المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحلقة ( 128) من دين و حكمة


vip_vip
09-04-2012, 09:50 PM
( الحلقة المــائة و ثمانية و عشرون )

{ الموضوع السابع الفقرة 79 }
( أحكــام الصــلاة )
أخى المسلم

حديثنا اليوم عن
كنس المساجد و تنظيفها
ما تصان عنه المساجد
و نظراً لطول الحديث سيتم تقسيمها إلى مقالتين
فلنبدأ على بركة الله

كنس المساجد و تنظيفها
يستحب لكل مسلم يرى قذرا فى المسجد أن يزيله
لأن المساجد بيوت الله
و بيوت الله ينبغى تطهيرها و تنظيفها و تنزيهها عن كل ما يشينها أو يشوه جمالها

قال تعالى

{ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ
يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ }

النور36
أى أمر أن يرفع شأنها و تنزه أرضها و جدرانها عن القاذورات و النجاسات
و تصان عن القبائح و المحرمات
وقد عظم النبى صلى الله عليه وسلم
شأن من كان يكنس المسجد و ينظفه فصلى عليه بعد دفنه
و عاتب أصحابه إذ لم يعلموه بموته
فعن أبى هريره رضى الله عنه
إن أمرأة سوداء أو رجلا كان يقم ( أى يكنسه ) المسجد
فقده النبى صلى الله عليه و سلم
فسأل عنه فقيل مات
فقال عليه الصلاة و السلام
( ألا آذنتمونى به )

أى ألا أعلمتمونى بموته

( دلونى على قبره )

فصلى عليه
رواه أبو داود
و تنظيف المساجد أجره عظيم لا ينبغى للمسلم أن يحرم نفسه منه
مهما كان ذا جاه أو سلطان
و مهما كانت مشاغله
فمن أكرم بيت الله أكرمه الله
و إكرام الله عظيم

ماتصان عنه المساجد
هناك أشياء ينبغى أن تصان المساجد عنها نجملها فيما يلى

- 1ينبغى أن تنزه المساجد عن النجاسات و القاذورات
فلا يجوز التبول فيها و لا التبرز و لو فى إناء
و يكره كراهة تحريم إخراج الدم من الجسم فيه
كالحجامة أو بالفصد
و لا يجوز تلويث جدرانه بشئ قذر
قال تعالى

{ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ
يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ }

النور36
أى امر الله أن تنزه عن النجاسات و القاذورات و مايستقبح من أفعال

2 - و لا يجوز بحال الجماع فى المسجد
و لا فوق سقفه و لا فى حجرة ملحقة به
إذا كان الناس يعدونها من المسجد و يصلون فيها
و لم تكن محجورة عنهم
قال تعالى

{ ... وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ
تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }

البقرة من الآية 187
فأذا كان فيه حجرة معزولة لا يسمح للناس بدخولها
بأن كانت خاصة بأحد خدم المسجد مثلا
أو أتخذ فوق المسجد بناء للسكنى فأنه لا يمنع الجماع فيها

- 3 و ينبغى على المسلم الذى يريد حضور صلاة الجماعة فى المسجد
أن لا يأكل ثومً أو بصلاً
لنهيه صلى الله عليه و سلم من أكلهما عند دخول المسجد
روى مسلم و أحمد و النسائى
عن معدان بن أبى طلحة قال
خطب عمر بن الخطاب رضى الله عنه
يوم جمعه فقال فى خطبته

[ ثم أنكم ايها الناس تأكلون من شجرتين لا أراها إلا خبيثتين
هذا البصل و الثوم
لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم
إذا وجد ريحهما من الرجل فى المسجد
أمر به فأخرج إلى البقيع
فمن أكلهما فليمتهما طبخا ]

و روى معاويه بن قرة عن أبيه
أن النبى صلى الله عليه و سلم نهى عن هاتين الشجرتين
وقال عليه الصلاة و السلام :
( من أكلهما فلا يقربن مسجدنا )

كما قال عليه الصلاة و السلام :
( إن كنتم لا بد آكليهما فأميتوهما طبخاً )

قال و يعنى بهما البصل و الثوم
أخرجه أبو داود
و يقاس على الثوم و البصل كل ماله رائحة كريهة
يتأذى بها الناس
كالفجل و الكراث و الدخان و كصاحب البخر و هى الرائحة الكريهة التى تنبعث من الفم
و من به جرح منتن أو صاحب الثياب القذرة
لأن إيذاء الناس حرام فلا ضرر و لا ضرار
و كل ما أدى إلى حرام فهو حرام
و ليس المراد بالتحريم تحريم أكل البصل و الثوم
و إنما المراد هو تحريم دخول المسجد على من أكلهما نيئين من أجل الرائحة الكريهة
حتى تزول منه الرائحة
قال ابو سعيد الخدرى رضى الله عنه
ذكر عند رسول الله صلى الله عليه و سلم الثوم و البصل
قيل يا رسول الله
و أشد ذلك كله الثوم أفتحرمه ؟؟
فقال النبى صلى الله عليه و سلم
( كلوه ، و من أكله منكم فلا يقرب هذا المسجد حتى يذهب ريحه منه )

أخرجه أبو داود
فقد دل هذا الحديث على إباحة أكل الثوم و البصل
و حرمه دخول المسجد لمن أكله لوجود الرائحة المؤذية
فقد روى الطبرانى بسند حسن
عن أنس رضى الله عنه
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال
( من آذى مسلما فقد آذانى
و من آذانى فقد آذى الله تعالى )

هذا و قد قال بعض العلماء
أن النهى فى الأحاديث مخصوص بمسجد النبى صلى الله عليه و سلم
بدليل قوله عليه الصلاة و السلام
فى حديث معاوية بن قرة
( فلا يقربن مسجدنا )

و فى حديث سعيد الخدرى
( فلا يقرب هذا المسجد )

و الأظهر أن التحريم شامل لجميع المساجد لوجود الأذى
هذا و يقاس على المساجد الأماكن العامة التى يجتمع فيها الناس
لتلقى العلم و التشاور لوجود الأذى أيضا و الله أعلم

- 4 يكره أخراج الريح عمدا فى المسجد صيانة له عن الرائحة الكريهة
و لما يترتب عليه من إيذاء من به من مصلين
و لأن الملائكة تستغفر للعبد الجالس فيه لإنتظار الصلاة ما دام على طهر
فاذا أحدث حُرم من أستغفارهم له
و لذلك كره بعض الفقهاء الجلوس فى المسجد على غير طهارة
و قد روى البخارى و مسلم فى صحيحيهما
عن أبى هريرة رضى الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
( إن الملائكة تصلى على أحدكم ما دام فى مصلاه الذى صلى فيه
مالم يحدث تقول اللهم أغفر له اللهم أرحمه )