المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أطفالنا بهجة حياتنا ومستقبل أمتنا(12)


vip_vip
09-26-2012, 06:50 PM
أطفالنا (11) هيَّا بِنَا

by Dr. Nada Al-Kilani in Our Kids

http://dralkilani.files.wordpress.com/2012/01/d8a7d984d982d8b1d8a2d986-d986d988d8b1-21.jpg?w=259&h=182http://dralkilani.files.wordpress.com/2012/01/d8aad8b1d8a7d8ab.jpg?w=535 (http://www.ataaalkhayer.com/)

بسم الله الرحمن الرحيم
تتمة الخطوات العملية في التربية والتي بدأتُ بها في المقال رقم (8) ….
رابعاً : التمييز بين الشرع والتراث (http://www.ataaalkhayer.com/) (http://www.ataaalkhayer.com/)

محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، بُعِثَ بالرسالة الخاتمة للرسالات كلها ….
الحنيفية السمحة …. الشريعة الكاملة الُميَسَّرة التي اختارها الله لعباده لتكون
منهاجاً لهم ينظم حياتهم حتى قيام الساعة . ولأن الإسلام هو الرسالة الخاتمة فهو صالح للتطبيق
في كل زمان ومكان على وجه الأرض حتى قيام الساعة ، ليس ذلك فقط ،
بل هو الشرع الذي يُصلِح كل زمان ومكان ، ويُسعِد الإنسان في كل زمان ومكان .

هذه الصفات ( وهي * الصلاحية و* إصلاح و* إسعاد الإنسان في كل زمان ومكان )
لاتنطبق إلا على شرع الله ، العليم الخبير ، الذي خلق الكون ويعلم ما سيحدث فيه
من تغيرات على مدار الزمن ، وما سيكون من تفاوت في أحوال الناس في مختلف مناطق الأرض .

ونلاحظ أن الناس على مدار التاريخ الإسلامي كانوا يستحسنون بعض الأخلاق
أو التصرفات فيلزمون أنفسهم بها ، وبمرور الوقت تتحول إلى أعراف اجتماعية
راسخة في المنطقة التي نشأت فيها ، بل ربما ذهب الناس إلى أبعد
من ذلك فربطوها بالدين وجعلوها جزءاً منه .

هذه العادات والتقاليد أو ما يُسمَّى أحياناً ( التراث (http://www.ataaalkhayer.com/)) هي نتاج فكر بشري
قابل للخطأ والصواب ، ولاتأخذ بأي حال من الأحوال صفة الشرع الحنيف
ولاسيما من حيث صلاحيتها لكل زمان ومكان ، فهي إن صلحت لزمان قد لاتصلح لغيره ،
وإن أصلحت أحوال الناس في مكان قد تفسدها في غيره .
ولذلك فربط هذه العادات والتقاليد بالدين واعتبارها جزءاً لايتجزأ منه ،
معناه إسباغ صفة الصلاحية لكل زمان ومكان عليها ، وهو مالاينطبق
على أي نتاج بشري مهما كان نوعه .

يهاجر المسلمون إلى الغرب من مختلَف بقاع العالم الإسلامي ،
ويحمل كلٌ منهم معه الأفكار والقيم التي تربى عليها في موطنه الأصلي ،
ويبذل كل ما يمكنه بذله من جهد ليُرَبِّيَ أبناءه على تلك القيم ،
والتي عادة ماتكون خليطاً من الدين والتراث . وتبدأ المعاناة وتتنامى
حين يُصِرُّ الوالدان على اعتبار التراث جزءاً لايتجزأُ من الدين ،
ويطالبان الأولاد بالإلتزام به كما يلتزمون بأوامر الشرع . وكثيراً مايتحول الأمر إلى صراعٍٍ حقيقيٍ ،
يشعر فيه الأبوان بالكثير من الإحباط وخيبة الأمل ، ويعاني فيه الأطفال والشباب من العنت والمشقة …

. فهم من جهة يشعرون بخيبة أمل أهلهم فيهم ،
ومن جهة أخرى هم عاجزون عن الإلتزام بعاداتٍ وتقاليدَ لاتتلاءم مع الجوِّ الذي يعيشون فيه .
ومن المؤسف والمحزن أن هذا الصراع في حالات عديدة ينتهي برفض الجيل الجديد لكل أوامر الوالدين …
أي الدين والتراث معاً ، وذلك لأنهم تربوا على اعتبارهما شيئاً واحداً .

إن الفصل بين الدين والتراث ( وأعني بالتراث العادات والتقاليد والأعراف التي أنشأها البشر )
من الأهمية بمكان لكل والِدَين يرغبان في تنشئة جيل مسلم في الغرب ،
فالدين الإسلامي شريعة كاملة لاتحتاج لإضافات من أي نوع ،
وهي شريعة قد سَهَّلها الرحمن على عباده ، وهي محببة إلى النفوس ،
ويملأُ تطبيقُها الحياةَ نوراً . أما ماسواها من عادات وتقاليد
فلنتركها لمكانها الذي نشأت فيه فهي في أغلب الأحيان لاتصلح لغيره .