المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 5502


حور العين
04-11-2022, 05:40 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
درس اليوم


آداب الصوم (1)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام

على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد:

فإن الله شرع لعبادة الصوم آدابا ينبغي للمؤمن أن يلتزم بها ليؤدي صومه

على أكمل وجه وأحسن حال وينال الثواب التام.



والمؤمن يستحب له أن يكون معظما للسنة متبعا لهدي الرسول صلى الله

عليه وسلم في جميع شؤونه خاصة ما يتعلق بجانب العبادات لقوله تعالى:

(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ). وليست العبرة فقط بفعل العبادة إنما العبرة أن تكون العبادة موافقة للشرع

في الظاهر والباطن. والمتأمل في أحوال بعض المسلمين يجد تقصيرا ظاهرا

في عدم الاهتمام بالآداب ويجد طائفة منهم يأتون في صومهم بأفعال وأقوال

ليست من السنة وإنما تلقوها من العامة والجهال والعادات الشائعة.


وآداب الصوم منها ما هو واجب الحكم يأثم المرء بتركه ومنها

ما هو مستحب يؤجر المر على فعله ولا يأثم بتركه. وهذا بيانها:



الأول: الإخلاص أن يبتغي المسلم بصومه ثواب الله ومرضاته والدار الآخرة

ولا يكون غرضه في ذلك سمعة أو ذكرا أو عرضا من الدنيا. وهو شرط

لصحة الصوم لا يقبل بدونه. ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم:



(من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).

متفق عليه.



وكثير من الناس لا يستحضر نية التقرب في الصوم ولا يشترط ذلك لأنه

مستصحب لحكم النية لكن يستحب للمسلم أن يستحضر هذه النية أثناء

صومه. وبعض الناس من الغافلين هداهم الله أصبح الصوم في حسه مجرد

عادة نشأ عليها يصوم موافقة لقومه ومجتمعه ولذلك تجده والعياذ بالله

تاركا للصلاة والفرائض الأخرى فهذا لا ينفعه الصوم ولا يقبل منه.



الثاني: السحور فيستحب للمسلم أن يواظب على أكلة السحور من طعام

وشراب وقت السحر فإنها أكلة مباركة لقول النبي صلى الله عليه وسلم:



(تسحروا فإن في السحور بركة).

متفق عليه.



وكلما تأخر كان ذلك أفضل لفعل النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يؤخره حتى ما يبقى على

الأذان إلا قدر تلاوة خمسين آية. ويجزئ السحور بأي شيء ولو حسوات

من ماء. لحديث: (السحور بركة فلا تدعوه و لو أن يجرع أحدكم ماء فإن

الله و ملائكته يصلون على المتسحرين).

رواه أحمد.



فالسحور فيه بركة الإتباع والثواب والإعانة على الصوم وهو من خصائص

هذه الأمة لقول الرسول الله عليه وسلم:

(فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر). رواه مسلم.



الثالث: يستحب للصائم أن يشتغل بالذكر والنافلة وأن يملأ نهاره بأنواع

الطاعات من تلاوة للقرآن والدعاء والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير

والتطوع بالصلاة والصدقة وأنواع الإحسان للمسلمين وغير ذلك من القرب.

وفي الليل يشتغل بقيام الليل والتدبر في كتاب الله. لما في الصحيحين من

حديث ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال:

(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه

جبريل فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير

من الريح المرسلة). ومن المؤسف أن ترى بعض المسلمين لا يوظف

صومه بالخير ويقطعه بالكسل والبطالة والغفلة نوم في النهار وسهر بالليل

على برامج الفساد ناهيك عن فعل المحرمات من تخلف عن الفرائض

وارتكاب المآثم.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين