المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم ( 11 – 20 )


حور العين
06-19-2023, 09:28 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم

التعريف بالكعبة

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَنْ لا نبيَّ بعده:

الكعبة هي بيت الله تعالى، تقع في وسط المسجد الحرام،

وهي بيت مسقَّف مربَّع الشَّكل، إلاَّ أنَّ جُدرانها غير متساوية:

فعَرْضُ جِدارِها من جهة الباب (باب الكعبة): (68ر11م)، ومن جهة الحِجْر:

(90ر9م)، وما بين الركن الشامي واليماني: (04ر12م)، وما بين الحجر

الأسود والركن اليماني: (18ر10م)، ويبلغ ارتفاعها: (14م)، ومساحتها

عند قاعدتها: (145م2)[1].

وَرَدَ ذِكْرُ الكعبة في القرآن مرَّتين:

الأُولى: في قوله تعالى: ﴿ جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ ﴾

[المائدة:97]. والثَّانية: في قوله سبحانه:

﴿ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ ﴾ [المائدة:٩٥].

سبب التسمية:

هناك قولان في سبب التسمية:

الأوَّل: سُمِّيت بذلك؛ لعلوِّها ونتوئِها وبروزِها، من قولهم: قد كعب ثدي

المرأة إذا علا ونتأ، وهو قول الجمهور. وكلُّ بارز كعب؛ مستديراً

أو غير مستدير، ومنه: كعب القَدَم[2].

الثَّاني: سُمِّيت بذلك؛ لتَكَعُّبِ بنائها أي: تربيعه، وهو قول مجاهد.

وكل مربع عند العرب كعبة، والتكعيب: التربيع، وأكثر بيوت العرب

مدوَّرة لا مربَّعة[3].

وروى الأزرقي عن ابن أبي نجيح قال:(إنما سميت الكعبة؛ لأنها مُكَعَّبة على

خِلْقة الكَعْب، قال: وكان الناس يبنون بيوتهم مدوَّرة؛ تعظيماً للكعبة، فأوَّل

مَنْ بنى بيتاً مُرَبَّعاً حميد بن زهير، فقالت قريش: ربَّعَ حميد بن زهير بيتاً،

إما حياةً وإما موتاً)[4]. (فجعلت رُجَّاز قريش يرتجزون –

وهي تُبنى:

اليَوْمَ يُبْنَى لُحَمْيدٍ بَيْتُهْ

إمَّا حَيَاتُهُ وإمَّا مَوْتُهْ

فلما لم تصبه عقوبة، ربَّعت قريش منازلها)[5].

القول الأوَّل أقرب إلى الصِحَّة لسببين:

1- أن الكعب في اللُّغة: هو العظم الناتئ عند ملتقى الساق والقَدَم[6].

2- أن الشكل الهندسي لمسقط الكعبة - كما تثبته الدِّراسات الحديثة:

هو الشكل المنحرف أو المختلف الأضلاع، وهو من الأشكال الهندسية نادرة

الاستعمال في المباني، وهذا يعني: أن سبب تسمية الكعبة المشرفة بهذا

الاسم ربما يرجع لبروزها، لا لكونها مُكَعَّبة الشكل[7].

أركان الكعبة:

للكعبة المعظمة أربعة أركان مشهورة، وتتَّجه أركانها

إلى الجهات الأربعة الأصلية مع انحراف يسير:

ففي الشمال: الركن العراقي، وفي الجنوب: الركن اليماني،

وفي الشرق: الحجر الأسود، وفي الغرب: الركن الشامي.

قال النووي - رحمه الله: (واعلم أن للبيت أربعةَ أركان: الركن الأسود،

والركن اليماني، ويقال لهما: اليمانيان، وأما الركنان الآخَران، فيقال لهما:

الشاميان. فالركن الأسود فيه فضيلتان: إحداهما: كونه على قواعد إبراهيم –

عليه السلام، والثانية: كونه فيه الحجر الأسود.

وأما اليماني: ففيه فضيلة واحدة، وهي كونه على قواعد إبراهيم.

وأما الركنان الآخَران: فليس فيهما شيء من هاتين الفضيلتين؛ فلهذا خُصَّ

الحجر الأسود بشيئين: الاستلام والتَّقبيل؛ للفضيلتين، وأما اليماني فيستلمه،

ولا يُقبِّلْه؛ لأنَّ فيه فضيلةً واحدة، وأما الرُّكنان الآخَران: فلا يُقبَّلان،

ولا يُستَلَمان)[8].

[1] انظر: الحرم المكي الشريف والأعلام المحيطة به دراسة تاريخية

وميدانية، د. عبد الملك بن دهيش (ص98)؛ مكة المكرمة تاريخ ومعالم،

محمود محمد حمو (ص40).

[2] انظر: تفسير الماوردي، (2/ 69). تفسير الطبري،

(7/ 76).

[3] انظر: لسان العرب، لابن منظور (1/ 718).

مختار الصحاح، للرازي (ص238). التفسير

الكبير، للرازي (12/ 83).

[4] أخبار مكة، (1/ 279-28).

[5] جمهرة نسب قريش وأخبارها، الزبير بن بكار (ص93).

[6] انظر: لسان العرب، (1/ 718). فتح الباري، لابن حجر (2/ 211).

[7] انظر: الكعبة المشرفة دراسة تحليلية للخصائص التصميمية،

د. يحيى محمد وزيري (ص18).

[8] شرح النووي على صحيح مسلم، (9/ 14).


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين