المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحلقة ( 130) من دين و حكمة


vip_vip
09-04-2012, 09:51 PM
( الحلقة المــائة و ثلاثـــون )

{ الموضوع السابع الفقرة 81 }
( أحكــام الصــلاة )
أخى المسلم

أخى المسلم

حديثنا اليوم عن
بناء المساجد على أرض كان فيها قبور
حكم إتخاذ المساجد على القبور و دفن الميت فى المسجد
تحويل الكنيسة و البيعة إلى مسجد

فلنبدأ على بركة الله

بناء المساجد على أرض كان فيها قبور

تحدثنا فيما سبق أخى المسلم فى كراهة الصلاة على المقبرة و ذكر الخلاف فيها
و نتحدث هنا على بناء المسجد عليها بعد إزالتها فنقول
يرى جمهور الفقهاء جواز نبش قبور المشركين و إزالتها و بناء مسجد مكانها
فقد ثبت أن النبى صلى الله عليه و سلم
حين هبط إلى المدينة بنى مسجده على أرض كان بها بعض قبور المشركين

فعن أنس رضى الله عنه
أن النبى صلى الله عليه و سلم
أمر ببناء المسجد فأرسل إلى بنى النجار
فقال

( يا بنى النجار ثامنونى بحائطكم هذا )

أى أطلبوا فى حائطكم ثمنا
فقالوا
و الله ما نطلب ثمنه إلا إلى الله
و كان فيه قبور المشركين و فيه خرب و فيه نخل
فأمر النبى صلى الله عليه و سلم
بقبور المشركين فنبشت
ثم بالخرب فسويت
ثم بالنخل فقطع
فصفوا النخل قبلة المسجد و جعلوا عضادته أى فتحتى بابه
الحجاره و جعلوا ينقلون الصخر و هم يرتجزون أى ينظمون الشعر
و النبى صلى الله عليه و سلم معهم و هو يقول

( اللهم لا خير إلا خير الآخره فأنصر الأنصار و المهاجرة )


أخرجه أحمد و البخارى و مسلم

أخى المسلم
فقد دل هذا الحديث على جواز بناء المساجد على الأرض
التى فيها قبور المشركين بشرط إزالتها و تسويتها بالأرض
و تطهيرها من النجاسات
و بشرط أن يملكها المسلمون بطريق البيع أو الهبه لا بطريق الغصب
فاذا كانت مملوكة لغير المسلمين و بينهم عهد
فأنهم حينئذ يكونون فى أمان على أنفسهم و أموالهم
و يكون لهم مالنا و عليهم ما علينا
و لا يجوز لنا أن نغتصب أرضهم و لا أموالهم إلا إذا غدروا بالعهد
فأنهم حينئذ يكونون فى حكم المحارب يجوز أن تصادر أرضهم و أموالهم و ديارهم

ما هو حكم بناء مسجد على أرض فيها قبور المسلمين؟؟

يرى كثير من الفقهاء جواز ضم جزء من أرض المقبرة إلى المسجد
إذا قاق بأهله متى عفت اى : محيت آثارها و ذهبت معالمها
و درست و ترك المسلمون دفن موتاهم فيها

حكم إتخاذ المساجد على القبور و دفن الميت فى المسجد

أخى المسلم
عرفنا حكم بناء المساجد على أرض كان فيها قبور
عفت و درست و ترك الناس الدفن فيها
فما حكم من بنى على القبر مسجدا تقام الصلاة فيه
كالأضرحه التى أنتشرت فى كل مكان من بلدان العالم الإسلامى
نقول
لا يجوز إتخاذ المساجد على القبور بحال من الأحوال
فقد نهى النبى صلى الله عليه و سلم
عن ذلك و حذر من فعله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

( أن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم و صالحيهم مساجد
ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إنى أنهاكم عن ذلك )
رواه مسلم و النسائى
و عن أبن عباس رضى الله عنهما
[ أن النبى صلى الله عليه و سلم
لعن زائرات القبور و المتخذين عليها المساجد و السرج ]

السرج بمعنى جمع سراج و هو المصباح و الشمعة و نحوها

و إنما نهى النبى صلى الله عليه و سلم
عن إتخاذ قبره و قبر غيره مسجدا
خوفا من المبالغة فى تعظيمه و الأفتنان به
و ربما أدى ذلك إلى الكفر كما حدث لكثير من الأمم الخالية

و لما أحتاج الصحابة و التابعون رضى الله عنهم إلى الزيادة فى مسجد
رسول الله صلى الله عليه و سلم حين كثر المسلمون
و أمتدت الزيادة إلى أن دخلت بيوت أمهات المؤمنين
و فيها حجرة أمنا السيدة / عائشة رضى الله عنها و عن أبيها
مدفن رسول الله صلى الله عليه و سلم
و صاحبيه أبى بكر و عمر رضى الله عنهما
بنوا على القبر حيطانا مرتفعة مستديرة حوله
لئلا يظهر فى المسجد فيصلى إليه العوام و يؤدى إلى المحظور
ثم بنوا جدارين من ركنى القبر الشمالية حرفوهما
حتى ألتقيا فلا يتمكن أحد من إستقبال القبر

أخى المسلم
و كما لا يجوز إتخاذ المساجد على القبور
لا يجوز دفن الموتى فى المساجد
فلا تصح وصية من أوصى بدفنه فى المسجد الذى بناه
أو فى المسجد الذى بناه غيره كما يفعل بعض الناس
فلا فرق بين إتخاذ المسجد على القبر
و بين جعل القبر فى المسجد
صرح بذلك جمهور الفقهاء
قال العراقى
إذا بنى المسجد لقصد أن يدفن فى بعضه فهو داخل فى اللعنة
و إن شرط أحد أن يدفن لم يصح الشرط
لأنه مخالف لمقتضى وقفه مسجدا

و قال النووى فى المجموع
و أما حفر القبر فى المسجد فحرام شديد التحريم

تحويل الكنيسة و البيعة إلى مسجد

البيعة هى معابد اليهود
يجوز جعل الكنائس و البيع مساجد
لحديث عثمان بن أبى العاص
أن النبى صلى الله عليه و سلم
أمره أن يجعل مسجد الطائف حيث كان طواغيتهم
أخرجه أبو داود و أبن ماجه و الحاكم بسند جيد

و كذلك فعل الصحابة و السلف الصالح لما فتحوا البلاد
حولوا كنائسها مساجد و مدارس إنتهاكا للكفر و محواً لأثره
و هذا إنما وقع فى البلاد التى فتحها المسلمون عنوة
و كان أهلها يكرهون الإسلام و يضمرون بالمسلمين شرا
أما الذين يعيشون معنا و لا يكيدون لنا و لا يعينون عدونا علينا
فلا نحول كنائسهم إلى مساجد وفاء بعهدهم

أخى المسلم

بفضل الله و حمده أنتهينا من هذه المواضيع الثلاثة
أنتظرونا فى الحلقة القادمة إن شاء الله
و موضوع جديد من مواضيع
دين و حكمة
و أحكام الصلاة
و لا تنسونا من صالح الدعوات