المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 5800


حور العين
03-12-2023, 09:15 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم

مشكلة عدم استشعار النعم..



لماذا يؤلمنا أي بلاءٍ حدّ الانكسار؟

لماذا نسقط بمجرّد أي فقد؟ أي تغيّر في المعتاد؟

مشكلتنا فعلاً ليست في وقت البلاء الصعب ذاته، ليست في لحظة هجمة الألم،

إنما في أوقاتنا المعتادة التي تمرّ ونحن لا نستشعر عظيم النعم التي تغمرنا

فيها، نتعامل معها على أنها العادي الطبيعي الذي لا نتخيّل حياتنا إلا به،

لا نستشعر عظيم نعمة أننا محاطون بأسرةٍ تحبنا وأطفال ننظر في عيونهم

البريئة وينظرون إلينا، لا نتفكّر في أن هذا كرمٌ عظيم من الله، لم نستحقّه ولم

نعمل لتحصيله ولا يمكننا أداء شكره، إنما هو شيءٌ منّ الله به علينا بمحض

فضله وكرمه و إلى أن يشاء، وهو بكلّ حالٍ متفضّل علينا، سواء بقيت

هذه النعمة ذاتها أم غابت، من البيت الذي يؤينا إلى الصحة التي نحن بها

أو البشر المحيطين أو الأشياء التي نمسك أو نستخدم، هذه ليست

حقوقنا ولا هي الطبيعي الذي لا تكون الحياة إلا به..



هي كرمٌ من الله، فضلٌ عظيم منه، هو متفضّلٌ علينا بكلّ ثانيةٍ نبصر بها وبكلّ

دقيقةٍ مازلنا نسمع فيها أو نلمس أو نعي، لا نملك هذه النعم التي لا نحصيها

ولا نضمن استمرارها، قد يزول شيءٌ منها في أي لحظة وقد تزول كلها، قد

يأخذها صاحبها المتكرّم علينا بها متى شاء وقد يبقيها، ولذلك طالما أننا

نتقلّب فيها نحمده، وإن فقدنا شيئاً منها نعلم أن هذا أمره وأن له ما أخذ

وما أعطى وهو متفضّلٌ في كل حال..

وههنا أذكر كلام أم سُلَيم رضي الله عنها بعدما توفّي صغيرها وأرادت إخبار

زوجها بالخبر فقالت: "يا أَبَا طَلْحَةَ أَرَأَيْتَ لو أنَّ قَوْمًا أَعَارُوا عَارِيَتَهُمْ أَهْلَ

بَيْتٍ، فَطَلَبُوا عَارِيَتَهُمْ، أَلَهُمْ أَنْ يَمْنَعُوهُمْ؟ قالَ: لَا، قالَتْ: فَاحْتَسِبِ ابْنَكَ"..



لذلك لنتدرب على استشعار النعم حال وجودها، استشعار أنها لله كما نحن،

سمعنا لله، بصرنا لله، يدنا لله، أبناؤنا لله، بيتنا لله، ذاكرتنا لله، مالنا لله..

وكرروها واحمدوا الله على كرمه بما له علينا..

الحمدلله.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين