حور العين
02-18-2022, 07:24 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
درس اليوم
{ إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً }
في هذه الآية خير عظيم ، إذ فيها البشارة لأهل الإيمان بأن للكرب نهاية
مهما طال أمده ، وأن الظلمة تحمل في أحشائها الفجر المنتظر . وتلك الحالة
من التعاقب بين الأطوار والأوضاع المختلفة تنسجم مع الأحوال النفسية
والمادية لبني البشر والتي تتأرجح بين النجاح والانكسار والإقبال والإدبار ،
كما تنسجم مع صنوف الابتلاء الذي هو شرعة الحياة وميسمها العام .
وقد بثت هذه الآية الأمل في نفوس الصحابة - رضوان الله عليهم- حيث
رأوا في تكرارها توكيداً لوعود الله - عز وجل - بتحسن الأحوال ،
فقال ابن مسعود : لو كان العسر في جحر لطلبه اليسر حتى يدخل عليه .
وذكر بعض أهل اللغة أن (العسر) معرّف بأل ، و (يسراً) منكر ،
وأن العرب إذا أعادت ذكر المعرفة كانت عين الأولى ، وإذا أعادت النكرة
فكانت الثانية غير الأولى, وخرجوا على هذا
قول ابن عباس : لن يغلب عسر يسرين . وفي الآية إشارة بديعة إلى اجتنان
الفرج في الشدة والكربة مع أن الظاهر أن الرخاء لا يزامن الشدة ، وإنما
يعقبها ، وذلك لتطمين ذوي العسرة وتبشيرهم بقرب انجلاء الكرب .
ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى الاستبشار بهذه الآية حيث يرى المسلمون
الكثير من صنوف الإحباطات والهزائم وألوان القهر والنكد ؛ مما أدى إلى
سيادة روح - التشاؤم واليأس ، وصار الكثيرون يشعرون بانقطاع الحيلة
والاستسلام للظروف والمتغيرات . وأفرز هذا الوضع مقولات يمكن أن
نسميها بـ ( أدبيات الطريق المسدود ) ! هذه الأدبيات تتمثل بالشكوى الدائبة
من كل شيء ، من خذلان الأصدقاء ، ومن تآمر الأعداء ، من تركة الآباء
والأجداد ، ومن تصرفات الأبناء والأحفاد !
{فإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً * إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً}،
وإن النصر مع الصبر وإن الفرج مع الكرب ، وإن في رحم كل ضائقة أجنة
انفراجها ومفتاح حلها ، وإن لجميع ما نعانيه من أزمات حلولاً مناسبة
إذا ما توفر لها عقل المهندس ومبضع الجراح وحرقة الوالدة ..
وعلى الله قصد السبيل
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
درس اليوم
{ إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً }
في هذه الآية خير عظيم ، إذ فيها البشارة لأهل الإيمان بأن للكرب نهاية
مهما طال أمده ، وأن الظلمة تحمل في أحشائها الفجر المنتظر . وتلك الحالة
من التعاقب بين الأطوار والأوضاع المختلفة تنسجم مع الأحوال النفسية
والمادية لبني البشر والتي تتأرجح بين النجاح والانكسار والإقبال والإدبار ،
كما تنسجم مع صنوف الابتلاء الذي هو شرعة الحياة وميسمها العام .
وقد بثت هذه الآية الأمل في نفوس الصحابة - رضوان الله عليهم- حيث
رأوا في تكرارها توكيداً لوعود الله - عز وجل - بتحسن الأحوال ،
فقال ابن مسعود : لو كان العسر في جحر لطلبه اليسر حتى يدخل عليه .
وذكر بعض أهل اللغة أن (العسر) معرّف بأل ، و (يسراً) منكر ،
وأن العرب إذا أعادت ذكر المعرفة كانت عين الأولى ، وإذا أعادت النكرة
فكانت الثانية غير الأولى, وخرجوا على هذا
قول ابن عباس : لن يغلب عسر يسرين . وفي الآية إشارة بديعة إلى اجتنان
الفرج في الشدة والكربة مع أن الظاهر أن الرخاء لا يزامن الشدة ، وإنما
يعقبها ، وذلك لتطمين ذوي العسرة وتبشيرهم بقرب انجلاء الكرب .
ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى الاستبشار بهذه الآية حيث يرى المسلمون
الكثير من صنوف الإحباطات والهزائم وألوان القهر والنكد ؛ مما أدى إلى
سيادة روح - التشاؤم واليأس ، وصار الكثيرون يشعرون بانقطاع الحيلة
والاستسلام للظروف والمتغيرات . وأفرز هذا الوضع مقولات يمكن أن
نسميها بـ ( أدبيات الطريق المسدود ) ! هذه الأدبيات تتمثل بالشكوى الدائبة
من كل شيء ، من خذلان الأصدقاء ، ومن تآمر الأعداء ، من تركة الآباء
والأجداد ، ومن تصرفات الأبناء والأحفاد !
{فإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً * إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً}،
وإن النصر مع الصبر وإن الفرج مع الكرب ، وإن في رحم كل ضائقة أجنة
انفراجها ومفتاح حلها ، وإن لجميع ما نعانيه من أزمات حلولاً مناسبة
إذا ما توفر لها عقل المهندس ومبضع الجراح وحرقة الوالدة ..
وعلى الله قصد السبيل
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين