المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأحنف بن قيس


vip_vip
06-11-2010, 11:39 PM
إسلامه ودعاء رسول الله له

أسلم (....) في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره،
إلا أن الرسول دعا له، يقول (.....): بينا أنا أطوف بالبيت في
زمن عثمان بن عفان إذ جاء رجل من بني ليث فأخذ بيدي فقال:
ألا أبشرك؟ فقلت: بلى قال: هل تذكر إذ بعثني
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومك بني سعد؟ فجعلت
أعرض عليهم الإسلام وأدعوهم إليه، فقلت أنت: إنه ليدعوكم
إلى خير، وما حسن إلا حسنًا، فبلغت ذلك إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"اللهم اغفر للأ(....)". فقال (....): هذا من أرجى عملي عندي.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أحمد والطبراني ورجال
أحمد رجال الصحيح غير علي بن زيد وهو حسن الحديث.
الصحابة الذين تعلم على أيديهم
قدم (...)المدينة في عهد سيدنا عمر بن الخطاب، مما أتاح له
مقابلة عدد كبير من كبار الصحابة ليتعلم منهم ويأخذ عنهم،
مما كان له من كبير الأثر في حياته، فتعلم من سيدنا عمر بن الخطاب،
وتعلم من علي بن أبي طالب، وجلس مع أبي ذر الغفاري،
وأخذ عن عثمان بن عفان، وتعلم من عبد الله بن مسعود،
وغيرهم من أصحاب النبيصلى الله عليه وسلم
أثر الصحابة فيه
عمر بن الخطاب

كان للصحابة أثرًا قويًا في نفوس التابعين، وممن تأثر بالصحابة
وتربى على أيديهم (....) خاصةً من سيدنا عمر بن الخطاب ومن
مواقفه التي تدل على أن سيدنا عمر كانت له توجيهات قوية
، وتأثيرًا كبيرًا في نفس (....)ما يرويه عن موقفه معه فيقول:
قدمت على عمر بن الخطاب فاحتبسني عنده حولاً، فقال:
يا (...)إني قد بلوتك وخبرتك فرأيت علانيتك حسنة، وأنا أرجو أن
تكون سريرتك على مثل علانيتك، وإنا كنا نتحدث إنما يهلك
هذه الأمة كل منافق عليم.

وعن (....) قال: خرجنا مع أبي موسى وفودًا إلى عمر، وكانت
لعمر ثلاث خبزات يأدمهن يومًا بلبن ويومًا بسمن ويومًا بلحم
عريض ويومًا بزيت، فجعل القوم يأكلون ويعذرون فقال عمر:
إني لأرى تعذركم وإني لأعلمكم بالعيش، ولو شئت لجعلت كراكر
وأسنمة وصلاء وصنابًا وصلائق، ولكن أستبقي حسناتي إن ذكر
قومًا فقال: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ}.
ويقول سيدنا عمر بن الخطاب للأ(....) مربيًا: يا (....)
من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استخف به،
ومن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حياؤه
ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه.
صعصعة بن معاوية
وممن كان له أثرًا كبيرًا في نفس (....)عمه صعصعة الذي تعلم
منه الحلم والأناة تلك الخصلة التي يحبهما الله يقول
(....) لأصحابه يومًا: أتعجبون من حلمي وخُلقي؟ إنما هذا شيء
استفدته من عمي صعصعة بن معاوية، شكوت إليه وجعًا في
بطني فأسكتني مرتين ثم قال لي: بابن أخي لا تشك الذي نزل بك
إلى أحد؛ فإن الناس رجلان: إما صديق فيسوءه، وإما عدو
فيسره، ولكن اشك الذي نزل بك إلى الذي ابتلاك، ولا تشك قط
إلى مخلوق مثلك لا يستطيع أن يدفع عن نفسه مثل الذي نزل
بك، بابن أخي إن لي عشرين سنة لا أرى بعيني هذه سهلاً
ولا جبلاً فما شكوت ذلك لزوجتي ولا غيرها.
قيس بن عاصم المنقري
وممن رباه أيضًا على الحلم قيس بن عاصم المنقري، وقد سئل
(....) يومًا: ممن تعلمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم المنقري
لقد اختلفنا إليه فى الحلم كما يختلف إلى الفقهاء، فبينا نحن
عنده يوما وهو قاعد بفنائه محتب بكسائه، أتته جماعة فيهم
مقتول ومكتوف فقالوا: هذا ابنك قتله ابن أخيك قال: فوالله ما حل
حبوته حتى فرغ من كلامه، ثم التفت إلى ابن له في المسجد
فقال: أطلق عن ابن عمك، ووار أخاك، واحمل إلى أمه
مائة من الإبل فإنها غريبة.
أثره في الآخرين

كان لل (.....) أثرًا في نفوس الآخرين فكان يجلس مع مصعب بن الزبير
على سريره فجاء يومًا ومصعب ماد رجليه فلم يقبضهما،
وقعد (....)فزحم بعض الزحم فرأى ذلك فيه فقال:
عجبًا لابن آدم يتكبر وقد خرج من مجرى البول مرتين.
وكتب (...) إلى صديق له ينصحه: أما بعد فإذا قدم عليك أخ لك
موافق فليكن منك مكان سمعك وبصرك، فإن الأخ الموافق أفضل
من الولد المخالف، ألا تسمع إلى قول الله لنوح في شأن ابنه
:{إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} يقول: ليس من أهل ملتك، فانظر إلى هذا
وأشباهه فاجعلهم كنوزك وذخائرك وأصحابك في سفرك وحضرك، فإنك إن تقربهم تقربوا منك،
وإن تباعدهم يستغنوا بالله والسلام.

مواقفه مع عمر بن الخطاب

أوفد أبو موسى الأشعري وفدًا من أهل البصرة إلى عمر بن الخطاب
فيهم (....)ولم يكن عمر رأى (....)قبل ذلك، فلما دخلوا عليه تكلم
كل رجلاً فيهم في خاصة نفسه وكان (....)آخر القوم،
فقام وحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم
ثم قال: يا أمير المؤمنين إن أهل الشام نزلوا منازل أهل قيصر،
وإن أهل مصر نزلوا منازل فرعون وأصحابه، وإن أهل الكوفة
نزلوا منازل كسرى ومصانعه في الأنهار العذبة والجنان
الحسنة، وفي مثل عين البعير وأتتهم ثمارهم قبل أن يحصدوا،
وإن أهل البصرة نزلوا في سنحة نشاشة لا يجف ثراها ولا ينبت
مرعاها، طرفها في بحر أجاج وطرفها بالفلاة لا يأتينا شيء إلا
في مثل مدى النعامة، فارفع خسيستنا ولا تفشي وقيصتنا وزد
في رجالنا رجالاً وفي عيالنا عيالاً، وأصغر درهمنا وأكبر فقيرنا،
ومر بنهر يكرى لنا نستعذب منه فقال عمر للقوم: أعجزتم أن
تكونوا مثل هذا، هذا والله السيد قال (....):
فما زالت بعد أسمعها من الناس هذا والله السيد.

وعن الفضل بن عميرة قال: أن (.....)قدم على عمر بن الخطاب
في وفد من العراق، وكان ذلك في يوم صائف شديد الحر وهو
متحجز بعباءة يهنأ يهنأ. - يقال: هنأت البعير أهنؤه إذا طليته
بالهناء وهو القطران -. ببعير من إبل الصدقة فقال: يا (.....)
ضع ثيابك، وهلم وأعن أمير المؤمنين على هذا البعير فإنه من
إبل الصدقة فيه حق اليتيم والأرملة والمسكين فقال رجل: يغفر
الله لك يا أمير المؤمنين فهلا تأمر عبدًا من عبيد الصدقة فيكفيك
هذا؟ فقال عمر: يا ابن فلانة، وأي عبد هو أعبد مني ومن
(....) هذا؟ إنه من ولي أمر المسلمين فهو عبد للمسلمين،
يجب عليه لهم ما يجب على العبد لسيده من النصيحة
وأداء الأمانة.

وروي أن عمر ذكر بني تميم فذمهم، فقام (....)فقال:
يا أمير المؤمنين ائذن لي فلأتكلم، قال: إنك ذكرت بني تميم
بالذم، وإنما هم من الناس فيهم الصالح والطالح، فقال: صدقت
فقفا بقول حسن فقام رجل كان يناوئ (....)فقال:
يا أمير المؤمنين، ائذن لي فلأتكلم فقال:
اجلس فقد كفاكم سيدكم (....).

من أهم ملامح شخصيته
عبادته

لقد كانت عامة صلاة (....)بالليل، وكان يضع المصباح قريبًا منه
فيضع إصبعه على المصباح ثم يقول: حس، ثم يقول: يا (....)
ما حملك على أن صنعت كذا يوم كذا.
وقد قيل لل (....): إنك شيخ كبير، وإن الصيام يضعفك،
فقال: إني أعده لسفر طويل، والصبر
على طاعة الله سبحانه أهون من الصبر على عذابه.
خوفه ومحاسبته لنفسه
كان (....) يقول: عرضت عملي على عمل أهل الجنة فإذا قوم
قد باينونا بونًا بعيدًا لا نبلغ أعمالهم، كانوا قليلا من الليل ما
يهجعون، وعرضت عملي على عمل أهل النار فإذا قوم لا خير
فيهم مكذبون بكتاب الله وبرسل الله مكذبون بالبعث بعد الموت،
فقد وجدت من خيرنا منزلة قومًا خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا.
وكان يقول: اللهم إن تغفر لي فأنت أهل ذاك،
وإن تعذبني فأنا أهل ذاك.
وصعد (.....) فوق بيته يومًا فأشرف على جاره فقال:
سوءة سوءة، دخلت على جاري بغير إذن لا صعدت
فوق هذا البيت أبدًا.
شجاعته
عرف عن (....) أنه كان من الشجعان، فيرُوى أن عمر بن الخطاب
بعثه على جيش قِبَل خراسان فبيتهم العدو ليلاً ففرقوا جيوشهم
أربعة جيوش، وأقبلوا معهم الطبول ففزع الناس وكان أول من
ركب (....)فأخذ سيفه فتقلده ثم مضى نحو الصوت وهو يقول:
إن على كل رئيس حقًا *** أن يخضب القناة أو تندقا
ثم حمل على صاحب الطبل فقتله، فلما فقد أصحابه الصوت
انهزموا ثم حمل على الكردوس الآخر ففعل مثل ذلك، ثم حمل
على الآخر ففعل، ثم حمل على الآخر ففعل مثل ذلك،
وهو وحده ثم جاء الناس وقد انهزم العدو فاتبعهم الناس
يقتلون ثم مضوا حتى فتحوا مدينة يقال لها: مرو الروذ.

حلمه

اشتهر (....)بحلمه، ولقد عاشت بنو تميم بحلم (....)
أربعين سنة، وقيل إن رجلاً خاصم (....)وقال:
لئن قلت واحدة لتسمعن عشرًا فقال:
لكنك إن قلت عشرًا لم تسمع واحدة.
تواضعه

ومما عرف عنه تواضعه ومن ذلك أنه استعمل على خراسان،
فلما أتى فارس أصابته جنابة في ليلة باردة قال: فلم يوقظ أحدًا
من غلمانه ولا جنده، وانطلق يطلب الماء قال: فأتى على شوك
وشجر حتى سالت قدماه دمًا فوجد الثلج قال: فكسره واغتسل،
قال: فقام فوجد على ثيابه نعلين محذوتين جديدتين قال:
فلبسهما فلما أصبح أخبر أصحابه فقالوا: والله ما علمنا بك.
رجاحة عقله
يقول هشام بن عقبة: شهدت (...) وقد جاء إلى قوم في دم فتكلم
فيه وقال: احتكموا قالوا: نحتكم ديتين قال: ذاك لكم فلما سكتوا
قال: أنا أعطيكم ما سألتم، فاسمعوا إن الله قضى بدية واحدة،
وإن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بدية واحدة،
وإن العرب تعاطي بينها دية واحدة، وأنتم اليوم تطالبون،
وأخشى أن تكونوا غدًا مطلوبين فلا ترضى الناس منكم
إلا بمثل ما سننتم قالوا: ردها إلى دية.
وفاته
كان موته بالبصرة زمن ولاية مصعب بن الزبير سنة
سبع وستين ومشى مصعب في جنازته وقال مصعب
يوم موته: ذهب اليوم الحزم والرأي.

ولقد مات (....)في دار ابن أبي عصيفير بالكوفة، فجاءت امرأة
على بغل في رحالة وحولها جماعة نساء فقالت: أيها الأمير إن
ابن عمي مات بأرض غربة فأذن لي أندبه فقيل: شأنك فقالت:
لله درك من مجن في جنن، ومدرج في كفن، أسأل الله الذي ابتلانا
بفقدك وفجعنا بيومك، أن يوسع لك في لحدك، وأن يكون لك في
يوم حشرك، ثم أقبلت على الناس فقالت: أيها الناس إن أولياء
الله في بلاده شهود على عباده وإنا لقائلون حقًا ومثنون صدقًا ثم
قالت: أما والدي كنت من أمره إلى مدة، ومن المضمار إلى غاية
من الموت إلى نهاية الذي رفع عملك عند انقضاء أجلك.
لقد عشت حميدًا مودودًا، ومت شهيدًا فقيدًا، ولقد كنت في
المحافل شريفًا، وعلى الأرامل عطوفًا، ومن الناس قريبًا،
وفيهم غريبًا، وإن كنت لمسودًا، وإلى الخلفاء موفدًا،
وإن كانوا لفقدك لمستمعين ولرأيك لمتبعين.