المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 5272


حور العين
08-23-2021, 09:49 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
حديث اليوم

باب غَزْوَةِ ذِي قَرَدَ




حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا حَاتِمٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ سَلَمَةَ

بْنَ الْأَكْوَعِ يَقُولُ خَرَجْتُ قَبْلَ أَنْ يُؤَذَّنَ بِالْأُولَى وَكَانَتْ لِقَاحُ رَسُولِ اللَّهِ

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرْعَى بِذِي قَرَدَ قَالَ فَلَقِيَنِي غُلَامٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ

عَوْفٍ فَقَالَ أُخِذَتْ لِقَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ مَنْ أَخَذَهَا

قَالَ غَطَفَانُ قَالَ فَصَرَخْتُ ثَلَاثَ صَرَخَاتٍ يَا صَبَاحَاهْ قَالَ فَأَسْمَعْتُ مَا بَيْنَ

لَابَتَيْ الْمَدِينَةِ ثُمَّ انْدَفَعْتُ عَلَى وَجْهِي حَتَّى أَدْرَكْتُهُمْ وَقَدْ أَخَذُوا يَسْتَقُونَ

مِنْ الْمَاءِ فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ بِنَبْلِي وَكُنْتُ رَامِيًا وَأَقُولُ أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعْ وَالْيَوْمُ

يَوْمُ الرُّضَّعْ وَأَرْتَجِزُ حَتَّى اسْتَنْقَذْتُ اللِّقَاحَ مِنْهُمْ وَاسْتَلَبْتُ مِنْهُمْ ثَلَاثِينَ بُرْدَةً

قَالَ وَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَدْ حَمَيْتُ

الْقَوْمَ الْمَاءَ وَهُمْ عِطَاشٌ فَابْعَثْ إِلَيْهِمْ السَّاعَةَ فَقَالَ يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ مَلَكْتَ

فَأَسْجِحْ قَالَ ثُمَّ رَجَعْنَا وَيُرْدِفُنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

عَلَى نَاقَتِهِ حَتَّى دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ



الشرح‏:‏



قوله‏:‏ ‏(‏حدثنا حاتم‏)‏

هو ابن إسماعيل ويزيد بن أبي عبيدة هو مولى سلمة بن الأكوع، وقد

أخرج البخاري هذا الحديث عاليا في الجهاد عن مكي بن إبراهيم

عن يزيد وهو أحد ثلاثياته‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏خرجت قبل أن يؤذن بالأولى‏)‏

يعني صلاة الصبح، ويدل عليه في رواية مسلم أنه تبعهم من الغلس

إلى غروب الشمس‏.‏



وفي رواية مكي ‏"‏ خرجت من المدينة ذاهبا نحو الغابة‏"‏‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏وكانت لقاح رسول الله ترعى بذي قرد‏)

‏ اللقاح بكسر اللام وتخفيف القاف ثم مهملة‏.‏



ذوات الدر من الإبل واحدها لقحة بالكسر وبالفتح أيضا، واللقوح الحلوب‏.‏



وذكر ابن سعد أنها كانت عشرين لقحة، قال‏.‏



وكان فيهم ابن أبي ذر وامرأته فأغار المشركون عليهم

فقتلوا الرجل وأسروا المرأة‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏فلقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف‏)‏

لم أقف على أسمه، ويحتمل أن يكون هو رباح غلام رسول الله

صلى الله عليه وسلم كما في رواية مسلم، وكأنه كان ملك أحدهما وكان

يخدم الآخر فنسب تارة إلى هذا وتارة إلى هذا‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏غطفان‏)‏

بفتح المعجمة والطاء المشالة المهملة والفاء، تقدم بيان نسبهم

في غزوة ذات الرقاع‏.‏



وفي رواية مكي ‏"‏ غطفان وفزارة ‏"‏ وهو من الخاص بعد العام لأن فزارة

من غطفان، وعند مسلم ‏"‏ قدمنا الحديبية ثم قدمنا المدينة، فبعث

رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهره مع رباح غلامه وأنا معه، وخرجت

بفرس لطلحة أندبه، فلما أصبحنا إذا عبد الرحمن الفزاري ‏"‏ ولأحمد

وابن سعد من هذا الوجه ‏"‏ عبد الرحمن بن عيينة بن حصن الفزاري وقد

أغار على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستاقه أجمع وقتل

راعيه، قال فقلت‏:‏ يا رباح خذ هذا الفرس وأبلغه طلحة وأبلغ رسول الله

صلى الله عليه وسلم الخبر ‏"‏ وللطبراني من وجه آخر عن سلمة ‏"‏

خرجت بقوسي ونبلي وكنت أرمي الصيد، فإذا عيينة بن حصن قد أغار

على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستاقها ‏"‏ ولا مناف،

فإن كلا من عيينة وعبد الرحمن بن عيينة كان في القوم‏.‏



وذكر موسى بن عقبة وابن إسحاق أن مسعدة الفزاري

كان أيضا رئيسا في فزارة في هذه الغزاة‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏فصرخت ثلاثة صرخات‏)‏

في رواية المستملي ‏"‏ بثلاث ‏"‏ بزيادة الموحدة وهي للاستغاثة‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏فأسمعت ما بين لابتي المدينة‏)‏

فيه إشعار بأنه كان واسع الصوت جدا، ويحتمل أن يكون ذلك

من خوارق العادات‏.‏



ولمسلم ‏"‏ فعلوت أكمة فاستقبلت المدينة فناديت ثلاثا ‏"‏ وللطبراني ‏"‏

فصعدت في سلع ثم صحت‏:‏ يا صباحاه، فانتهى صياحي إلى النبي

صلى الله عليه وسلم، فنودي في الناس الفزع الفزع ‏"

وهو عند إسحاق بمعناه‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏يا صباحاه‏)‏

هي كلمة تقال عند استنفار من كان غافلا عن عدوه‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏ثم اندفعت على وجهي‏)‏

أي لم ألتفت يمينا ولا شمالا بل أسرعت الجري، وكان شديد العدو

كما سيأتي بيانه في آخر الحديث‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏حتى أدركتهم‏)‏

في رواية مكي ‏"‏ حتى ألقاهم وقد أخذوها ‏"‏ يعني اللقاح ذكره

بهذه الصيغة مبالغة في استحضار الحال‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏فأقبلت أرميهم‏)‏

أي أقبلت عليهم أرميهم أي بالسهام‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏وأقول‏:‏ أنا ابن الأكوع، واليوم يوم الرضع‏)‏

بضم الراء وتشديد المعجمة جمع راضع وهو اللئيم، فمعناه اليوم يوم

اللئام أي اليوم يوم هلاك اللئام، والأصل فيه أن شخصا كان شديد البخل،

فكان إذا أراد حلب ناقته ارتضع من ثديها لئلا يحلبها فيسمع جيرانه

أو من يمر به صوت الحلب فيطلبون منه اللبن، وقيل‏:‏ بل صنع ذلك لئلا

يتبدد من اللبن شيء إذا حلب في الإناء أو يبقى في الإناء شيء إذا شربه

منه، فقالوا في المثل ‏"‏ الأم من راضع ‏"‏ وقيل‏:‏ بل معنى المثل ارتضع

اللؤم من بطن أمه، وقيل‏:‏ كل من كان يوصف وباللؤم يوصف بالمص

والرضاع، وقيل‏:‏ المراد من يمص طرف الخلال إذا خل أسنانه،

وهو دال على شدة الحرص‏.‏



وقيل‏:‏ هو الراعي الذي لا يستصحب محلبا، فإذا جاءه الضيف اعتذر

بأن لا محلب منه، وإذا أراد أن يشرب ارتضع ثديها‏.‏



وقال أبو عمرو الشيباني‏:‏ هو الذي يرتضع الشاة أو الناقة عند

إرادة الحلب من شدة الشره‏.‏



وقيل‏:‏ أصله الشاة ترضع لبن شاتين من شدة الجوع‏.‏



وقيل‏:‏ معناه اليوم يعرف من ارتضع كريمة فأنجبته ولئيمة فهجنته‏.‏



وقيل‏:‏ معناه اليوم يعرف من أرضعته الحرب من صغره وتدرب

بها من غيره‏.‏



وقال الداودي‏:‏ معناه هذا يوم شديد عليكم تفارق فيه المرضعة

من أرضعته فلا تجد من ترضعه‏.‏



قال السهيلي‏:‏ قوله اليوم يوم الرضع يجوز الرفع فيهما ويصب الأول

ورفع الثاني على جعل الأول ظرفا قال‏:‏ وهو جائز إذا كان الظرف واسعا

ولا يضيق على الثاني‏.‏



قال‏:‏ وقال أهل اللغة‏:‏ يقال في اللؤم رضع بالفتح يرضع بالضم رضاعة

لا غير، ورضع الصبي بالكسر ثدي أمه يرضع بالفتح رضاعا

مثل سمع يسمع سماعا‏.‏


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين