المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطهارة في القرآن


vip_vip
08-06-2012, 12:03 PM
الطهارة في القرآن (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=7451)


الطهارة : في الأصل الوضاءة والنظافة .
يقال من ذلك تطهر يتطهر فهو متطهر ومطهر فيدغم التاء في الطاء لقرب مخرجيهما .
والطهور اسم ما يتطهر به، والطهور :الماء ،
قال ثعلب : الطهور : الطاهر في نفسه المطهر لغيره .
والتَّطَهُّرُ التنزُّه والكَفُّ عن الإِثم وما لا يَجْمُل ، ورجل طاهرُ الثياب أَي مُنَزَّه.

وذكر أهل التفسير أن الطهارة في القرآن على ثلاثة عشر وجها :

أحدها : طهارة المرأة من دم الحيض.
ومنه قوله تعالى في البقرة :

{فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ }

. وفي لسان العرب الطُّهْرُ نقيض الحَيْض ،
وطَهُرت المرأَة وهي طاهرٌ انقطع عنها الدمُ.

والثاني : الاغتسال .

ومنه قوله تعالى في البقرة:

{ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ } ،

وفي المائدة :

{ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا }.

والثالث : الاستنجاء بالماء .

ومنه قوله تعالى في براءة :

{ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ } ،

ونزلت في أهل قباء وكانوا يستعملون الماء في الاستنجاء .

والرابع : الطهارة من جميع الأحداث والأقذار .

ومنه قوله تعالى في الأنفال :

{وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ }

والخامس: السلامة من سائر المستقذرات .

أي طهارة نساء أهل الجنة من الحيض والقذر؛ ومنه قوله تعالى في البقرة :

{ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ }

وفي آل عمران :

{ وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ} .

والسادس : التنزه عن إتيان الرجال .

ومنه قوله تعالى في النمل :

{ أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ }

والسابع : الطهارة من الذنوب .

ومنه قوله تعالى في براءة:

{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا } ،

وفي المجادلة :

{ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ }.

والثامن : إبعاد الأوثان والأصنام.

ومنه قوله تعالى في البقرة :

{ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }

أي طهراه من الأوثان والأصنام ، ومثلها في الحج .
والتاسع : الطهارة من الشرك .

ومنه قوله تعالى في عبس :

{ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ* مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ }

وفي لم يكن :

{ رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً }

ويجوز أن يكون؛ (مُطَهَّرَةً) أي: منزهة أن يكون فيها كذب وباطل.

والعاشر : الحلال .

ومنه قوله تعالى في هود :

{ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ }

، أي : أحل .
والحادي عشر : طهارة القلب من الريبة .

ومنه قوله تعالى في البقرة :

{ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ } ،

يريد أطهر لقلب الرجل والمرأة من الريبة . " وفي الأحزاب :

{فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } ،

أي من الريبة والدنس " .
والثاني عشر : التقصير .

ومنه قوله تعالى " في المدثر " :

{ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ* وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ }

أي : وثيابك فقصر لأن تقصير الثياب طهرة لها.

والثالث عشر : تطهير الله العبد من الذنوب.

ومنه قوله تعالى في آل عمران:

{ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ }

أي وطهرك من الذنوب بأن وفقك لمجانبتها. وقوله تعالى في الأحزاب

{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}

فيه ثلاثة أوجه: الإثم، السوء ، الذنوب . قاله الكلبي , ومعانيها متقاربة.