المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 5814


حور العين
05-01-2023, 07:35 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم

ماذا بعد رمضان؟ (2)


أخشى أن تتحقَّق العودة إلى الخلف، المصاحف تشكو إلى الله هجرها،
والمساجد تشكو إلى الله قِلَّة عُمَّارها، والبيوت تشكو إلى الله خرابها،
والأرحام تشكو الله قطعها، والشوارع تشكو إلى الله فِسْقَها، والعبادات
تشكو إلى الله إهمالها!

عباد الله، قيل لبِشْر الحافي: إنَّ قومًا يتعبَّدون في رمضان ويجتهدون، فإذا
انسلخ رمضان تركوا، قال: "بئس القوم، لا يعرفون الله إلا في رمضان"،
وقال الحسن البصري: "لا يكون لعمل المؤمن أجل، دون الموت، ثم قرأ:
﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾
[الحجر: 99].

هل ينتهي رمضان، فتنتهي معه الخشية والإنابة لربِّ رمضان؟! "من كان
يعبد رمضان فإن رمضان قد انتهى، ومن كان يعبد الله فإنَّ الله حيٌّ لايموت".

عِزَّة الإسلام، إيُّها المسلمون، إسلامنا عِزُّنا، إسلامنا فخرنا، إسلامُنا يحمينا
من الشَّطَط، ويحفظنا من التيه، إسلامنا يرشدنا إلى الحق، ويدفعنا إلى
الجادة، يُهيِّئ لأتباعه دوحات غنَّاء، ونفحات بيضاء، ومحطَّات برحاء،
تُقرِّبنا من ربِّ الأرض والسماء، هذا ديننا.

ما نلبث أن نمُرَّ من محطة إلا جئنا للأخرى، وما ننتهي من طاعة إلا دخلنا
في التالية، وما نُعظِّم شعيرةً إلا أظلَّتْنا التي بعدها! إنه ديننا

﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾
[الحج: 32],

من الإسراء والمعراج في رجب، إلى تحويل القبلة في شعبان، إلى ليلة القدر
في رمضان، إلى عيد الفطر بعد رمضان، إلى موسم الحج والطواف بالبيت
العتيق، إلى عيد الأضحى المبارك، مرورًا بالصلوات والزكوات! والدعوات
والقُرُبات! إنه ديننا العظيم وإسلامنا الحنيف!

﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ
فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾
[آل عمران: 19].


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين