المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 5654


حور العين
10-19-2022, 09:45 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم

هذه مظاهر ولايته، وتلك آثار رحمته،
وهذا بعض خلقه!

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿ بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ﴾ [آل عمران: 150].

لما أخبر الله تعالى المؤمنين أن طاعتهم للكفار هي عين الخسران، وهو خبر
يتضمن النهي عن طاعتهم، والتي هي أعظم مظهر من مظاهر الموالاة،
فكان تقدير الكلام: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تتولوا الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾
[الممتحنة :13]،
فإنهم أحقر وأذل من أن يجلبوا لكم نفعًا، أو يدفعوا عنكم ضرًّا.

ولما تقرر ذلك في نفوسهم قَالَ تَعَالَى: ﴿ بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ ﴾، فهو الخالق الذي
تولاكم في ظهور الآباء، وأرحام الأمهات، فشق لكم السمع والأبصار،
وصوَّركم فأحسن صوركم، ﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ
وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ [التغابن: 3].

وهو الذي تولَّى رزقكم، فأطعمكم من جوع، وأغناكم من فضله
، ﴿ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الأنفال: 26]،
﴿ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ﴾ [الأنعام: 14].

وَهُوَ الْمُنْعِمُ المتفضلُ بكل خيرٍ، ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾ [النحل: 53].

وهو الذي علمكم من الجهالة وبصَّركم من العمى، ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 78].

﴿ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ﴾: يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ،
﴿ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ ﴾ [المؤمنون: 88].

هذه مظاهر ولايته، وتلك آثار رحمته، وهذا بعض خلقه،
﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾
[لقمان: 11].

﴿ فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ﴾
[يونس: 32].

فاتقوا الله، و﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ
قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 3].



أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين