المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أطفالنا بهجة حياتنا ومستقبل أمتنا(11)


vip_vip
09-26-2012, 06:47 PM
أطفالنا (10) هيَّا بِنَا (http://www.ataaalkhayer.com/)

by Dr. Nada Al-Kilani in Our Kids

http://dralkilani.files.wordpress.com/2012/01/playing-kids-52.jpg?w=274&h=300 (http://www.ataaalkhayer.com/)


بسم الله الرحمن الرحيم
أتابع الخطوات العملية في التربية والتي بدأت بها في المقال رقم ( 8 )

ثالثاً : الاستمتاع بالحياة مع أطفالنا (http://www.ataaalkhayer.com/) (http://www.ataaalkhayer.com/)

إن الأطفال من نعم الله الكبرى علينا ، فمن وهبه الله أطفالاً
(ولاسيما إن كانوا أصحاء الأجسام لايعانون من أمراض خطيرة )
فقد أجزل له العطاء ، فليكثر من حمد خالقه الكريم المنعم المتفضل سبحانه وتعالى .

لاشك أن تربية الأطفال فيها الكثير من التعب والمشقة والإجهاد النفسي والجسمي ،
ولاشك أيضاً أن اللحظات السعيدة التي نقضيها مع أطفالنا تمحو كل ذلك بسرعة عجيبة فلا تترك له أثراً .
إن كل لحظة نقضيها مع أطفالنا هي بمثابة جوهرة نفيسة وهبنا الله عز وجل إياها ،
فاجتهدوا ما وسعكم الجهد أن لاتصبغوا جواهركم بسواد الكآبة والنكد ،
بل حافظوا عليها براقة مشرقة مبهجة للقلب .

تمر الأيام سريعاً ، ويكبر الأطفال ويغادرون المنزل أولاً للدراسة ومن ثم للزواج ،
ويتركون في القلب وفي البيت فراغاً لايُملأُ أبداً ، وتبقى لنا الذكريات تؤنسنا وتسلينا ،
فلم لاتكون جميلة ؟ لم لانتعامل مع طفولة أطفالنا بقلوبنا التي تفيض بحبهم ؟
ولم لايكون المرح والبسمة عنواناً لحياتنا معهم ؟ حتى إذا ماغادرونا
كان لنا ولهم من جميل الذكريات ما يعيننا وإياهم على تحمل الفراق وآلامه .

إقرأوا معي هذه الأبيات للشاعر عمر بهاء الأميري والتي تصف
أَلَمه لفراق أبنائه بعد أن غادروا المنزل للدراسة في حلب .

أين الضجيجُ العذبُ والشَّغَبُ —– أين التَّــــــدارُسُ شــابَهُ اللعــبُ
أين الطفولةُ في تَوَقُّــــــــدها —— أين الدُّمى في الأرضِ و الكتبُ
أين التَّشــاكُسُ دونما غرضٍ —— أين التشــــاكي مــــاله ســـببُ
أين التبـــاكي والتضاحكُ في —— وقتٍ معاً ، والحُـزنُ والطَّرَبُ

إن الشاعر يفتقد وبحُرقة شَغَبَ أطفاله وخناقاتهم وكثرة شكواهم والفوضى
التي يملأون البيت بها بكتبهم ولُعَبهم المتناثرة في كل مكان …. ولكن !!!!
أليست هذه هي الأشياء التي تزعجنا في أولادنا ؟؟؟؟ ترى هل من مُتَدبِّر ؟؟؟؟
http://dralkilani.files.wordpress.com/2012/01/family-playing-21.jpg?w=300&h=235


أصبح من المتعارف عليه على نطاق واسع في زماننا هذا أن
الأطفال بحاجة لِلَّعب كعامل هام وأساسي في نموهم الجسمي والنفسي والعقلي .
يعرف أغلبنا هذه الحقيقة ولايجادل فيها ، ولكن ..
كم منَّا يتبع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم فيلعب مع أطفاله بشكل منتظم فيدخل السعادة
إلى قلوبهم وإلى قلبه هو أيضاً حين تتعالى ضحكات الأطفال لتملأ البيت تعبيراً
عن فرحتهم الكبيرة باللعب مع والديهم . سبق أن ذكرتُ في المقال رقم (7)
أحاديث عن ملاعبة الرسول الكريم للأطفال ، وأستطيع من خلال هذه الأحاديث
وغيرها أن أستنتج وبكل ثقة أن ملاعبة المصطفى عليه الصلاة والسلام
للأطفال لم تكن أبداً حادثاً عرضياً طارئاً ، بل كانت أمراً متكرراً ودائم الحدوث
في البيت بل وفي الشارع أيضاً ، أي حيثما تواجد الأطفال حوله عليه أفضل الصلاة والتسليم ،
دون أن يكون للشعور بالحرج من اللعب مع الصغار أمام الناس
أو استصغار واحتقار هذا اللعب وجود في اعتباراته .
يمكننا عن طريق اللعب أن نحقق الكثير من الإنجازات التربوية ، فمثلاً …
ملاعبة الأطفال الصغار بعد أداء الصلاة مباشرة والأم لاتزال تجلس على سجادة الصلاة
وترتدي الملابس الساترة الخاصة بالصلاة ، سيربط لاشعورياُ بين الصلاة
والستر من جهة والسعادة من جهة أخرى في وجدانهم .
أَمَّا أبناؤنا وبناتنا الذين تَجاوَزوا سنوات الطفولة الأولى فلدينا
الكثير لنفعله معهم لِنَملأ قلوبنا وقلوبهم بالسعادة … وإليكم هذه الأمثلة : (http://www.ataaalkhayer.com/) (http://www.ataaalkhayer.com/)

1 – نحن نزور أصدقاءنا ومعارفنا لتوطيد علاقتنا بهم ،
فالزيارة تجلب المودة والألفة ، فلم لانزور أبناءنا ؟
هيا بنا نزور أبناءنا في غُرَفهم في منازلنا ، نحادثهم ونمازحهم ،
فنروي لهم أحداثاً حصلت معنا ، ونتشاور معهم بخصوص بعض مشاكلنا ،
ونطلب منهم الدعاء في أَزَماتِنا ، ونحرص أشد الحرص ألا يكون
للزيارة هدفٌ آخر كالمعاتبة أوالتأنيب أو المطالبة بأداء بعض الواجبات .

2 – ذكريات الماضي لها رونقها وجمالها ، ولها مفعولها السحري
في زرع البسمة على الشفاه والسعادة في القلوب . فهيا بنا لنرتب لقاءات تجمع أبناءنا ….
نُحَدِّثهم فيها عن طفولتهم ، نروي لهم حكايات هم أبطالها ،
ونضحك سوياً على المواقف الطريفة التي حصلت معهم .

وهكذا تصبح أحداث طفولتهم حية في ذاكرتهم كما هي في ذاكرتنا ،
وعاملاً مهماً في قربنا منهم وتمضية أوقات مرحة معهم …..
هكذا يتحول مامضى من أيام وأحداث في حياتنا
إلى أساس متين متلألئ يُنِيرحاضرنا ويملَؤُه بالبهجة .

* إن التعامل اليومي السلس مع الأطفال ولاسيما حين يكون الجو العام في البيت مَرِحاً ،
يشجعهم على التواصل معنا ، و يساعدنا على غرس مبادئ الدين في نفوسهم
من خلال مناقشة الأحداث اليومية التي تمر بهم والمشاكل التي يتعرضون لها .