حور العين
03-20-2023, 10:06 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
درس اليوم
حال المؤمن في الدنيا
إذا لم تكن الدنيا للمؤمن دارَ إقامة ولا وطنًا؛ فينبغي للمؤمن أن يكون حاله
فيها على أحد حالين : إما أن يكون كأنه غريب مقيم في بلد غربة، همه
التزود للرجوع إلى وطنه. أو يكون كأنه مسافر غير مقيم ألبتة، بل هو ليله
ونهاره يسير إلى بلد الإقامة؛ فلهذا وصى النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنَ
عمر أن يكون في الدنيا عبى أحد هذين الحالين:
فأحدهما: أن ينزل المؤمن نفسه كأنه غريب في الدنيا يتخيل الإقامة، لكن
في بلد غربة، فهو غير متعلق القلب ببلد الغربة، بل قلبه متعلق بوطنه الذي
يرجع إليه. قال الحسن: "المؤمن في الدنيا كالغريب؛ لأنه لما خُلق آدم،
أُسكن هو وزوجته الجنة، ثم أُهبطا منها، ووُعدا الرجوع إليها، وصالح
ذريتهما، فالمؤمن أبدًا يحن إلى وطنه الأول:
فَحَيَّ عَلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ فَإِنَّهَا مَنَازِلُكَ الأُولَى وَفِيهَا الْمُخَيَّمُ
وَلَكِنَّنَا سَبْيُ الْعَدُوِّ فَهَلْ تُرَى نَعُودُ إِلَى أَوْطَانِنَا وَنُسَلَّمُ
وَقَدْ زَعَمُوا أَنَّ الْغَرِيبَ إِذَا نَأَى وَشَطَّتْ بِهِ أَوْطَانُهُ فَهْوَ مُغْرَمُ
وَأَيُّ اغْتِرَابٍ فَوْقَ غُرْبَتِهَا التِّي لَهَا أَضْحَتِ الْأَعْدَاءُ فِينَا تَحَكَّمُ
كان عطاء السلمي يقول في دعائه:
"اللهم ارحم في الدنيا غربتي، وارحم في القبر وحشتي،
وارحم موقفي غدًا بين يديك".
وما أحسن قولَ يحيى بن معاذ الرازي: "الدنيا خمر الشيطان،
مَن سكر منها لم يفق إلا في عسكر الموتى، نادمًا مع الخاسرين".
الحال الثاني: أن ينزل المؤمن نفسه في الدنيا كأنه مسافر غير مقيم ألبتة،
وإنما هو سائر في قَطْع منازل السفر؛ حتى ينتهي به السفر إلى آخره، وهو
الموت. ومن كانت هذه حاله في الدنيا، فهِمَّته تحصيل الزاد للسفر، وليس له
همة في الاستكثار من متاع الدنيا، ولهذا أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم
- جماعةً من أصحابه أن يكون بلاغهم من الدنيا كزاد الراكب.
قيل لمحمد بن واسع: كيف أصبحت؟ قال:
ما ظنك برجل يرتحل كل يوم، ورحله إلى الآخرة؟!
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
درس اليوم
حال المؤمن في الدنيا
إذا لم تكن الدنيا للمؤمن دارَ إقامة ولا وطنًا؛ فينبغي للمؤمن أن يكون حاله
فيها على أحد حالين : إما أن يكون كأنه غريب مقيم في بلد غربة، همه
التزود للرجوع إلى وطنه. أو يكون كأنه مسافر غير مقيم ألبتة، بل هو ليله
ونهاره يسير إلى بلد الإقامة؛ فلهذا وصى النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنَ
عمر أن يكون في الدنيا عبى أحد هذين الحالين:
فأحدهما: أن ينزل المؤمن نفسه كأنه غريب في الدنيا يتخيل الإقامة، لكن
في بلد غربة، فهو غير متعلق القلب ببلد الغربة، بل قلبه متعلق بوطنه الذي
يرجع إليه. قال الحسن: "المؤمن في الدنيا كالغريب؛ لأنه لما خُلق آدم،
أُسكن هو وزوجته الجنة، ثم أُهبطا منها، ووُعدا الرجوع إليها، وصالح
ذريتهما، فالمؤمن أبدًا يحن إلى وطنه الأول:
فَحَيَّ عَلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ فَإِنَّهَا مَنَازِلُكَ الأُولَى وَفِيهَا الْمُخَيَّمُ
وَلَكِنَّنَا سَبْيُ الْعَدُوِّ فَهَلْ تُرَى نَعُودُ إِلَى أَوْطَانِنَا وَنُسَلَّمُ
وَقَدْ زَعَمُوا أَنَّ الْغَرِيبَ إِذَا نَأَى وَشَطَّتْ بِهِ أَوْطَانُهُ فَهْوَ مُغْرَمُ
وَأَيُّ اغْتِرَابٍ فَوْقَ غُرْبَتِهَا التِّي لَهَا أَضْحَتِ الْأَعْدَاءُ فِينَا تَحَكَّمُ
كان عطاء السلمي يقول في دعائه:
"اللهم ارحم في الدنيا غربتي، وارحم في القبر وحشتي،
وارحم موقفي غدًا بين يديك".
وما أحسن قولَ يحيى بن معاذ الرازي: "الدنيا خمر الشيطان،
مَن سكر منها لم يفق إلا في عسكر الموتى، نادمًا مع الخاسرين".
الحال الثاني: أن ينزل المؤمن نفسه في الدنيا كأنه مسافر غير مقيم ألبتة،
وإنما هو سائر في قَطْع منازل السفر؛ حتى ينتهي به السفر إلى آخره، وهو
الموت. ومن كانت هذه حاله في الدنيا، فهِمَّته تحصيل الزاد للسفر، وليس له
همة في الاستكثار من متاع الدنيا، ولهذا أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم
- جماعةً من أصحابه أن يكون بلاغهم من الدنيا كزاد الراكب.
قيل لمحمد بن واسع: كيف أصبحت؟ قال:
ما ظنك برجل يرتحل كل يوم، ورحله إلى الآخرة؟!
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين