المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 5308


حور العين
09-29-2021, 06:24 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
حديث اليوم


مثل المؤمن


عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(مثَل المؤمن الذي يقرأ القرآن [ويعمل به] كمثل الأُتْرجَّة، ريحُها طيِّبٌ،
وطعمُها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة، لا ريح لها،
وطعمها حُلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثَل الريحانة، ريحها طيبٌ،
وطعمها مرٌّ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها
ريح، وطعمها مرٌّ)
متفق عليه.

الشرح
يتعلق بهذا الحديث فوائد:
الفائدة الأولى: القرآن الكريم أعظم كتاب أنزله الله تعالى، وهو كلام الله
تعالى الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والمؤمن يعرِف
للقرآن الكريم منزلته العظيمة، فيحرص على تلاوته والعمل به، ويعظِّمه
أشد التعظيم، ولا ينبغي للمؤمن أن يهجر كتاب الله تعالى فلا يقرأه إلا
يسيرًا، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن الذي يقرأ القرآن
الكريم ويعمل به بالأُترجَّة التي ريحها طيبٌ وطعمها طيبٌ؛ وذلك لأن
القرآن الكريم به حياة القلوب، فمن قرأه وعمل به، طاب ظاهرًا وباطنًا،
كان ابن مسعود رضي الله عنه يكثر من قراءة القرآن ويقلل الصوم، فقيل
له: إنك تقل الصوم؟ قال: إني إذا صمت ضعفت عن القرآن،
وقراءة القرآن أحب إلي.

الفائدة الثانية: ينبغي للمسلم أن يكون له وردٌ يومي من كتاب الله تعالى،
يحافظ عليه، ويقضيه إذا فاته، وإن تيسر له أن يختم القرآن كل أسبوع أو
كل شهر أو كل أربعين يومًا فهذا حسنٌ؛ فعن عبدالله بن عمرو رضي الله
عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((اقرأ القرآن في أربعين))؛
رواه أبو داود والترمذي وقال: هذا حديثٌ حسنٌ غريب، وحسنه
الألباني، قال إسحاق بن راهويه: ولا نحب للرجل أن يأتي عليه أكثر
من أربعين ولم يقرأ القرآن؛ لهذا الحديث، يعني أن أكثر مدة لختم القرآن
عند بعض السلف هي هذه المدة.

الفائدة الثالثة: لقد اشتكى الرسول صلى الله عليه وسلم
من هجر كتاب الله تعالى؛ قال تعالى:

{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا }
[الفرقان: 30]،

وقد ذكر العلماء - رحمهم الله تعالى - أن هجر القرآن أنواع خمسة:
أحدها: هجر قراءته وسماعه والإيمان به والإصغاء إليه، والثاني: هجر
العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به، والثالث: هجر
تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه، واعتقاد أنه لا يفيد في
هذا الزمان، وإنما كان يصلح في الأزمنة الماضية، والرابع: هجر تدبُّره
وتفهُّمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه، والخامس: هجر الاستشفاء
والتداوي به من جميع أمراض القلوب فيطلب شفاء دائه من غيره،
ويهجر التداوي به؛ قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى بعد أن ذكر نحوًا
من هذا: وكل هذا داخلٌ في هذه الآية، وإن كان بعض الهجر أهونَ
من بعض.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين