المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 5615


حور العين
09-10-2022, 07:28 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم

خاطرة عن الصلاة

الْحَمْدَ لله عَلَى إحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقَةِ وَاِمْتِنَانِهِ،
وَالصَّلَاَةُ وَالسُّلَّامُ عَلَى مَنْ بَعْثَهُ اللهُ رَحْمَةً للعالمين؛ أما بعدُ:

فهذه وَقْفَةُ سَرِيعِة مع دُعَاءٍ عَظِيم جاء به الْقِرَانُ الْكَرِيمُ عَلَى لِسَانِ إبراهيم
أَبُو الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِ أفْضَلُ الصَّلَاَةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمُ حَيْثُ قَالٌ:
{ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ } [إبراهيم: 40].
أُوصِيكُمْ وَنَفْسِيٌّ بِالْحِفَاظِ عَلَى هَذَا الدُّعَاءِ الْعَظِيمِ لَمَّا فِيهِ مِنْ إِعَانَةٍ لِلْعَبْدِ
وَأبْنَائَه وَأهْلُ بَيْتِهِ بالالتزام وَالْحِفَاظَ عَلَى أَهم رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ، وَأَوَّلَ
مَا يَسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدَ فِي قَبْرِهِ أَلَا وَهِي الصَّلَاَةُ؛ إذا صلحت صلح سائر العمل
وإذا فسدت فسد سائر العمل، كَانَتْ أُخَرُ وَصَايَا نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"الصَّلَاَةَ الصَّلَاَةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم".

فَإِذَا دَاوَمَ الْعَبْدَ عَلَى هَذَا الدُّعَاءِ مَعَ الْمُتَابَعَةِ الْمُسْتَمِرَّةِ مَعَ الْأَبْنَاءِ وَأهْلُ بَيْتِهِ
بتذكيرهم فِي أَدَاءِ الصَّلَوَاتِ الْخُمُسَ فِي وَقْتِهَا فسيعينة اللهَ وَيُعَيِّنُ أبْنَاءَه ع
َلَى أدَائِهَا وَالمحافظة عَلَيْهَا.

إِذَا حَضَرِ وَقْتُ الْأَذَانِ تَوَضَّأَ وَاستعِد وَبَادِر بِتَذْكِيرِ أهْلِ بَيْتِكَ وَالْأَبْنَاء بِمَوْعِدِ
الصَّلَاَةِ حَتَّى وَإِنْ سَمِعُوا الْأَذَانَ، وَإِذَا رَجَعَت بَعْدَ أَدَاءِ الصلاة سألتهم:
هل صلوا أم لا.. فَهَذَا كُلَّهُ يُشْعِرُهُمْ بِأهَمِّيَّةِ الصَّلَاَةِ فِي حَيَاتِنَا الْيَوْمِيَّةِ أَعَانَنَا
اللهُ وَإِيَّاكُمْ وَأبْنَاءنا وأبناءكم عَلَى أدَائِهَا وَالمحفاظة عَلَيْهَا فِي وَقْتِهَا قَالَ
الْمَوْلَى عِزَّ وَجَلٍ:
{ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا } [النساء: 103].

وقال تعالى:
{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا
نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى }
[طه: 132]

هَذَا أمر صَرِيحٌ وَوَاضِحٌ مِنَ اللهِ عِزِّ وَجَلِّ بَحْثِ الْأَبْنَاءِ عَلَى الْمُدَاوَمَةِ عَلَى
الصَّلَاَةِ وَالصَّبْرُ عَلَى ذَلِكَ، وَلِيَكُنْ لَكَ فِي قِصَّةِ نَبِيِّ اللهِ نَوْحِ عِظْهُ وَعَبَّرَهُ بعد
أن قضى ألف سنة إلا خمسين عامًا كما ذكر في القران الكريم ما زال إلى آخر
لَحْظِةٍ وهو يَدْعُوَا اِبْنَهُ وَ يَقُولُ: يَا بُنِّيُّ اُرْكُبْ مَعَنَا.

فَلَا يَأْتِيكَ الشَّيْطَانُ وَيَثْبُطُكَ عَنْ حَثّ الْأَبْنَاءِ عَلَى الصَّلَاَةِ فَإِنَّهُ وَالْعِيَاذُ بِاللهِ
حَرِيصِ عَلَى إغوائكوَإِلْهَائِك عَنْ هَذِهِ الشَّعِيرَةِ الْعَظِيمَةِ، فَاُصْبُرْ وَاِحْتَسَبَ،
واسَأل اللهَ أَنْ يُعَيِّنَكَ عَلَى تَرْبِيَةِ أبْنَائِك وَإِنْشَائِهم عَلَى مَا يَرْضَى الله. فَإِذَا
حَافَظَتْ أَنْتَ وَأبْنَاؤك وَأهْلُ بَيْتِكَ عَلَى هَذِهِ الْفَرِيضَةِ حَفِظَكُم اللهُ بِمَنِّهِ وَكَرَّمهُ
مِنْ شُرُورِ كَثِيرَةِ؛ ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ﴾
[العنكبوت: 45].

إِذًا فالمداومة عَلَى هَذَا الدُّعَاءِ مِنَ الْمُعَيَّنَاتِ لَكَ يَا عَبْدَاللَّه وَلِلْأَبْنَاءِ فِي الْحِفَاظِ
عَلَى الصَّلَاَةِ لَا سِيَما إذا تحرَّيتَ الْأَوْقَاتَ الْمُسْتَجَاب فِيهَا الدُّعَاء كَوَقْتِ مَا بَيْنَ
الْأَذَانِ وَالْإقَامَةُ وَهُوَ وَقْت عَظِيمٌ يغْفِلُ عَنْهُ الْكَثِيرُ مِمَّنْ يُبْكِّرُ لِلصَّلَاَةِ فَهُمْ
يَتَنَاوَلُونَ الْقِرَآنَ مُبَاشِرَة بَعْدَ أداء تَحِيَّةَ الْمَسْجِدِ وَيَنْسَوْنَ الدُّعَاءَ.

وَأَيْضًا مِنَ الْأَوْقَاتِ الْمُسْتَجَاب فِيهَا الدُّعَاء دُبُرَ الصَّلَوَاتِ؛ قَبْلَ التَّسْلِيمِ وَبعد
الْفَرَاغ مِنَ الصَّلَاَةِ وَآخر سَاعَة مَنْ يَوْمِ الْجُمُعَة وَثُلْثِيّ اللَّيْلِ الْأخَر.

أيها الأحبة؛ لا بد من مجاهدة النفس على المحافظة على هذه الصلوات
الخمس في اليوم والليلة في المسجد مع جماعة المسلمين كما أخبرنا جل
في علاه: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103]
فإذا تخلفت عن أداء أحد الصلوات في المسجد فأعقد العزم والنية أن لا
تضيع أي منها في اليوم التالي وإذا تكرر ذلك فجدد العزم وتذكر أن الله
سيعينك على ذلك قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ
لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]، فأبشر بالخير يا عبدالله من الخبير
الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

وأحذر كل الحذر من التسويف ومِنَ التهاون في أداء الصلاة في وقتها فقد
حذر سبحانه وتوعد المفرطين في الصلوات؛ حيث قال:
﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 4، 5]؛
ومعنى ويل في هذه الآية وادي في جهنم يسيل صديد أهل النار بعد تعذيبهم
فيها، وهو في أسفل جهنم والعياذ بالله، كما ذكر ابن جرير في تفسيره.

لذلك اطْلبِ الْإِعَانَةَ مِنَ اللهِ دَائِمًا وَأَبَدًا لَكَ وَلأبْنَائِك وَلَأَهَّل بَيْتكَ بِالْحِفَاظِ
عَلَى هَذِهِ الشَّعِيرَة الْعَظِيمَةِ الَّتِي إِذَا صَلَّحَتْ صَلَحَ سَائِرُ العملِ.

أسأل الله بمنه وكرمه أن يعيننا وإياكم على أداء الصلوات الخمس
في أوقاتها في المسجد مع جماعة المسلمين.



أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين