المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إشراقة التفاؤل...في العام الجديد


هيفولا
11-19-2012, 08:53 AM
إشراقة التفاؤل...في العام الجديد


http://www.nawasreh.com/vb/imgcache/13514nawasreh.jpg (http://www.nawasreh.com/vb/imgcache/13514nawasreh.jpg)

فاطمة الخماس

مساحة بيضاء تلك التي أخط عليها أحرفي، وأنظم في سطورها كلماتي،
وأملؤها فرحاً وسروراً وعبادةً وإنجازاً ونجاحاً..
وربما خذلتني السطور وملئتها حزنا ومآسي وذنوباً وإخفاقاً.
وتمضي بي وبكم السطور كما تمضي بنا الدهور.
نخط على مساحة بياضها أحرفنا التي نترك بصماتها
ببريق من نور تفاؤلي، مع إشراقة عام جديد.

عام بدأت خطواته ترتسم في بدايته، يقول الإمام ابن رجب:
"هذه الشهور والأعوام والليالي والأيام، كلها مقادير للآجال،
ومواقيت للأعوام، وتنقضي سريعا ًونمضي جميعا ً".

وبين هذه الأعوام التي مضت والعام الجديد الذي شرع بآماله وأمانيه.
نقف وقفة تأمل، وقفة ننظر معها بعين المستبصر إلى حاضرنا،
ونعيد تجديد أوراقنا الباهتة. ونملء سطورها المتبقية بأمنيات قلبية ومواقيت عبودية.
وانشراح نفس تتطلع إلى خير الزاد وخير العمل
(فإن خير الزاد التقوى)
البقرة197

ومع عامنا الجديد الذي نستبشر فيه بالخير،
نعقد العزم والنية، على بناءه بالإشراقات الربانية، وهي العبادات والمعاملات،
والاستزادة بالباقيات الصالحات. والرؤية المنطقية للحاضر القادم.
بروح تفاؤلية. وقوة نفس تتسامى معها الأماني والآمال المستقبلية
على مبادئ خيرية وحكمة عقل، وحنكة، جاعلين من هذا العام.
عام للإنجازات والنجاحات في كافة المجالات.

وكلما أشرقت نفس الإنسان بالتفاؤل ازداد حبه للخير،
وارتسمت في خطاه معالم الخير.

وليس المقصود بالتفاؤل، الركون للحياة الدنيا ووهن العزيمة،
والانشغال بصغائر الأمور،
ولكنه أي التفاؤل نظرة إيجابية نتطلع منها برضا وقناعة ذاتيه.
ثم التوكل على الله، وحسن الظن به..
فإن حسن الظن بالله من التفاؤل..
و نور يضيء في دروب المؤمن الذي لا يأمل من الله إلا كل خير.


والتفاؤل سر عظيم تتولد معه الأفكار الإيجابية..
ومشاعر الرضا عن الذات، وهو طاقة استثمارية داخل النفس البشرية .
يحرضها على الإبداع والنجاح. ويحدد لها المسار، وذلك بحسن الظن بالله.
وتوظيف القدرات والإبداع بما ينفعها في الحياة الدنيوية
التي تقودها بإذن الله إلى جنة أبدية لا يعجزها في طلبها
صوت المثبطين ولا تقاعس المحبطين.


وحين تكتسي النفس بالتفاؤل فإنها تمتلىء خيراً. ولا ترى إلا خيراً .
كدأب نفوس الصالحين والتابعين. وسمات صفاتهم التي تربت على الفأل الحسن
(إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
الأنفال70 ....

وهذا ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتفاؤله بالنصر والتمكين.
وهو الذي يبشر أصحابه بالفتح ونصرة الحق، وهم في أحلك الظروف وأصعبها..
ومن ذلك ما حصل له ولصاحبه أبي بكر رضي الله عنه وهما في طريق الهجرة..
وقد طاردهما سراقة، فيقول صلى الله عليه وسلم مخاطباً صاحبه
وهو في حال ملؤها التفاؤل والثقة بالله (لا تحزن إن الله معنا)
..فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتطمت فرسه.
أي غاصت قوائمها في الأرض.متفق عليه.

وإذا أغلقت أمامك الأبواب وحاصرتك أقفالها.. وكبلتك قيودها؛
فانتظر من يفتحها ولو بعد حين.
وانظر حولك وتأمل في الحياة وفي الكون وزرقة سمائه،
وانبلاج نوره. وفي امتداد ربيعه الأخضر..وغيمات شتائه.

وكلما ارتفعت النفس في سمو تفاؤلها. ارتسمت خطاها على جادة الصواب.
وامتلأت مساحات بياضها الكوني خيرا وعطاءً.
والناهضون بعزم الإيمان،
هم أسعد الناس وأقدرهم على صنع التفاؤل.

(*(*ومضات)*)*
(*- إذا أبصرت نوراً في آخر النفق فإن هذا النور ..هو نور التفاؤل
- لويل.

(*- التفاؤل نوع من السعادة يمنحك هدوء الأعصاب في أحرج الأوقات
– بورمان.






هيفولا
:o