المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 5818


حور العين
03-31-2023, 07:03 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم

كيف ينظر أطفالنا إلى رمضان ؟!

الواقع أن الأطفال يتفاوتون في نظرتهم لرمضان وما يحمله من معان
في حياتهم وآخرتهم ، بحسب ما ينالونه من ( التعبئة ) قبل رمضان وأثناءه
، وما كان عوَّدهم عليه أهلوهم ، وبقدر ما عليه الآباء والأمهات

من الثقافة والاهتمامات .

فثمةَ من الأطفال من يعتبر رمضان موسم ( تسمين ) واكتناز ( خبرات )
في أنواع المأكولات ، وخاصةً إذا شاهد أن جلب المواد الغذائية إلى البيت
في رمضان يفوق أيَّ شهرٍ آخر ، في أنواعها وكمياتها وغير ذلك .

وبات رمضان عند أطفال آخرين ذا مدلول مرتبط بما يُعرض عبر الشاشة
من أفلام الأطفال (المدبلجة ) أو ( المسلسلات ) التي يقوم عليها من تأزهم
أنفسهم الآمرة بالسوء إلى أن يخصُّوا بها الشهر الفضيل .

وعند آخرين أنه تحول في مواعيد النوم ليكون الليل نهاراً والنهار ليلاً ،
تبعاً لما يعيشه أهل البيت ، إلى آخر ما هنالك من القائمة .

وثمة أطفال ينظرون لرمضان على أنه فرصةٌ لتدريب النفس على المشاق ،
واختبارُ مدى صبرها ، لِيُثْبِتُوا في نهاية كل يوم أنهم يَدْرُجُون في مراقي
الفتوة والقوة والعزة ، ليصبحوا في مصاف الرجال الذين يُعتمد عليهم ،

وليقرروا أنهم على استعداد لحمل أمانة التكاليف الشرعية بكل قوة .

وقد نال هذا الصنف حظَّه وافراً من صلاة التراويح
ومن قراءة القرآن وإتمامه مرةً وأكثر .

والفرق بين الفريقين :

هو ما قام في نفوس ذويهم من هَمِّ التربية والتوجيه ، أو التساهل بذلك .

وهذا الذي كان سلفنا الصالح يدركونه ، وكانوا تعظم عنايتهم به
في تربية أطفالهم ، ألا وهو: التوجيه العملي والتدريب المتدرج .

وهذا ما أخبرت عنه الرُّبَيِّعُ بنتُ مُعَوذ ـ رضي الله عنها ـ من أنَّ الصحابة
كانوا يصومون ـ تعني عاشوراء ـ ويصوِّمون صبيانهم الصغار ، وأنهم
كانوا يجعلون للأطفال اللُّعبة من العِهْن (الصوف ) فإذا بكى أحدُهم على
الطعام أعطوه إياه عند الإفطار . رواه البخاري ومسلم .

وفي لفظ عند مسلم عن خالد بن ذكوان قال : سألتُ الرُّبِيِّعَ بنت معوذ
عن صوم عاشوراء ، قالت : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رُسُلَهُ
في قرى الأنصار … الحديث وفيه أنها قالت : ونصنع لهم اللعبة من العِهْن

فنذهب به معنا ، فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة

تلهيهم حتى يتموا صومهم .

قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ : وفي هذا الحديث : تمرين الصبيان
على الطاعات ، وتعويدهم العبادات ، ولكنهم ليسوا مكلَّفين.

نسأل الله تعالى أن يَهَبَ لنا من لَدُنه رحمةَ ، إنه هو الوهاب ،

وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين