جـواب )
وجوب التوبة من معصية الزنا



السؤال:
ما الحكم في رجل زنى بإحدى قريباته وعمره سبعة عشر عام وعمر هذه
المرأة اثنا عشر عام تقريباً، فإذا كان الحكم الجلد عليه، فهل يجوز أن
يجلده إمام المسجد الذي يصلي فيه، وعلى انفراد، أم أنه لا يجوز هذا؟
ما الحكم أفيدونا أفادكم الله؟

الجواب:
الواجب على المسلم إذا وقع في شيء من هذا أن يستتر بستر الله،
وأن لا يبين ذلك قد يتوب إلى الله سبحانه وتعالى والمرأة كذلك، ولا يبين
هذا للناس، فمتى انتبه لهذا الأمر وهداه الله فالواجب عليه البدار بالتوبة
والندم على ما مضى منه والإقلاع من ذلك، والعزم الصادق أن لا يعود،
ولا حاجة إلى أن يقول للناس: إني فعلت، وإني فعلت طهروني،
اضربوني، والمرأة كذلك لا ينبغي لها ولا يشرع لها أن تذهب إلى الناس
وأن تقول: فعلت وفعلت، بل كل منهما عليه أن يستتر بستر الله،
وأن يتوبا إلى الله توبة صادقة، والله يتوب على التائب سبحانه وتعالى،
وهو القائل عز وجل:

{ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى }
[طه:82]،
والنبي صلى الله عليه وسلم قال لـعائشة رضي الله عنها:

( إن كنت ألممت بذنب فتوبي إلى الله فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له )

فالمقصود: أن التوبة تجب ما قبلها، متى تاب الإنسان من ذنبه صدقاً بأن
ندم على ما مضى منه، وأقلع منه وعزم أن لا يعود فيه، فإن الله يتوب
عليه.

فعليك -أيها السائل- أن تتوب إلى الله صدقاً، وتندم على ما مضى من
عملك السيئ، وتعزم أن لا تعود فيه أبداً، والله يتوب على التائب سبحانه
وتعالى، وليس لك أن تأتي إمام المسجد أو إلى الأمير أو القاضي تقول:
اضربني، لا، ما يشرع لك ذلك، لكن إذا كنت ولابد فاعلا فليكن هذا لولي
الأمر، ما هو للشخص الذي هو إمام مسجد، بل يكون لولي الأمر،
السلطان أو أميره أو الحاكم القاضي حتى يقيم عليك الحد الشرعي.

وقد ثبت أن ماعز بن مالك الأسلمي أتى النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
يا رسول الله! إني قد زنيت، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم عدة
مرات ثم سأله: أبك جنون؟ وسأل قومه: هل به شيء؟ فأخبروه أنه عاقل
وأنه لا بأس به، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم فرجم لأنه كان محصناً،
كان قد تزوج فأمر النبي صلى الله عليه وسلم برجمه.

وقد أعرض عنه أول مرات كثيرة لعله يتوب فيتوب الله عليه، ولكنه أصر
على طلب الطهارة، التطهير بالحد الشرعي، فأجابه النبي
صلى الله عليه وسلم إلى ذلك.

المقصود: أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإن لم يأت إلى الإمام
ويقول: طهرني، بل يستتر بستر الله، ولا يبرز ذنبه للناس
ولا يعلنه للناس.

المصدر/ مجموع فتاوى ابن باز