المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم( 03 – 20 )


حور العين
06-11-2023, 08:39 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم

فضل سقاية الحجاج والهدي يوم النحر

• أخرج البخاري من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال:

اِن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء الى السقاية، فاستسقى، فقال

العباسُ: يا فضلُ، أذهب إلى أمك، فائت رسول الله صلى الله عليه وسلم

بشراب من عندها، فقال: "اسقني"، قال: يا رسول الله، إنهم يجعلون أيديهم

فيه، قال: "اسقني"، فشرب منهم، ثم أتى زمزمَ، وهم يستقون ويعملون

فيها، فقال: "اعملوا، فإنكم على عمل صالح"، ثمّ قال صلى الله عليه وسلم:

"لولا أن تُغلَبوا، لنزلتُ حتى أضَعَ الحبلَ على هَذِهِ"؛ يعني: عاتقه،

وأشار إلى عاتقه.



فضل الهَدْى في يوم النحر:

أعلم أخي الحبيب أن يوم النحر هو أفضل الأيام عند الله عز وجل،

فقد أخرج الإمام أحمد وأبو دواد من حديث عبدالله بن قُرْطٍ رضي الله عنه

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أعظم الأيام عند الله يوم النحر،

ثم يوم القَرً [1]".







وأفضل ما يقدم في اليوم المبارك هو النحر والذبح:



• فقد أخرج الترمذي وابن ماجه من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما عمل أدمي من عمل يوم النحر أحب

إلى الله من إهراق الدم، وإنه لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها،

وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفسًا"؛

(صحيح الألباني في مشكاة المصابيح:1470).



• وأخرج الترمذي من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:



" أفضل الحج: العَج [2] والثج [3]"؛ (صحيح الجامع: 1101).



النحر والذبح علم من أعلام الملة الإبراهيمية،

وشعيرة من شعائر الأمة المحمدية:



قال تعالى: ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ

عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ [الحج: 28]، وهذه كناية عن نحر

الذبائح في أيام العيد وأيام التشريق الثلاثة بعده، والقرآن يقدم ذكر اسم ال

له المصاحب لنحر الذبائح؛ لأن الجو جو عبادة، ولأن المقصود من النحر

هو التقرب إلى الله، ومن ثم فإن أظهر ما يبرز في عملية النحر هو ذكرُ اسم

الله على الذبيحة، وكأنما هو الهدف المقصود من النحر لا النحر ذاته.



والنحر ذكرى لفداء إسماعيل عليه السلام، فهو ذكرى لآية من آيات الله،

وطاعة من طاعات عَبْدَيه إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام –

فوق ما هو صدقة وقربى لله بإطعام الطعام.



يقول ابن القيم في قصيدته الميمية ذاكرًا ما كان الوقوف بعرفة:

وراحوا إلى جميع فباتوا بمشعر الـ

حرام وصلُّوا الفجر ثم تقدَّموا

إلى الجمرة الكبرى يريدون رميَها

لوقت صلاة العيد ثم تيمَّموا

منازلهم للنحر يبغون فضله

وإحياء نُسك من أبيهم يعظمُ

فلو كان يرضي الله نحرَ نفوسهم

لدانوا به طوعًا وللأمر سلَّموا

كما بذلوا عند الجهاد نحورهم

لأعدائه حتى جرى منهمُ الدمُ

[1] هو الغد من يوم النحر، وهو حادي عشر

من ذي الحجة؛ لأن الناس يقرون بمني؛ أي: يقيمون.

[2] العج: رفع الصوت عاليًا بالتلبية والتكبير.

[3] الثج: سيلان دم الهدايا والأضاحي، والمقصود: هو نحر البُدن.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين