المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 5431


حور العين
01-30-2022, 05:36 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
درس اليوم

نزع الحياء بنزع الإيمان (02)



وعن ابن عباس قال: "الحياء والإيمان في قرن، فإذا نزع الحياء تبعه

الآخر". وقد دل الحديث وهذان الأثران على أن من فقد الحياء لم يبق ما

يمنعه من فعل القبائح، فلا يتورع عن الحرام. ولا يخاف من الآثام، ولا يكف

لسانه عن قبيح الكلام.



ولهذا لما قل الحياء في هذا الزمان أو انعدم عند بعض الناس كثرت

المنكرات، وظهرت العورات، وجاهروا بالفضائح، واستحسنوا القبائح.

وقلت الغيرة على المحارم أو انعدمت عند كثير من الناس، بل صارت القبائح

والرذائل عند بعض الناس فضائل، وافتخروا بها، فمنهم: المطرب، والملحن

والمغني الماجن، ومنهم اللاعب التاعب الذي أنهك جسمه وضيَّع وقته

في أنواع اللعب، وأقل حياء وأشد تفاهة من هؤلاء المغنين واللاعبين من يستمع لغوهم، أو ينظر ألعابهم،

ويضيع كثيراً من أوقاته في ذلك.

ومن قلة الحياء وضعف الغيرة في قلوب بعض الرجال: استقدامهم النساء الأجنبيات

السافرات أو الكافرات وخلطهم لهن مع عوائلهم داخل بيوتهم وجعلهن

يزاولن الأعمال بين الرجال، وربما يستقبلن الزائرين، ويقمن بصب القهوة

للرجال. أو استقدامهم للرجال الأجانب سائقين وخدامين؛ يطلعون على

محارمهم ويخلون مع نسائهم في البيوت وفي السيارات في الذهاب بهن إلى

المدارس والأسواق، فأين الغيرة وأين الحياء وأين الشهامة والرجولة؟!.





ومن ذهاب الحياء في النساء اليوم: ما ظهر في كثير منهن من عدم التستر

والحجاب، والخروج إلى الأسواق متطيبات متجملات لابسات لأنواع الحلي

والزينة، لا يبالين بنظر الرجال إليهن، بل ربما يفتخرون بذلك، ومنهن

من تغطي وجهها في الشارع وإذا دخلت المعرض كشفت عن وجهها

وذراعيها عند صاحب المعرض ومازحته بالكلام وخضعت له بالقول، لتطمع

الذي في قلبه مرض. ومن ذهاب الحياء من بعض الرجال أو النساء: شغفهم

باستماع الأغاني والمزامير من الإذاعات ومن أشرطة التسجيل.



أين الحياء ممن يشتري الأفلام الخليعة، ويعرضها في بيته أمام نسائه

وأولاده بما فيها من مناظر الفجور وقتل الأخلاق، وإثارة الشهوة، والدعوة

إلى الفحشاء والمنكر؟!. أين الحياء ممن ضيعوا أولادهم في الشوارع

يخالطون من شاؤوا ويصاحبون ما هب ودب من ذوي الأخلاق السيئة،

أو يضايقون الناس في طرقاتهم ويقفون بسياراتهم في وسط الشارع؛

حتى يمنعوا المارة، أو يهددون حياتهم بالعبث بالسيارات وبما يسمونه

بالتفحيط؟!. أين الحياء من المدخن الذي ينفث الدخان الخبيث من فمه

في وجود جلسائه ومن حوله، فيخنق أنفاسهم ويقزز نفوسهم ويملأ

مشامهم من نتنه ورائحته الكريهة؟!.



أين الحياء من التاجر الذي يخدع الزبائن، ويغش السلع، وبكذب على

الناس؟ إن الذي حمل هؤلاء على النزول إلى هذه المستويات الهابطة هو

ذهاب الحياء كما قال صلى الله عليه وسلم:

« إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت »



فاتقوا الله عباد الله، وراقبوا الله في تصرفاتكم، قال تعالى:

{ إنّ الذين يَخْشَوْنَ ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير . وأسِرُّوا قولكم

أو اجهروا به إنه عليمٌ بذات الصدور . ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير }

[الملك: 14].


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين