المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نفحة يوم الجمعة / أمانى صلاح الدين / رقائق


adnan
12-15-2012, 08:26 PM
نفحة يوم الجمعة / أمانى صلاح الدين / رقائق
أ . محمد الفصام


إن كره الناس حملٌ تنوء بحمله قلوبُنا ،
فلنحاول أن نسقط هذا الحمل عنها.
لا تقل :
إن ترك البغض ليس بمقدوري ؛ إن ديننا لم يكلفنا إلا بما هو في استطاعتنا ،
و لو كنا لا نستطيع ترك البغض ،
لما نهانا عنه نبيُّنا - صلى الله عليه و سلم -:

( لا تباغضوا ، و لا تدابروا ، و كونوا عباد لله إخوانًا ) ،
فليس في شريعتنا التكليف بما لا يطاق .
فإذا ما أردنا أن نترك البغض ، فلنعلم أن البغض يبين فينا ،
و لا يؤثر فيمن نبغضه .
الرجل الكاره الحاقد هو إنسانٌ ممتلئٌ بالسم .
ألا يزعجك أن تحمل السم بين جنبيك !
إن محبة الناس و مصافاتهم يخلص لنا وقتنا من التشتت ،
ربما لا تتقبل أنفسنا محبة من سبَّنا أو سبب لنا ضجرًا ؛
لكن لنتقبل ذلك من أجل صحتنا و سعادتنا ،
لنسامحهم أو ننسهم على الأقل ، و هذا عملٌ ذكي يجب أن نعمله .
يقول الجنرال أيزنهاور جملةً بليغةً تستحق أن تحفظ و تطبق مباشرة :
" دعونا لا نضيع دقيقة واحدةً من التفكير بالأشخاص الذين لا نحبهم "
فمن المصيبة أن يثير عدوٌّ لك في الدنيا حفيظتَك و غضبك ،
ثم يزداد هذا و يصل إلى درجة التحسر و الألم
حينما تراه يأخذ من حسناتك يوم القيامة ؛
لكونك دائمًا تحضره في ذاكرتك ، و تمزقه بلسانك.
إن الحديث عمن نكرههم و القدح فيهم دلالةٌ على الضعف ،
و عدم القدرة على غير ذلك فحسب .
و أُكرِم نفسي عن جزاء بغيبةٍ و كل اغتيابٍ جهدُ من لا له جهدُ
إننا حينما نَكره خصومنا نعطيهم قوةَ السيطرة علينا :
السيطرة على نومنا ، و شهيتنا ، و ضغط دمنا ، و صحتنا ، و سعادتنا ،
ربما لو علموا بذلك لرقصوا فرحًا أنهم سببوا لنا الضيق و الضنك ،
و أن تأثيرهم فينا قد عَمَل عمَله.