المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح و تفسير أسماء الله الحسنى33


vip_vip
06-14-2010, 10:11 AM
شرح و تفسير أسماء الله الحسنى
==========================
الحلقة الثالثة و الثلاثـــون
منتهى سعادتى عندما اجد من يعترض او يرسل نقد بناء
بتصحيح مفهوم او معنى يكون فى مصلحة الاخوه


الحمد لله المتفرد بكبريائه وعظمته ، المتوحد بتعاليه وصمديته ،
الذى قص اجنحة العقول دون حمى عزته ، و لم يجعل السبيل الى معرفته الا بالعجز عن معرفته
و قصر السنة الفصحاء ،عن الثناء على جمال حضرته ،
الا بما اثنى به على نفسه و احصى من اسمه وصفته
و الصلاة و السلام على محمد خير خليقته ، و على اله و اصحابه و عترته

سؤال الحلقة و المعرفة

نستكمل العبوديه فى الاسلام
للامام احمد بن تيميه ... يرحمه الله تعالى
فى نهاية الحلقة أدناه
********************
الحلقه رقم 33 من أسماء الله الحسنى
اسم الله الاعظم
الكريم = الرقيب

الكريم
هو الذى اذا قدر عفا ، و اذا وعد وفا ، و اذا اعطى زاد على منتهى الرجا
و لايبالى كم اعطى و لمن اعطى
و ان وقعت حاجة الى غيره لايرضى و اذا جفى عاتب و ما استقصى
و لايضيع من لاذ به و التجأ و يغنيه عن الوسائل و الشفعاء ،
فمن اجتمع له جميع ذلك لا بالتكليف فهو الكريم المطلق
و ذلك هو

سبحانه و تعالى فقط
و قد سمى الله جل جلاله نفسه الكريم ، ليشعر عباده بانه ارحم بهم من انفسهم على انفسهم
فهو ربهم ، و الرب من شانه ان يكون كريما على من يربيه و يصطفيه لعبادته
و هذا الاسم المقدس جامع لمعانى البر كلها فى اسمى صورها و ارقى معانيها ،
و محيط بنواصى العظمة جميعها
بهذا وصف نفسه فى اول ايات انزلها على خير خلقه محمد عليه الصلاة و السلام
فقال جل شأنه
اقرأباسم ربك الذى خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم
الذى علم بالقلم علم الانسان مالم يعلم
صدق الله العظيم
و الاكرم هو صاحب الكرم المطلق ليس لاحد من خلقه فيه شئ ،
فالخير كله منه و اليه و الشر ليس منه و لا هو راجع اليه
و مالك الملك من شانه ان يكون كريما بلا حدود على كل موجود ،
لانه مستغن بذاته عن جميع مخلوقاته
و الانسان اذا خلا بنفسه و حكم عقله و سبح به فى الوجود سبحات ،
وعاد بعد هذه السبحات الى نفسه
يعدد عليها ما اولاها مولاها من النعم ، ادرك انه محاط بعنايته عز و جل مغمور بكرمه الواسع
فلا يسعه الا ان يشكر له حسن صنيعه به ، وعظيم مننه عليه
وعندئذ يتلاشى عن نفسه الشعور بنقصان النعم عنده ،
و الاحساس بالحرمان مما يراه عند غيره
فلا يسعه الا الرضا بقضائه و قدره ، و الايمان الكامل بعدله فى حكمه و قسمته
و العلم بان النعم مقسومة بنسبة متساوية بين العباد جميعا
فما من مرفوع فى شئ الا و هو مخفوض فى شئ اخر
فهذا لديه علم غزير ، و ذاك لديه مال كثير الى اخر ما هنالك من وجوه العطاء و الحرمان
و تلك سنة الله فى خلقه قد بينها فى محكم اياته
بسم الله الرحمن الرحيم
نحن قسمنا بينهم معيشتهم فى الحياه الدنيا
ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات
ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون
الزخرف32
فالرفع و الخفض قائمان على الحكمة و العدل المطلق
اذ لولا تفاوت الناس فى النعم ما أستطاع احد ان يسخر أحداً لخدمته
فلابد من ان يكون لهذا من القدرات المادية و المعنوية ما ليس بذلك
و الكرم يقضى بذلك ايضا ، فان الكريم من شانه ان يدبر شئون عباده تدبيرا تاماً
ليتحقق لهم من وراء هذا التدبير المحكم ما يحتاجون اليه من شئون الدين و الدنيا
و من شأن المدبر الحكيم ان يضع الامور فى موضعها بفضله و كرمه
فيعطى كل امرئ ماينفعه ، و يمنعه مما يضره ، و هو اعلم به من نفسه
و الانسان لجهله يطلب من الله احيانا ما يضره و ما لا ينفعه
فلو استجاب الله له لهلك ، فكان من كرمه وجوده ان يجود عليه بما فيه صلاح امره
فى دنياه و اخرته اذا كان هذا الانسان اهلا لذلك
و قال الله تعالى
ويدع الانسان بالشر دعاؤه بالخير وكان الانسان عجولا
الاسراء11
صدق الله العظيم
و من مظاهر كرم الله التى قد تخفى على كثير من اهل العلم و المعرفة
انه جل شانه قد انس عباده بأظهاره التقرب منهم و التودد اليهم
و اضافتهم اليه والتعبير بالضمائر المفردة ،
و غير ذلك مما يشمله الاسلوب من اللطائف البيانيه التى يدركها من فتح الله عليه فيها
فتوح العارفين به و السائرين اليه فى منازل الحب و القرب
فمن كرمه انه فتح لنا ابواب الاجابة فى اى وقت ،
و رغبنا فى الضراعة اليه فى جميع الاحوال و وعدنا بالاجابة
اما فيما طلبناه ان كان فيه خير لنا ، و اما بخير مما طلبناه لحكمة يعلمها
و اما بادخار ذلك فى يوم نكون احوج اليه فيه إلى رفع درجاتنا فى الجنة
و لو علم العبد الغيب لما أختار الا ما أختار الله له
و من مظاهر كرمه انه يجزل لعباده الثواب على الاعمال الصالحة
مع انهم لو عبدوه الدهر كله ما أوفوه حقه و ما قاموا بواجب العبودية نحوه
اليس هذا من أعظم مظاهر الكرم و البر
بلى فهو البر التواب الرحيم
الذى عظمت الاءه و توالت نعمائه بلا انقطاع
فكان منها ماعرفناه و ماسنعرفه بعد فى حياتنا
و مالم نعرفه ابدا لقصور عقولنا
و النعم الباطنة اكثر بكثير من النعم الظاهرة
و جميع النعم الدنيوية و الاخروية قد جمعها الله لنا فى الايمان به ربا و بالاسلام دينا
و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا و رسولا
فليس فى الوجود نعمة اجمع لخيرى الدنيا و الاخرة منها
و اعلم ان نعم الدنيا محصورة فى نعمتين .......... هما الامن و الرخاء
و الامن يتبع الايمان ، و الرخاء يجئ مع الامن
فلا امان لمن لا ايمان له و لو امن الناس جميعا لعمهم الرخاء حتى يملوه ،
و لكن شاءت حكمته ان يكون فى الناس
مؤمن و كافر...........................ليقضى امرا كان مفعولا


و الرقيب
هو العليم الحفيظ ، فمن راعى الشئ حتى لم يغفل عنه ،
و لاحظه ملاحظة لازمة دائمة لزوما لو عرف الممنوع عنه لما اقدم عليه ،
سمى رقيبا ، و كانه يرجع الى العلم و الحفظ
و لكن باعتبار كونه لازما دائما و بالاضافة الى ممنوع عنه محروس عن التنازل
و وصف المراقبة للعبد انما يحمد اذا كانت مراقبته لربه و قلبه
و ذلك بان يعلم بان الله رقيبه و شاهده فى كل شئ و يعلم ان نفسه عدو له،
و ان الشيطان عدو له و انهما ينتهزان منه الفرص حتى يحملانه على الغفلة والمخالفة ،
فياخذ منهما حذره بان يلاحظ مكانهما و تلبيسهما و مواضع انبعاثهما
حتى يسد عليهما المنافذ و المجارى فهذه مراقبته
و قيل ايضا ان الرقيب هو الذى لايغفل عن شئ فى ملكه ،
و لايغيب شئ عن علمه و سمعه و بصره ، و لايعجزه احصاء انفاس خلقه ،
و لايفوته تقدير مالهم و ماعليهم
فى دنياهم و اخرتهم
و هو المطلع على الضمائر و الشاهد على السرائر
و هو الذى يسبق علمه جميع المحدثات ، و تتقدم رؤيته جميع المكونات
فهو الله الذى لا آله سواه ، الحى الدائم على شئون خلقه بالتقدير و التدبير
لا تقهره سنة عن ادراك مافى الوجود من مكونات اسراره
و لا يعتريه نوم يعوقه عن مراقبة افعال عباده
و معاينة مافى ضمائرهم من اسرار اودعها فيهم
و اذا عرف المؤمن ان الله رقيب عليه ، لا تخفى عن علمه شاردة و لاواردة من امره
وجب عليه ان يراقبه فى جميع احواله و افعاله الظاهرة و الباطنة ،
و يشغل نفسه باصلاحها
و تقويمها و تزكيتها و الترقى بها فى درجات الحب
و مراتب القرب فى ساحة خالقه و مولاه
حتى يصل الى اعلى مراتب الايمان ، و هى مرتبة الاحسان
و الاحسان هو كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم
ان تعبد الله كانك تراه ، فان لم تكن تراه فانه يراك
اى فان لم تكن تراه على الحقيقة ، فانه يراك على الحقيقة ، ويعلم سرك و نجواك
فاخلص اليه العمل ماستطعت ،
فان الله طيب لا يقبل من الاعمال الا ما كان طيباً و خالصا لوجهه الكريم
و مراقبة الله فى السر و العلانية هى عماد التوحيد و جوهره الصافى و معدنه النقى
فاذا ما احسن العبد مراقبة الرب تبارك و تعالى ، فقد استوجب معية الله له
و اذا علم المسلم علما بلغ حد اليقين ان الله يعلم خائنة الاعين و ماتخفى الصدور
و استحضر ذلك فى قلبه عند الاقدام على معصية الله ....... لم يعصه
روى ان سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه
مر بعبد من العبيد يرعى غنما ، فاشار الى احدى الشياه و قال
بعنى هذه الشاة يا غلام
فقال الغلام
انها ليست لى
فقال عمر
قل لصاحبها ان الذئب اكل واحدة منها
فقال الغلام
فأين الله
فاعجب به عمر و اشترى هذا الغلام و اعتقه و اشترى الغنم و وهبها له
وبعد ذلك كان عمر يردد فى كثير من الاحيان قوله...........فاين الله
و يروى ان شيخا جليلا
كان يحب تلميذا من تلاميذه اكثر من حبه لبقيتهم فحسده بعضهم
فاراد ان يريهم فضله عليهم و السبب الذى من اجله احبه حبا متميزا عن حبه لهم
فاعطى كل واحد منهم طائرا و قال له
اذهب به فاذبحه فى مكان لايراك فيه احد
فذهب كل منهم بطائره فذبحه
و جاء هذا التلميذ بطائره حيا
فساله الشيخ امامهم
لم لم تذبحه يابنى كما امرتك
فقال
انى كلما هممت ان اذبحه فى مكان لايرانى فيه احد
وجدت الله يرانى
فعرف التلاميذ لماذا كان الشيخ يحبه و يقربه منه فى مجلسه
و يخصه بمزيد من حفاوته و تقديره
ان من راقب الله عز و جل امكنه ان يحاسب نفسه اولا باول
فتسره حسنته و تسوؤه سيئته ، فيشكر ربه على نعمة التوفيق الى فعل الحسنات
و يستغفره من اقتراف السيئات ، و لم يحدث نفسه بارتكاب المزيد منها
فهؤلاء المتقون يراقبون ربهم فى السر و العلانية ، و يخشونه حق خشيته بقدر طاقتهم
و يتقونه حيثما كانوا ، و يدعونه رغبا و رهبا ،
و يتهمون انفسهم بالتقصير فى حقه جل شانه دائما
لاسيما اذا وسوس لهم الشيطان بانهم قد وفوا بما عاهدوا الله عليه
فهم فى حذر دائم من عذاب الله تعالى و طمع دائم فى عظيم فضله و واسع رحمته
ربنا لاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا
وهب لنا من لدنك رحمه انك انت الوهاب
صدق الله العظيم
اخى المسلم نكتفى بهذا القدر و ذلك منعا من التطويل
و صلى الله على سيدنا محمد و على اله و صحبه اجمعين


الدعـــــــاء
الهى اطلقت الالسن بذكرك
و قيدت النعم بشكرك
و شرحت الصدور لامرك
و سارت ركائب الامال فى بر برك
و سرحت افهام ذوى القرب فى مسرح سرك
بسرك طارت نحوك القلوب من اوكارها
و تخلصت اليك النفوس من قيودها
و علقت بك ايدى الطالبين بالانطباق
و فى سجن الطبع عبد لا يطيق الافاق
و قيد الحس مثقل لكل مسجون
و انت المطلق لكل قيد
و الممد لكل ايد
الهى
الهى امطر على من سحائب لطفك الخفى
ما يطهرنى من رجس الطبع
و يحفظ على اداب الشرع
و افض على شابيب رحمتك التى وسعت كل خطاء و كشف كل غطاء
وهبنى استعدادا كاملا لقبول فيضك الاقدس
حتى اقابل كل رقيقة فى حضرة الاسم اللائق بها
و اعصمنى فى الاخذ و الالقاء
و اكنفنى بغواش البهاء
مصحوبا فى ذلك بسر تنقاد اليه النفوس انقياد محبة تصحبها رغبة
و اجعل لى فرقانا اميز به بين الحق و الباطل ، والجابر و العادل
و قدسنى عن العلائق تقديسا ينزهنى عن رجس النفس
و يطلقنى من حبس الحس حتى لا أرِد الا مورد رضى
و لا اقف لديك الا موقف زلفى
يامن بيده فرح المقربين
اغننى بكوثر عنايتك طهور المخُبتين

و صلى اللهم على سيدنا محمد حبيب القلوب و على آله و صحبه و سلم

صيغه من صيغ الصلاة على رسول الله

ان انت لازمت الصلاة على الذى صـلى عليه الله فى الآيات
و جـعلتها وردا عليك مـؤكدا لاحــت عليك دلائل الخــيرات

و أسألك اللهم بالاسماء التى دعاك بها ادم عليه السلام
و بالاسماء التى دعاك بها نوح عليه السلام
و بالاسماء التى دعاك بها هود عليه السلام
و بالاسماء التى دعاك بها ابراهيم عليه السلام
و بالاسماء التى دعاك بها صالح عليه السلام
و بالاسماء التى دعاك بها يونس عليه السلام
و بالاسماء التى دعاك بها ايوب عليه السلام
و بالاسماء التى دعاك بها يعقوب عليه السلام
و بالاسماء التى دعاك بها يوسف عليه السلام
و بالاسماء التى دعاك بها موسى عليه السلام
و بالاسماء التى دعاك بها هارون عليه السلام
و بالاسماء التى دعاك بها شعيب عليه السلام
و بالاسماء التى دعاك بها اسماعيل عليه السلام
و بالاسماء التى دعاك بها داوود عليه السلام
و بالاسماء التى دعاك بها سليمان عليه السلام
و بالاسماء التى دعاك بها زكريا عليه السلام
و بالاسماء التى دعاك بها يحيى عليه السلام
و بالاسماء التى دعاك بها شعيبا عليه السلام
و بالاسماء التى دعاك بها الياس عليه السلام
و بالاسماء التى دعاك بها اليسع عليه السلام
و بالاسماء التى دعاك بها ذو الكفل عليه السلام
و بالاسماء التى دعاك بها يوشع عليه السلام
و بالاسماء التى دعاك بها عيسى ابن مريم عليه السلام
و بالاسماء التى دعاك بها سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم
و على جميع النبيين و المرسلين
ان تصلى على محمد نبيك عدد ما خلقت من قبل ان تكون السماء مبنية
و الارض مدحية و الجبال مرساة و البحار مجراة و العيون منفجرة
و الارض منهمرة و الشمس مضحية و القمر مضيئا و الكواكب مستنيرة
كنت حيث كنت
لايعلم احد حيث كنت الا انت وحدك لا شريك لك
اللهم صلِّ على محمد عدد حلمك
و صلِّ على محمد عدد علمك
و صلِّ على محمد عدد كلماتك
و صلِّ على محمد عدد نعمتك
و صلِّ على محمد ملء سمواتك
و صلِّ على محمد ملء ارضك
و صلِّ على محمد ملء عرشك
اللهم صلِّ و سلم و بارك على محمد و على آل محمد
فى كل لمحة و نفس بعدد كل معلوم لك
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f92297%5fAO8Nw0MAAEdhTBV4IAbEtTzR2 gs&pid=12&fid=Inbox&inline=1
اجابة الســــؤال و المعرفـــة
اخى المسلم
ان الرجل اذا تعلق قلبه بالمرأة و لو كانت مباحة له يبقى قلبه اسيراً لها تحكم فيه
و تتصرف بما تريد و هو فى الظاهر سيدها لانه زوجها
و فى الحقيقة هو اسيرها و مملوكها ،
لا سيما اذا درت بفقره اليها و عشقه لها و انه لايعتاض عنها بغيرها
فانها تحكم فيه حينئذ حكم السيد القاهر الظالم فى عبده المقهور
الذى لايستطيع الخلاص منه بل اعظم قان اسر القلب اعظم من اسر البدن
واستعباد القلب اعظم من استعباد البدن
فان من استعبد بدنه استرق و أُسِر لايبالى اذا كان قلبه مستريحا من ذلك مطمئنا
بل يمكنه الاحتيال فى الخلاص
و اما اذا كان القلب الذى هو الملك رقيقا مستعبدا متيما لغير الله فهذا هو الذل
و الاسر المحض و العبودية لما استعبد القلب
وعبودية القلب و اسره هى التى يترتب عليها الثواب و العقاب
فان المسلم لو أسره كافر او استرقه فاجر بغير حق لم يضره ذلك
اذا كان قائما بما يقدر عليه من الواجبات
و من أستعبد بحق اذا أدى حق الله و حق مواليه له أجران
ولو أكره على التكلم بالكفر فتكلم به و قلبه مطمئن بالإيمان لم يضره ذلك
و أما من أستعبد قلبه فصار عبدا لغير الله فهذا يضره ذلك و لو كان فى الظاهر ملك الناس
فالحرية حرية القلب و العبودية عبودية القلب كما ان الغنى غنى القلب
قال النبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
ليس الغنى عن كثرة العرض و انما الغنى غنى النفس
و هذا لعمرى اذا كان قد استعبد قلبه صورة مباحة
فاما من أستعبد قلبه صوره محرمة إمرأة أو صبى فهذا هو العذاب الذى لا ثواب فيه
و هؤلاء من أقل الناس ثوابا و أعظمهم عذابا
فان العاشق لصورة اذا بقى متعلقا بها متعبدا لها أجتمع له من أنواع الشر و الفساد
ما لا يحصيه الا رب العباد
و لو سلم من فعل الفاحشه الكبرى فدوام تعلق القلب بها بلا فعل الفاحشة
اشد ضررا عليه ممن فعل ذنبا ثم يتوب منه و يزول اثره من قلبه
و هؤلاء يشبهون بالسكارى و المجانين
و قيل شعراً
سكران سكر هوى و سكر مدامة و متى افاقة من به سكران
و قيل ايضا
قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم العشق أعظم مما بالمجانين
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه و إنما يصرع المجنون فى حين
و من أعظم هذا البلاء إعراض القلب عن الله
فان القلب اذا ذاق طعم عبادة الله و الاخلاص له لم يكن شئ قط عنده احلى
من ذلك و لا أطيب و لا ألذ
و الأنسان لايترك محبوبا الا بمحبوب أخر يكون أحب اليه منه أو خوفا من مكروه
فالحب الفاسد إنما ينصرف القلب عنه بالحب الصالح أو بالخوف من الضرر
قال تعالى فى حق سيدنا يوسف عليه السلام
كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء،انه من عبادنا المخلصين
يوسف24
فأن الله يصرف عن عبده ما يسوؤه من الميل الى الصورة و التعلق بها
و يصرف عنه الفحشاء باخلاصه لله
و لهذا يكون قبل ان يذوق حلاوة العبودية لله و الاخلاص بغلبه نفسه على اتباع هواها
فاذا ذاق طعم الاخلاص و قوى فى قلبه انقهر له هواه بلا علاج
اخى المسلم
نستكمل حلاوة التعبير و الالفاظ النقية لشيخ الاسلام
أحمد بن تيميه == يرحمه الله = العبودية فى الاسلام
فى الحلقة القادمة اذا كان فى العمر بقية


أسألك ياربى ان ترحمنى و تغفر لى تقصيرى فهذه قدرتى التى خلقتنى عليها

و فى النهايه اذكركم و نفسى
عن المرء لاتسال و سل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدى
فان كان ذا شر فجانبه سرعة و أن كان ذا خير فقارنه تهتدى

و الله أعلى و أعلم و أجــــل
اسأل الله رب العرش العظيم ان نكون جميعا فى جنة الفردوس
مع امة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم

و أنتظرونا يوم الخميس المقبل إن شاء الله
كما أسأل الله ان يمد لى فى عمرى و يوفقنى لكتابتها

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


اخيكم الفقير الى رحمة الله و غفرانه
هشام عباس