المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أطفالنا بهجة حياتنا ومستقبل أمتنا الحلقه السادسه


vip_vip
09-22-2012, 06:36 PM
أطفالنا (5) تأملات (http://www.ataaalkhayer.com/)

by Dr. Nada Al-Kilani in Our Kids
http://dralkilani.files.wordpress.com/2011/04/masjid-quba-01.jpg?w=300&h=195 (http://www.ataaalkhayer.com/)

بسم الله الرحمن الرحيم

إن لطاعة الله عز وجل لذة لاتعادلها لذة فهي تسكب في القلب نوراً وتملأ النفس انشراحاً
وتعطي للحياة طعماً متميزاً . نحن جميعاً ندرك ذلك ولذا ترانا عندما ندعو شخصاً بالغاً
إلى دين الله عز وجل نسارع إلى ترغيبه بأسلوب هادئ لطيف متدرج ونبذل كل مافي وسعنا
لنساعده حتى تتغلب نوازع الخير داخله على نوازع الشرلنصل إلى مرحلة استمالة قلبه
لكي يستشعر لذة الطاعة . كل هذا يعتبر اعترافاً ضمنياً منا بأن الطاعات لابد أن تصدر
ابتداءً من قلب عرف الله و أحبه وسعى بالتالي إلى رضاه .

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن : (http://www.ataaalkhayer.com/)

ترى لماذا يحرم الكثير من المسلمين أطفالهم من حقهم في أن يحبوا ربهم ويعبدوه طواعية
وبالتالي في أن يسعدوا بتذوق حلاوة الطاعة ؟

يغلب طابع العنف على أسلوب التربية الدينية للأطفال في عالمنا العربي
( وبالتالي لدى العرب المقيمين في الغرب ) ،
حيث يكتفي الأهل في كثير من الأحيان بإصدار التعليمات
و الأوامر لأداء العبادة غالباً بصبر نافد وأسلوب غاضب دون أن يكلفوا أنفسهم
عناءالقيام بالترغيب ( الذي لاشك أنهم يقومون به في دعوتهم للبالغين ) ،
ودون أن يكون لديهم الاستعداد للتضحية بجزء من وقتهم يقضونه مع أطفالهم
ليحدثوهم عن الله عز وجل لتمتلئ هذه القلوب الصغيرة بحب خالقها الكريم .
كل مايريده الأهل هو أن يروا أولادهم يصلون مثلاً ، أي مجرد أجسام تتحرك .
أداء الأطفال للعبادات في سن مبكرة أمر جيد ، ولكن الإنجاز العظيم
في هذا المجال هو أن يصل الأولاد إلى سن التكليف ويستمروا في أداء العبادة .


ما نراه كثيراً في أيامنا هذه أن الأطفال في صغرهم يؤدون العبادة فإذا بلغوا سن الرشد
سلكوا سبل الضلال ، وقد يكون عنف الأهل عاملاً مهماً في الوصول إلى هذه النتيجة .
إن العنف والغلظة لا يولدان إيماناً بل نفوراً قد يقنعه الطفل بقناع من الطاعة
يؤديها كارهاً لها لأنه عاجز عن الرفض خوفاً من العقاب ، فإذا كبر واشتد عوده رمى
ذلك القناع و أظهر ما استقر في نفسه من النفور . وعندما يصدم الأبوان
من النتيجة يلقيان باللوم على فساد البلد . ولكن يا ترى إلى أي حد يساهم
الأبوان بتصرفاتهما في الوصول إلى الوضع السابق ؟