المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 5656


حور العين
10-21-2022, 08:25 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم

شتان بين الفريقين

قال الله تعالى:
﴿ وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ
نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴾
[آل عمران: 145].

تأمَّل قول الله تعالى:
﴿ وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ﴾؛
لتعلم مدى غَبْنِ من كان يريد بعمله الدنيا، ولا يريد ثواب الآخرة،
ولا يسعى لمرضاة الله!

ولتعلم عِظَمَ أجر من كان يريد بعمله الآخرة، ويسعى لمرضاة الله تعالى!

فمن قصد بعمله الآخرة، أعطاه الله ثواب الآخرة، مع ما قسمه الله له من
الدنيا، ومن قصد بعمله الدنيا، أعطاه الله ثواب الدنيا، وليس له في الآخرة
حظٌّ ولا نصيب، وليس الأمر قاصرًا على الحرمان من الجنة فقط - على عِظَمِ
الخَطْب، وسوء الحال، وفداحة الغبن - بل حكم الله تعالى لمن هذا حاله بالنار
في آيات ثلاث لا رابع لها، إيذانًا بهلاكه، وقبح منقلبه، وسوء مصيره، وهي
آيات تقشعر من هولها الأبدان، وتشيب لها نواصي الوِلدان،
﴿ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق: 37].

قال الله تعالى:
﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا
لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا
فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 15، 16].

وقال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا
لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا
وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ﴾ [الإسراء: 18، 19].

وقال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ
حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ﴾ [الشورى: 20].

فشتان بين الفريقين، فذا مقرَّب وذا طريد! ويا لَلبونِ الشاسع بين الطائفتين!
﴿ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ﴾ [الشورى: 7].


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين