المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحلقة ( 116 ) من دين و حكمة


vip_vip
09-04-2012, 09:39 PM
( الحلقة المــائة و ستة عشر )

{ الموضوع السابع الفقرة 67 }
( أحكــام الصــلاة )
أخى المسلم
سنتحدث اليوم عن موضوع يهم كافة المسلمين و هو
سجود السهو
فلنبدأ على بركة الله

سجود السهو
سجود السهو سنة مؤكدة عند أكثر الفقهاء
و قد شرع جبرا للصلاة و إرغاماً للشيطان
و هو سجدتان يسجدهما المصلى قبل السلام أو بعده
يتشهد بعدهما و يسلم
فإن نقص سجد قبل سلامه
و إن زاد سجد بعد سلامه
و إن نقص و زاد معا سجد قبل سلامه لأنه يغلب جانب النقص على جانب الزيادة
هذا ما ذهب إليه المالكية و كثير من الفقهاء
و يفضل الشافعية أن يكون السجود للسهو قبل السلام فى جميع الأحوال
و يفضل الحنفيه أن يكون بعد السلام فى جميع الأحوال
و هم متفقون على جوازه قبل السلام و بعده
و إنما الخلاف فيما هو الأفضل
و الأرجح ما ذهب اليه المالكية و الله اعلم

ما هى الأحوال التى يسجد فيها للسهو
لقد قلنا فيما سبق
أن من ترك ركنا من أركان الصلاة عمدا بطلت صلاته
و الصلاة الباطلة لا تجبر بسجود السهو بل يجب إعادتها
و لكن هل يسجد للسهو من ترك سنه من سنن الصلاة عمدا
و قد ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يسجد لتركها
لأن هذا السجود قد شرع للسهو لا للعمد
و تعتبر الصلاة صحيحة ناقصة
لأن ترك السنة يؤدى إلى نقص العمل مطلقا
صلاة كان أم صوما أم حجا
فضلا على ما فى تركها من التهاون بشأنها
كما تحدثنا من قبل فى سنن الصلاة
أخى المسلم
سنذكر لك جملة من المسائل التى يسن فيها سجود السهو
و هى تتعلق بأمرين
1 - النقص فى الصلاة سهوا
- 2 الزيادة فى الصلاة سهوا
المسأله الاولى
إذا ترك ركنا من أركان الصلاة سهوا
و أمكنه الإتيان به فأتى به فعلا
فليسجد للسهو سجدتين بعد السلام أو قبله على ما تقدم ذكره
فمثلا
لو ترك الفاتحة سهوا ثم ركع فتذكر و عاد الى الفاتحة
أو ترك ركوعا و سجد ثم تذكر فى السجود و عاد إلى الركوع
أو قام للركعة الثانية و تذكر أنه لم يسجد إلا سجدة واحدة فى الركعة الأولى فجلس ليأتى بها
ففى هذه الأحوال و ما شابهها عليه سجود سهو يأتى قبل أو بعد السلام
و قد قلنا فى مبطلات الصلاة
من ترك ركنا من أركان الصلاة سهوا و أمكنه أن يأتى به أتى به
و إن لم يتمكن من الإتيان به الغى الركعة
و جعل التى تليها مكانها
فيجعل الثانية مكان الأولى ، و الثالثة مكان الثانية و هكذا
و سوف نتحدث فى هذه المسألة و ماشابهها مزيدا من البيان فيما بعد إن شاء الله تعالى
المسأله الثانيه
إذا ترك سنة مؤكدة
مثل السورة التى بعد الفاتحة أو ترك التشهد الأول أو الثانى
أو ترك سنتين خفيفتين فأكثر مثل أن يترك تكبيرتين فى ركوعين
أو فى سجودين أو ترك سمع الله لمن حمده مرتين
فأنه يسجد للسهو
أما من ترك تكبيرة واحدة أو تسمية واحدة
فأنه لا يسجد للسهو لأنها سنة خفيفة على ماقاله المالكية
المسأله الثالثه
من زاد فى الصلاة فعلا من أفعالها سهوا
مثل أن يزيد سجدة فأكثر أو يزيد ركوعا فأكثر
أو يزيد ركعة بتمامها
فيقوم لخامسة فى الصلاة الرباعية
أو يقوم لثالثة فى صلاة الصبح
أو لرابعة فى صلاة المغرب
فمن فعل هذا وجب عليه أن يرجع جالسا
و يسجد للسهو بعد التشهد و قبل السلام أو بعده
المسأله الرابعة
من شك فى عدد الركعات و لم يدر كم صلى أثلاثا أم أربع
بنى على اليقين و هو الأقل
و أتى بما شك فيه و سجد للسهو
فعن عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
( إذا شك أحدكم فى صلاته
فلم يدر أواحده صلى أم أثنتين فليجعلها واحدة
و إذا لم يدر أأثنتين صلى أم ثلاث فليجعلها أثنتين
و إذا لم يدر أثلاثا صلى أم أربع فليجعلها ثلاثا
ثم يسجد إذا فرغ من صلاته و هو جالس قبل أن يسلم سجدتين )
رواه أحمد و أبن ماجة

و عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( إذا شك أحدكم فى صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثا أو أربعا
فليطرح الشك و ليبن على مااستيقن
ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم
فأن كان صلى خمسا شفعن له صلاته
و إن كان صلى إتماما لأربع كان ترغيما للشيطان
أى كان سجوده للسهو إغاظة للشيطان الذى سهاه )
رواه أحمد و مسلم
المسأله الخامسة
إذا سلم من ركعتين ناسيا
فمن فعل هذا وجب عليه أن يتم صلاته إذا لم يطل الفصل و يسجد للسهو
و طول الفصل مقدر بالعرف عند بعض العلماء
قال المالكية
إنما يتم صلاته إذا لم يستدبر القبلة
أو يتكلم كثيرا أو يخرج من المسجد
و قد سها رسول الله صلى الله عليه و سلم
فسلم من ركعتين
فلما ذكروه بنى على صلاته فأتى بركعتين
ثم سلم و سجد للسهو
فعن أبى هريره رضى الله عنه قال
صلى لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم
صلاة العصر فسلم من ركعتين
فقام ذو اليدين و قال :
أقصرت الصلاة يا رسول الله أم نسيت ؟؟
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( كل ذلك لم يكن )
فقال : قد كان بعض ذلك يا رسول الله
فأقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم على الناس فقال
( أصدق ذو اليدين )
فقالوا : نعم يارسول الله
فأتم رسول الله صلى الله عليه و سلم ما بقى من الصلاة
ثم سجد سجدتين و هو جالس بعد التسليم
رواه مسلم
أخى المسلم
مما تقدم يتبين لنا
أنه من نقص فى صلاته سنه مؤكدة كالسورة و التشهد
أو سنتين خفيفتين كتكبيرتين أو تسميعتين فى ركعتين سهوا بلا عمد
أو زاد فى صلاته سهوا مثل أن يكون قام لخامسة فى صلاة الظهر أو العصر
أو سلم من ركعتين
من فعل هذا أو ذاك
جبر نقصه أو زيادته بسجدتين يسجدهما قبل السلام أو بعده بتشهد بعدهما
و يسلم كما سبق أن بيناه
و من زاد فى صلاته زيادة قولية
كأن يقرأ الفاتحة مرتين
أو يقرأ السورة مرتين فى الركعة الواحدة
أو يقرأ التشهد مرتين فى الجلسة الواحدة