المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خذ بأسباب التداوي واطلب الشفاء من الله


حور العين
06-05-2022, 05:29 PM
من : الأخت / هند أدهم

خذ بأسباب التداوي واطلب الشفاء من الله


الله هو الشافي، فخذ بأسباب التداوي، واطلب من الله الشفاء:

{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 80].

{يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 69].

{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82].

الشرح والإيضاح

(وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)

أي: وإذا سَقِمَ بَدَني واعتَلَّتَ صِحَّتي فهو وحْدَه الذي يُعافيني.

(يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ)

أي: يَخرُجُ مِن بُطونِ النَّحلِ عَسَلٌ مُختَلِفُ الألوانِ؛ ما بينَ أحمَرَ وأصفَرَ وأبيضَ وغَيرِ ذلك مِن الألوانِ الحَسَنةِ، على اختلافِ مَراعيها ومَأكَلِها منها.

(فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ)

أي: في العسَلِ شِفاءٌ للنَّاسِ مِن الأمراضِ.

(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)

أي: إنَّ في إلهامِ الله للنحلِ باتخاذِ البيوتِ مِن الجبالِ والشَّجر والعُروشِ، والسلوكِ في المراعي للاجتناءِ مِن سائرِ الثِّمار؛ ليَخرجَ مِن بطونِها هذا العسلُ ذو الألوانِ المتعددةِ، الذي جعَل الله فيه شفاءً للناسِ مِن الأمراضِ؛ إنَّ في ذلك لدلالةً وحجةً واضحةً لقومٍ يتفكَّرون في عظمةِ خالقِها ومسخِّرِها، فيَستدِلُّون بذلك على أنَّه القادرُ، الحكيمُ، العليمُ، الكريمُ، الرحيمُ، اللطيفُ الذي يستحقُّ العبادةَ وَحْدَه

(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)

أي: ونُنَزِّلُ مِن القُرآنِ ما هو شِفاءٌ لِما في قُلوبِ المُؤمِنينَ مِن الشُّبُهاتِ والشَّهَواتِ، وشِفاءٌ لِما في أبدانِهم مِن الأمراضِ، ورحمةٌ للمؤمنينَ العاملينَ بما فيه، يكونُ سببَ نجاتِهم مِن العذابِ، ودخولِهم الجنةَ، ونيلِ السعادةِ الأبديةِ.

(وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)

أي: ولا يَزيدُ القُرآنُ الظَّالِمينَ أنفُسَهم بالكُفرِ إلَّا هَلاكًا؛ فلا يَزيدُهم سَماعُ القُرآنِ إلَّا بُعدًا عن الحَقِّ، وتكذيبًا وكُفرًا؛ وذلك بسَبَبِ تَكذيبِهم بالقُرآنِ، وتَرْكِهم العَمَلَ به؛ فلا يَنتَفِعونَ به؛ لإعراضِهم عنه.